فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم March 20, 2011, 12:00 PM
 
تونس من الاستعمار الفرنسي......الى الاستقلال.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تونس من الاستعمار الفرنسي........الى الاستقلال.

تونس قبل الإحتلال الفرنسي :

خضعت تونس للحكم العثماني في عام 1574م، وأصبحت تابعة للخلافة العثمانية، ثم
أنشئت الدولة الحسينية في عام 1705م علي يد حسين بن على الذي قام بالاستقلال عن
الدولة العثمانية. حيث أسس أسرة مالكة عرفت بالأسرة الحسينية التي ظلت تتوارث
السلطة حتى استقلال تونس في عام 1957.

ولقد تميزت هذه الفترة بصراعٍ خفي في السلطة بين القوى المحلية والقوى العثمانية
وبمجيء الباي حسين حاول كسب نوع من الاستقلال الذاتي فزاد من عدد الموظفين
ودعم اللغة العربية ورجال الدين، وأهم ما يميز هذه الأسرة الحسينية في القرن التاسع
عشر موجة الإصلاحات الكبيرة التي حدثت في حقول الإدارة والجيش وغيرها...،
وذلك في عهد أحمد باشا باي (1837 ـ 1855) الذي شيد قصر باردو التاريخي
الشهير. وكان من أهم رموز التغيير والإصلاح «خير الدين التونسي» المتحدر من
أصول شركسية الذي كان من ألمع رجالات النهضة.

أحمد باشا باي :



* إصلاحات المشير أحمد باي:


شهدت فترة حكم المشير أحمد باشا باي من 1837 إلى 1855 عدة إصلاحات كان أهمها إلغاء العبودية سنة 1846.



* إعلان عهد الأمان:

صدر هذا الإعلان يوم 10 سبتمبر 1857، في عهد محمّد باي، وهو يعتبر أول إعلان
لحقوق الإنسان في تونس، ومما جاء فيه:

"...وهذا القانون السياسي يستدعي زمنا لتحريره وترتيبه، وتدوينه وتهذيبه، وأرجو
الله الذي ينظر إلى قلوبنا أن تستقيم به أحوال الرئاسة، ولا يخالفه ما ورد عن السلف
الصالح... وتأسيسه على قواعد:

الأولى: تأكيد الأمان لسائر رعيتنا وسكان إيالتنا على اختلاف الأديان والألسنة
والألوان، في أبدانهم المكرمة، وأموالهم المحرمة، وأعراضهم المحترمة، إلا بحق
يوجبه نظر المجلس بالمشورة ويرفعه إلينا ولنا النظر في الإمضاء أو التخفيف
ما أمكن أو الإذن بإعادة النظر.

الثانية: تساوي الناس في أصل قانون الأداء المرتب أو ما يترتب...

الثالثة: التسوية بين المسلم وغيره من سكان الإيالة في استحقاق الإنصاف، لأن
استحقاقه لذلك بوصف الإنسانية لا بغيره من الأوصاف، والعدل في الأرض هو
الميزان المستوي...




* إصدار دستور 1861:








صدر هذا الدستور في 29 جانفي 1861 في عهد الصادق باي، وذلك إثر سلسلة من


الإصلاحات شهدتها سنة 1860، وتمثلت خاصة في إنشاء الوزارة الكبرى وتنظيم


عملها، وإصدار الرائد التونسي. ويعتبر دستور 1861 أول دستور في البلاد العربية


والإسلامية يقرّ الملكية الدستورية





خير الدين باشا:







* إصلاحات خير الدين التونسي: (1873-1879):






كانت مرجعية إصلاحات خير الدين ما ورد في كتابه "أقوم المسالك في معرفة أحوال


الممالك" الصادر سنة 1867، وقد شملت هذه الإصلاحات جملة من التوجهات تمثلت


خاصة في:




* الأخذ عن تجارب الحكم في الممالك الأوروبية.


* مشاركة أهل الحل والعقد للملوك في نظام الحكم.


* إحياء المؤسسات التي تمّ بعثها في عهد الأمان وإقرارها في دستور 1861


* تأسيس تنظيمات سياسية جديدة لأسباب التمدن ونمو العمران.





ومن الإصلاحات الكبرى لخير الدين :





* تنظيم الوزارات وإصلاح الجهاز الإداري.


* الحدّ من تجاوزات السلطة الجهوية.


* إصلاح القضاء والمحاكم الشرعية.


* إنشاء المحاكم في مجالات النظام العام والجنايات والأحكام العرفية والحقوق الذاتية.


* إصلاح نظام السجون.


* إقرار إصلاحات تخص سير المجلس البلدي لتونس العاصمة.


* تأسيس المدرسة الصادقية في 13 جانفي 1875 للنهل من علوم العصر ودعم ازدهار البلاد.






********************






انتصاب الحماية الفرنسية بتونس





اندرج الاستحواذ الاستعماري على إيالة تونس ضمن ظاهرة عامة ميّزت تاريخ العالم




خلال القرن التاسع عشر





وهي التوسع الأوروبي لاقتسام العالم والهيمنة عليه. وقد انجرّ عن الأطماع والضغوطات الخارجية، إثر التسرّب





التجاري والمالي الأوروبي، تدهور أوضاع البلاد إلى درجة الأزمة السياسية وتعرّض


جلّ محاولات التقدّم


والإصلاح إلى الصعوبات والتعطيل. واستعدّت فرنسا لإلحاق الإيالة بتحويل السيطرة


المالية إلى هيمنة كاملة بعد الاحتلال العسكري.






* معاهدة باردو:





سمحت هذه المعاهدة التي تم إمضاؤها في 12 ماي 1881 بخرق السيادة الوطنية


والاحتلال الكامل للبلاد.



و إخضاع الباي للحماية الفرنسية حيث أمضى محمد الصادق باي المعاهدة المفروضة عليه









والتي تعلن "حماية" فرنسا على البلاد التونسية. وقد عرفت بمعاهدة باردو أو "قصر السعيد".






محمد الصادق باي :





















إمضاء محمد الصادق باي على معاهدة الحماية


الجيوش الفرنسية تدخل تونس قادمة من الجزائر





* معاهدة المرسى:








تم إمضاء هذه المعاهدة في 8 جوان 1883، وتعتبر النص المكمل لمعاهدة باردو




لترسيخ الإدارة الاستعمارية.



و وضعت هذه الاتفاقية الإطار القانوني الذي لم يتوفر ضمن معاهدة باردو والذي


تحتاجه فرنسا


كي تدير الشؤوون الداخلية للبلاد التونسية كما تشاء. فاستعملت عبارة "الحماية" في







الاتفاقية





بوضوح تعريفا للمؤسسة المحدثة. وهدفت الاتفاقية إلى إعلان السلطة المطلقة لفرنسا




في البلاد التونسية. ومن جهة أخرى









************************






النضال من أجل السيادة والاستقلال (1934-1956)





إمتدت الحركة الوطنية أثناء المدة المتراوحة بين 1907 و1956 إلى ثلاث فترات :





- حركة الشباب التونسي (1907- 1918)




- الحزب الحر الدستوري التونسي (1919- 1952)





- النضال من أجل الإستقلال (1952 - 1956)





وقد شكلت كل حقبة حلقة في سلسلة الحركة الوطنية من أبرز مطالبها :





- المطالبة بتشريك الأهالي في تسيير شؤونهم أثناء الحقبة الأولى ثم المطالبة بحكومة





مسؤولة أمام مجلس منتخب، ثم المطالبة بالاستقلال الداخلي والاستقلال التام.





كل هذه المطالب رافقها عمل دعائي تمثل في عدة أوجه من صحافة واجتماعات عمومية وعمل





جمعياتي ساعد على ترسيخ الروح الوطنية مما أجبر السلطة الإستعمارية على قبول مبدإ الحوار.







من نتائج المعركه الأولى ضد الإستعمار:





مؤتمر نهج التريبونال للحزب : 30 أكتوبر- 2 نوفمبر 1937:






* أكد مؤتمر نهج التريبونال مطالبة الحزب بحكومة ديمقراطية تستمد نفوذها من الشعب وتتمتع





بثقته، و من أبرز نتائج هذا المؤتمر





- مطالبة قادة من الحزب للمرة الأولى بإدراج قضية استقلال البلاد بصفة رسمية في برنامج الحزب




- تصعيد مواقف الحزب أمام تعنّت حكومة "شوطن" وما أظهرته الجالية الفرنسية بتونس من مواقف عدائيّة،




- إقرار مبدإ تعبئة الجماهير للكفاح والمقاومة.






اندلاع المعركة الثانية ضدّ الاستعمار: أحداث 8 و9 أفريل 1938:






نُظمت يوم 9 أفريل مظاهرة أمام قصر العدالة احتجاجا على دعوة المناضل علي البلهوان المثول




أمام قاضي التحقيق. وبمجرد وصول الجماهير إلى مكان المحاكمة وقع إطلاق النار على




المتظاهرين وسقط العديد من الشهداء والجرحى (22 قتيلا وحوالي 150 جريحا) إثر إطلاق النار




من طرف قوات الأمن كما سقط العديد من قوات الأمن إثر هذه الاشتباكات الدامية. وما إن




سيطرت السلطات الإستعمارية على الوضع حتى استصدر المقيم العام من الباي أمرا لإعلان




حالة الحصار على ثلاث مراقبات كما تم اعتقال بورقيبة والمنجي سليم

















صورة للزعيم الحبيب بورقيبة لدى اعتقاله بالسجن العسكري (11 أفريل 1938)






كما أحيل القادة الدستوريون على المحكمة العسكرية بدعوى التآمر على أمن الدولة وتم حل الحزب الدستوري





الجديد في 12 أفريل 1938. وبالرغم من هذه الإجراءات القمعية قرر مناضلو الحزب مواصلة النضال




متوخين أساليب العمل السري.











المتظاهرون يطالبون بالسيادة للشعب وببرلمان تونسي وبحكومة وطنية













****************************

المتظاهرون يطالبون بالسيادة للشعب وببرلمان تونسي وبحكومة وطنية











انتعاشة الحركة الوطنية



عند اعتلاء المنصف باي العرش (19 جوان 1942) – وقد عُرف بتعاطفه مع الحزب
الدستوري منذ صغره – قام بجملة من الإصلاحات تمثلت في تقديم مذكرة إلى الحكومة
الفرنسية (2 أوت 1942) تضمنت 16 نقطة من أهمها تكوين مجلس استشاري تونسي
وإطلاق سراح المساجين السياسيين وإلغاء أمر 1898 الذي يخول للمعمرين الإستحواذ
على أراضي الأوقاف.
وآل الأمر إلى إطلا ق سراح المعتقلين السياسيين. فانتقلوا إلى الخارج لمواصلة العمل
الدعائي وتمكن بعضهم من تأسيس مكتب المغرب العربي ببرلين (جوان 1943)
للتعريف بالقضية التونسية.



مظاهرات نسائية تأييدا للمقاومة (1952)


بعد رحيل هؤلاء القادة الوطنيين إلى الخارج طلب الجنرال "جوان" من المنصف باي الإستقالة

والتخلي عن الحكم، وتم عزله وإبعاده إلى الجزائر لما رفض ذلك. وبعد تنازله عن

الحكم وقع

إبعاده إلى مدينة "بو" بفرنسا إلى أن توفي سنة 1948.




المنصف باي




وأمام السياسة القمعية التي انتهجها المقيم العام الجنرال ماست (1943-1947) سعى
الوطنيون إلى تدويل القضية الوطنية وإخراجها من نطاق العلاقات الثنائية الفرنسية
التونسية، خاصة بعد تأسيس جامعة الدول العربية (22 مارس 1945) فقرر الديوان
السياسي إيفاد الزعيم الحبيب بورقيبة إلى مصر (26 مارس 1945) للتعريف
بالمسألة التونسية.

*************************************


معركة التحرير

إنطلاق معركة التحريرالحاسمة 5 ديسمبر 1952 اعتمدت استراتيجية تحرير تونس على تعبئة الجبهة الوطنية
وكسب تأييد الرأي العام الفرنسي والعالمي مع إزدواج العمل السياسي والنضال حسب ما تتطلبه طبيعة
المعركة وميزان القوى وظروف المقاومة الشعبية.





في 16 ديسمبر 1951 أرسلت المنظمات الوطنية برقية احتجاج إلى الحكومة الفرنسية وقررت الإضراب العام
لمدة ثلاثة أيام. وأظهر نجاح الإضراب استعداد الشعب لرفع التحدي. وكانت الاجتماعات الشعبية التي نظمها
الحزب الحر الدستوري الجديد والمنظمات الوطنية ترمي إلى تعبئة الشعب التونسي وتهيئته للمواجهة.





المقاومة المسلحة


أمام توالي مظاهرات الاحتجاج في عدد من أنحاء البلاد أقرت السلطات الفرنسية العزم على قمع كل حركة
شعبية وأوقفت يوم 18 جانفي 1952 رئيس الحزب الزعيم الحبيب بورقيبة كما أوقفت في نفس اليوم حوالي
عشرين مناضلا وقع إبعادهم إلى الجنوب. فبلغ الغضب الشعبي أوجه إذ نظمت مظاهرات صاخبة في المدن
والقرى التونسية وكانت الانطلاقة الحاسمة للكفاح الوطني.

وقد إلتحقت بالجبال فرق من المتطوعين وواصلت الجبهة الوطنية تجنيد المواطنين في سائر الجهات
والتنسيق بين مختلف أنشطة المقاومة. وانتظمت بعديد المدن والقرى التونسية أيام 22 و 23 و24 جانفي
1952 مظاهرات ومواجهات مع قوى الشرطة والجيش الفرنسي سقط فيها العشرات من الشهداء من بين

المتظاهرين والعشرات من الجرحى.

كانت السلطات الفرنسية تلاحق الوطنيين منظمة حملات متواصلة من الاعتقالات.
وقد غصت السجون ففتحت محتشدات في سائر أنحاء البلاد. وقد بلغ عدد الموقوفين حوالي
عشرة آلاف شخص.



**********************************



مثل اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد (5 ديسمبر 1952)، في الوقت الذي كانت فيه اللجنة السياسية
للأمم المتحدة تدرس القضية التونسية، تجاوزا لكل معايير السلوك الدولي إضافة لما يمثله من تصعيد سياسة
التصلب والقمع وإطلاق العنان لاستبداد رجال الإقامة العامة وحلفائهم في المنظمة الإرهابية الفرنسية "اليد
الحمراء".





يسار : موكب جنازة فرحات حشاد
أعلى اليمين : اليد الحمراء تغتال الزعيم فرحات حشاد (5 ديسمبر 1952)
أسفل اليمين : السيارة التي كانت تقل الزعيم فرحات حشاد يوم اغتياله


وتمثل هذه المأساة بالنسبة للمقاومة الشعبية منعرجا حاسما. وقد تكثفت في هذه الفترة العصيبة حركة
المقاومة المسلحة التي كانت تهدد الأمن الاستعماري˜ وتلاحق المعمرين والمتعاونين مع نظام الحماية
وتواجه القوات العسكرية الفرنسية.

اتخذت الحكومة الفرنسية مجموعة من القرارات في نطاق ما سمته بسياسة التهدئة من بينها استرجاع
السلطة الأمنية للشرطة وإلغاء الرقابة وإلغاء المضايقات بالساحل (28 أكتوبر 1953) والإفراج عن عدد من
المبعدين والمساجين. وخمد لهيب الكفاح في هذه الفترة التي اتسمت بالمراوغة. ولكن الحركة الوطنية
اعتمدت خطة الصمود وجندت قواها لاستئناف الكفاح بعد تفطن الجميع إلى أن مشروع السلطات الفرنسية
الجديد يقود إلى طريق مسدود ويضحي بمطالب الشعب من أجل استرجاع سيادته. وعادت حركة المقاومة
للنشاط وتواصلت عمليات المقاومة خلال شهر جوان 1954. وبعثت هذه العمليات الرعب في قلوب المعمرين
الذين أيقنوا بأن المقاومة تهدد الوجود الإستعماري وتعرقل أنشطتهم ومصالحهم كفئة محظوظة في البلاد



**********************************


من الاستقلال الداخلي إلى الاستقلال التام



الاعتراف بالاستقلال الداخلي


أوضح منداس فرانس مشروعه أمام مجلس الوزراء الذي إلتأم مساء 30 جويلية 1954. وقد اقتصر
البلاغ الصادر إثر اجتماع المجلس على ذكر قرار الحكومة الفرنسية بأن "تعطي نفسا جديدا
للعلاقات التونسية الفرنسية"،˜ دون أن يفصح عن محتوى المشروع لتجنب رد فعل الجالية
الفرنسية بتونس ومناصريها في فرنسا والجزائر.

وقدم منداس فرانس إلي تونس يوم 31 جويلية 1954 في زيارة فجئية أعدت في كنف السرية
مترئسا وفدا هاما وأعلن في خطاب رسمي أمام الباي بقرطاج استقلال تونس الداخلي.







منداس فرانس يعلن أمام محمد لمين باي في قرطاج عن استقلال تونس الداخلي (31 جويلية 1954)






محمد لمين باي


الاعتراف بالاستقلال (20 مارس 1956)


اعتبر مؤتمر صفاقس أن الاتفاقيات التونسية الفرنسية التي تقر الحكم الذاتي مرحلة هامة في طريق

الاستقلال˜ الذي يمثل أسمى غاية لكفاح الحزب˜ ودعا إلى إنجاز هذه المطلب بروح التعاون الحر وفي اتجاه

التطور التاريخي˜.
وتهيأت الظروف للمطالبة بالاعتراف باستقلال تونس. وسافر الحبيب بورقيبة لهذا الغرض وتقابل يوم 3 فيفري
1956 مع رئيس الحكومة غي مولي Guy Mollet الكاتب العام للحزب الاشتراكي الذي تولى رئاسة الحكومة

الفرنسية يوم 31 جانفي 1956. وتم الاتفاق على إرسال وفد للتفاوض في المطالب
التونسية. فافتتحت المفاوضات يوم 29 فيفري وتعثرت طيلة 18 يوما من المماطلة الفرنسية.

ثم تم يوم 20 مارس 1956 التوقيع على الاتفاق الذي تعترف فرنسا بمقتضاه باستقلال تونس بما يقتضيه
من " ممارسة تونس لمسؤولياتها في ميادين الشؤون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطني

تونسي"˜.









التوقيع على اتفاق الاستقلال في 20 مارس 1956 بباريس



***********************************


معركة الجلاء :

تعتبر ذكرى الجلاء محطة هامة في تاريخ تونس، استرجعت بموجبها تونس سيادتها الكاملة على
ارضها، اذ لم يتوقف النضال عند اعتراف فرنسا باستقلال البلاد في 20 مارس 1956 بل تواصل
النداء من اجل الحصول على السيادة التامة خاصة بعد تمسك فرنسا بحضور عسكري في عدة
مناطق من البلاد من اهمها مدينة بنزرت التي تتميز بموقعها الاستراتيجي بجنوب مضيق مسينا
الفاصل بين حوض المتوسط علاوة على تمسكها بالمحافظة على اراضي المعمرين الزراعية
بأخصب الارياف التونسية.

ومنذ 1956 انتقل النضال الوطني الى المطالبة بالجلاء العسكري حيث نادت الحكومة التونسية بضرورة جلاء القوات الفرنسية عن البلاد مقابل ذلك رفضت فرنسا هذه المطالب متعللة بحاجتها الى قواعدها التونسية لحماية ظهر جيشها المحارب بالجزائر وحماية سلامة المعمرين الفرنسيين بتونس ولضمان حضورها بالمتوسط دفاعا منها عن "العالم الحرّ"، وامكن لفرنسا متعللة بذلك خرق الحدود البرية والجوية بعدة مناطق.

وقد دامت معركة الجلاء سنوات من يوم الاستقلال الى إجلاء آخر جندي فرنسي عن تراب الوطن يوم 15 أكتوبر 1963، اذ صرح الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة انذاك، أنه لا يمكن أن يكون الاستقلال حقيقيا ما دامت قوات اجنبية لا زالت تحتل مراكز ومواقع في البلاد،

حتى جاءت الفرصة التي اعتبرتها تونس سانحة لتبدأ فعلا معركة الجلاء، وذلك يوم 8 فيفري
1958 الذي شنت فيه طائرات الجيش الفرنسي المرابطة قرب الحدود التونسية الجزائرية هجوما
جويا عنيفا على قرية ساقية سيدي يوسف من محافظة الكاف باستعمالها احدى عشرة طائرة
«بـ 26» وست طائرات «كورسار» وثماني طائرات «مسترال»، على أبناء الشعبين التونسي
والجزائري الموجودين في صبيحة ذلك اليوم، بسوق أسبوعية مخلفة تسعة وسبعين قتيلا من
أبناء وبنات تونس والجزائر منهم عشرون طفلا واحدى عشرة امرأة، ومائة وثلاثون جريحا، الى
جانب الدمار الفادح الذي ألحقته تلك الطائرات المقاتلة بالبنية التحتية للقرية.

ضحايا الهجوم على قرية سيدي يوسف :




واغتنمت تونس تلك الفرصة لتطلع الرأي العالمي بهول الكارثة وبفظاعة ما ارتكبته الجيوش
الفرنسية في حقها باقناع الرأي العام الدولي بالقضية التونسية والتعريف بها والدفاع عنها
وكسب الأنصار لها.
أما داخل البلاد فقد خرجت المظاهرات حاشدة منادية «الجلاء! الكفاح! السلاح!»


جلاء آخر فرنسي عن تونس



جويلية 1961: عقد الديوان السياسي اجتماعا قرر فيه اتخاذ تدابير عاجلة حول
استرجاع قاعدة بنزرت، بعد أن شرعت الجيوش الفرنسية في القاعدة الجوية ببنزرت
بإقامة منشآت جديدة وتوسيع أرضية المطار.


8و9 جويلية 1961: استقبلت بنزرت الأفواج الأولى من المتطوعين الذين هيأهم
الحزب لخوض معركة الجلاء إلى جانب الجيش النظامي.
تعبئة القوى استعدادا للمعركة الحاسمة
14 جويلية 1961: أقيمت السدود في المناطق الحساسة بكامل ولاية بنزرت
لمراقبة تحركات الجيش الفرنسي، ودعا الحزب إلى تجمع شعبي بالقصبة حضره
عشرات الآلاف من المواطنين أعلن فيه بورقيبة قرار خوض معركة الجلاء إلى أن
يرحل آخر جندي أجنبي عن تراب الوطن.
مساهمة المتطوعين في الاستعداد للمعركة


20 جويلية 1961: جرت عدة اشتباكات دامية في بنزرت ومنزل بورقيبة بين
القوات الفرنسية والمواطنين إثر تحركات استفزازية قامت بها القوات المعادية خارج
المنشآت التي ترابط فيها مما أدى إلى سقوط عديد الضحايا، وأعلن في نفس اليوم عن
قطع العلاقات الديبلوماسية مع فرنسا


21 جويلية 1961: شرعت القوات الفرنسية في تنفيذ خطتها لاحتلال مدينة بنزرت
وعزلها عن بقية تراب الجمهورية، وقصفت أحياءها بالقنابل، وقد تأكد أنها استعملت
في قصفها قنابل النابالم المحرقة.


22 جويلية 1961: صادق مجلس الأمن على قرار عاجل يقضي بوقف إطلاق النار
حالا ورجوع القوات المسلحة إلى أماكنها، فامتثلت الحكومة التونسية لهذا القرار في
حين استمرت القوات الفرنسية في تعنتها بمهاجمة المراكز العسكرية التونسية في
بنزرت ومحاولتها اقتحام المدينة العتيقة

23 جويلية 1961: أعلن أن عدد ضحايا المعركة في بنزرت قد بلغ إلى ذلك اليوم
670 شهيدا و1155 جريحا، كما وجهت الحكومة التونسية دعوة إلى الأمين العام للأمم
المتحدة للحلول بتونس ومعاينة الحالة في بنزرت


25 جويلية 1961 - وصل الأمين العام للأمم المتحدة إلى تونس وتوجه إلى بنزرت
للإطلاع على الوضع لكن القوات الفرنسية منعته من ذلك، وثبت تعاون المدنيين
الفرنسيين مع جيش المظلات على النهب والتخريب والحرق.

18 أوت 1961: دعا الحزب إلى التعبئة ونظم في بنزرت مظاهرة شعبية كبرى
تصدى لها الجيش الفرنسي للحيلولة دون وصولها إلى مركز الولاية لتسليم لائحة تأييد
وولاء إلى والي بنزرت يتولى تبليغها إلى الزعيم الحبيب بورقيبة.
وقد صمد المتظاهرون أمام الأسلاك الشائكة ومئات الجنود من اللفيف الأجنبي ليلة
كاملة. ورغم الأعمال الاستفزازية من رش بالمياه المحرقة وقذف بالحجارة والقوارير
فإنها لم تحل دون الوصول إلى الهدف وإبلاغ اللائحة إلى مركز الولاية بعد قطع
الأسلاك الشائكة بالأيدي والتصدي إلى المحتلين ببسالة نادرة.

إرادة المناضلين كانت أقوى من الأسلاك الشائكة
25 أوت 1961: فازت في الجمعية العامة للأمم المتحدة اللائحة الإفريقية الآسيوية
التي تنص على التفاوض حالا بين الحكومتين التونسية والفرنسية على أساس الجلاء
الناجز ب 60 صوتا مقابل لا شيء، أي بدون معارضة.


5 سبتمبر 1961: عقد الجنرال دي غول ندوة صحافية حول بنزرت، جاء فيها
بالخصوص: ".. كنا نعتقد، مع إعلان تونس سيادتها على بنزرت – وهي سيادة لم
تجادلها فرنسا قط في مبدئها – أنه لا بدّ من التفاوض يوما فيما يخص، سحب الجيوش
الفرنسية، ولذا فمن المؤسف أن تؤول الحالة إلى ما آلت عليه".

8 سبتمبر 1961: صرح بورقيبة في ندوة صحافية أنه لمس في أقوال "ديغول" ما
يجعله يعتقد أن قضية بنزرت سوف تحل بما يرضي الحكومة التونسية.

18 سبتمبر 1961: حصل اتفاق بين تونس وفرنسا على أن يتم سحب جميع القوات
الفرنسية عن مدينة بنزرت لتعود إلى مراكز انطلاقها الأول بدون قيد ولا شرط. وقد
شرعت فعلا القوات في الانسحاب حيث أقلعت بوارج فرنسية من ميناء بنزرت، كما
رفعت الأسلاك الشائكة وأخذت المدينة تسترجع شيئا فشيئا وجهها الطبيعي إلى أن
تحقق جلاء آخر جندي أجنبي عن بنزرت في 15 أكتوبر 1963.



فرحة الجلاء

نشيد تونس الوطني


حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن
لتدو السماوات برعدها لترم الصواعق نيرانها
إلى عز تونس إلى مجدها رجال البلاد وشبانها
فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها
نموت ونحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام
حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن
بلادي احكُمي واملكي واسعدي فلا عاش من لم يعش سيــّدا
بحرّ دمي وبمــا في يــدي أنا لبلادي وحزبي فدا
لك المجد يا تُونس فاستــمجدي بعزّة شعبك طُول المـدى
ونحنُ أُسُودُ الوغى فاشهدي وثُوب أُسُودك يوم الصــّدام
حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن
ورثنا السواعد بين الأمم صخورا صخورا كهذا البنا
سواعد يهتز فوقها العلم نباهي به ويباهي بنا
وفيها كفا للعلا والهمم وفيها ضمان لنيل المنى
وفيها لأعداء تونس نقم وفيها لمن سالمونا السلام
حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكســر
حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن

كل عام وتونس بالف خير....20 مارس 2011.




































التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى الرحيل ; March 20, 2011 الساعة 12:21 PM سبب آخر: جملة زيادة فى نهاية الموضوع "
رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 20, 2011, 12:12 PM
 
رد: تونس من الاستعمار الفرنسي......الى الاستقلال.

صراحه ( الاستعمار ) شوكة فى حلق جميع الشعوب .
تحية منى لقلمك المميز .

وتنسيق موضوع الجميل .


احترامى
__________________



رد مع اقتباس
  #3  
قديم March 20, 2011, 12:35 PM
 
رد: تونس من الاستعمار الفرنسي......الى الاستقلال.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة •·.·methan·.·• مشاهدة المشاركة
صراحه ( الاستعمار ) شوكة فى حلق جميع الشعوب .
تحية منى لقلمك المميز .

وتنسيق موضوع الجميل .


احترامى
شكرا غاليتي على المرور.....هو بمناسبة احتفال تونس بعيد استقلالها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خمسينية الاستقلال للجمهورية الاسلامية الموريتانية الأسدالجريح قناة الاخبار اليومية 3 December 23, 2010 04:49 PM
تاريخ تونس من عصور ما قبل التاريخ الى الاستقلال..محمد الهادي الشريف سلمى فاروق كتب التاريخ و الاجتماعيات 0 December 22, 2010 08:49 PM
اتعلموا الفرنسي و اقرؤا من روائع الأدب الفرنسي مجانا من الانترنت!! Jane Austen تعليم اللغات الاجنبية 6 September 13, 2010 10:50 PM
بحث عن الاستعمار admin بحوث علمية 1 March 19, 2010 11:24 AM
اليمن من67 الى 94 حقائق للتاريخ وخطوات نحو الاستقلال •.~{ سمنيً روحگ ღ التاريخ 6 October 27, 2009 09:23 PM


الساعة الآن 04:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر