فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم April 15, 2011, 12:21 AM
 
رد: سعاد الصباح

العالم أنت

خذ الخريطة..

ورتبها كما تشاء
فالقارات أنت
والبحار أنت
وأنا أنت..
من اسمك تبدأ جغرافية المكان
ومن عينيك تأخذ البحار ألوانها
ومن ثغرك يولد الليل والنهار
ومن إيقاعات صوتك
ومن شرايين يديك
أولد أنا...

يطاردني حبك...
كسمكة قرش لا تشبع
يطاردني فوق الماء, وتحت الماء
يختار نقاط الضعف في أنوثتي
ويضربني بلا هواده
على وجهي يضربني..
على صدري يضربني..
على ظهري يضربني..
على أصابعي يضربني..
حتى يصبغ دمي
جميع المحيطات باللون الأحمر..
  #14  
قديم April 19, 2011, 11:09 PM
 
رد: سعاد الصباح


اكتب هذه الرساله ليديك

نعم. ليديك...
فيداك هما أكثر منك حنانا
و أكثر فهما لطبيعة النساء

و أسرارهن...
و عوالمهن الداخلية...



إن علاقتي بيديك قديمة... قديمة...
و إعجابي بهما قديم... قديم...
بداء من اليوم الذي رأيتهما فيه
في أحد مقاهي السان جرمان في باريس
تجلسان وحدهما...
و تتكلمان مرة مع سيجارة القولواز...
و مرة مع جريدة الفيجارو...
و مرة مع اللاشيء...
و ترسمان في الفضاء خطوطا و أشكالا
لا تستطيع إن تفهمها
سوى امرأة عربية
تتسكع على أرصفة الخزن.. مثلي.


يداك...
هما الساحل الرملي الذي أتمدد عليه
عندما تضربني العاصفة
و هما النخلتان اللتان أهزهما
عندما يأتيني المخاض
فتتساقطان علي رطبا جنيا...


أكتب هذا الرسالة ليديك...
لأنني ملّلتُ من الكتابة إليك...
فهما تحتفلان ببريدي
وأنت ترمي بريدي في سلّة المهملات...
هما تتصرّفان بحضارة...
و أنت تتصرّف ببدائية..
هما تفتحان ألف باب للحوار
و أنت تغلق في وجهي كلّ الأبواب...


أحتمي بيديك القويتين
عندما لا أجد من يحميني...
و أتغطّى بوبرهما الكثيف
عندما لا أجد من يغطّيني...
و ألتجئ إليهما..
عندما لا أجد من يطعمني... و يسقيني...


يداك... هما الكتابان الرائعان
اللذان أقرأ فيهما قبل أن أنام...
و هما الغابتان الكثيفتا الشجر
اللتان ألتجئ أليهما في حالات اكتئبي..
و هما الخشبتان اللتان أتعلّق بهما
عندما أشرف على الغرق...
و هما المدفأتان اللتان أتكوّم أمامهما
عندما تنتابني القشعريرة...


يداك كانتا دائما
حمامتي سلام
فإذا تشاجرنا... أصلحتا ما بيننا
و إذا أبكيتني...
كفكفتا دموعي...


إنني أزور يديك
عندما تكون خارج البيت
و أشرب معهما قهوة الصباح
و أبوح لهما يكلّ شؤوني و شجوني
و أسلّمهما ملفّا كاملا
لكلّ الدعاوى العاطفية التي رفعتها عليك..
و خسرتها جميعا...


يداك صديقتاي...
قبل أن أكون صديقتك
و علاقتي بهما
أرقى من علاقتي معك
و أنبل من علاقتي معك
و أعمق جذورا...
فإذا قرّرت...
أن تسافر إلي أيّ مكان في العالم
فخذ جميع حقائبك...
و اترك لي يديك...


إنني لا أخلط أبدا
بينك و بين يديك
فهما مسالمتان... و أنت عدواني
و هما متسامحتان... و أنت متعصّب...
و هما مثقّفتان... و أنت متوسّط الثقافة...
و هما مائيتان... و أنت متخشب...
إنني لا أخلط أبدا
بين حداثتهما.. و بين سلفيّتك...


شكرا لأبوّة يديك.. يا سيدي
شكرا لهما
إصبعا... إصبعا...
ظفرا... ظفرا...
شريانا... شريانا...
فقد كانتا بيتي في زمن التشرّد
و سقفي في زمن العاصفة...
و وطني...
بعدما سحبوا سجّادة الوطن من تحتي...


أيهل الرجل الذي أعتزّ بصداقة يديه...
إذا قابلت يديك بالمصادفة
في أيّ مطار.. أو أيّ مرفأ
أو في أيّ مقهى من مقاهي الرصيف
فسلّم لي عليهما...




  #15  
قديم April 26, 2011, 12:00 AM
 
رد: سعاد الصباح

كن صديقي ...

1-
كن صديقي.
كن صديقي.
كم جميل لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج أحياناً إلى كف صديق..
وكلام طيب تسمعه..
وإلى خيمة دفء صنعت من كلمات
لا إلى عاصفة من قبلات
فلماذا يا صديقي؟.
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
ولماذا... لست تهتم بما يرضي النساء؟..
2-
كن صديقي.
كن صديقي.
إنني أحتاج أحياناً لأن أمشي على العشب معك..
وأنا أحتاج أحيانا لأن اقرأ ديواناً من الشعر معك..
وأنا – كامرأة- يسعدني أن أسمعك..
فلماذا –أيها الشرقي- تهتم بشكلي؟..
ولماذا تبصر الكحل بعيني..
ولا تبصر عقلي؟.
إنني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار.
فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟.
ولماذا فيك شيء من بقايا شهريار؟.
3-
كن صديقي.
كن صديقي.
ليس في الأمر انتقاص للرجولة
غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدورٍ
غير أدوار البطولة..
فلماذا تخلط الأشياء خلطاً ساذجاً؟.
ولماذا تدعي العشق وما أنت العشيق..
إن كل امرأةٍ في الأرض تحتاج إلى صوت ذكيٍ..
وعميق.
وإلى النوم على صدر بيانو أو كتاب..
فلماذا تهمل البعد الثقافي..
وتعنى بتفاصيل الثياب؟.
4-
كن صديقي.
كن صديقي.
أنا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبيرا..
لا ولا أطلب أن تبتاع لي يختاً..
وتهديني قصورا..
لا ولا أطلب أن تمطرني عطراً فرنسياً ..
وتعطيني القمر
هذه الأشياء لا تسعدني ..
فاهتماماتي صغيرة
وهواياتي صغيرة
وطموحي .. هو أن أمشي ساعاتٍ.. وساعاتٍ معكْ.
تحت موسيقى المطر..
وطموحي، هو أن أسمع في الهاتف صوتكْ..
عندما يسكنني الحزن ...
ويبكيني الضجر..
5-
كن صديقي.
كن صديقي.
فأنا محتاجة جداً لميناء سلام
وأنا متعبة من قصص العشق، وأخبار الغرام
وأنا متعبة من ذلك العصر الذي
يعتبر المرأة تمثال رخام.
فتكلم حين تلقاني ...
لماذا الرجل الشرقي ينسى،
حين يلقى المرأة، نصف الكلام؟.
ولماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى..
وزغاليل حمام..
ولماذا يقطف التفاح من أشجارها؟..
ثم ينام..
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قل لي............الشاعرة الكويتية سعاد الصباح. سلمى فاروق شعر و نثر 2 March 7, 2011 11:41 AM
ديوان (والورود تعرف الغضب) للدكتورة سعاد الصباح كل العهود أرشيف طلبات الكتب 5 April 23, 2010 12:56 AM
ازياء سعاد حسني AHD Ashour مجلة الازياء والفساتين وتجهيز العروس 0 March 4, 2010 06:41 PM
سعاد الصباح m7sen q8 شعر و نثر 4 September 17, 2009 03:39 AM
سعاد + فهد =قصه رومنسيه حزينه * سعوديه واعتز روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 September 13, 2008 11:55 AM


الساعة الآن 03:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر