فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 22, 2011, 05:05 PM
 
(الفوبيا الاجتماعية)

د.حنان جميل هلسة
دكتوراة في علم النفس


الفوبيا الاجتماعية
شاب ذو مظهر جميل جاء لزيارتي في العيادة وهو في حالة اضطراب شديد وبادرني بالقول دكتورة إنني مريض مرض نفسي خطير، فانا أخاف ان انظر إلى وجه أي امرأة أو .، وبدأ الأهل يطلبون مني الزواج، ماذا افعل ؟.
هل أنا مريض نفسي بمرض خطير ؟.
فما كان مني ان ابتسمت وهدئت من روعه، وبعد ان شرب شفة من كاس العصير، وبدت علية علامات الهدوء، بدأت بهدوء عملية التشخيص للحالة عن طريق سؤاله عما يعانيه من اضطراب نفسي والكثير الكثير من الأسئلة،. عندها أيقنت انه يعاني من الرهاب الاجتماعي.
الرهاب الاجتماعي هو خوف دائم وواضح من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية أو الأداء الاجتماعي . بمعنى آخر هو خوف الفرد من المواقف التي يوجد فيها ناس آخرون . ولا يعني ذلك خوفه من إلحاق الأذى به ، إنما يخاف أن يمعن الآخرون النظر فيه ، فيشعر عندها بالإحراج أو الخجل أو الارتباك. ولهذا فهو إذا كان يأكل ورأى الآخرين ينظرون إليه ، فأن الملعقة قد تقع من يده، وإذا كان بيده كوب الشاي فقد ينسكب عليه، ولهذا فأن قلقه المفرط هذا يضعه أمام خيارين، إما أن يتوقف عن الأكل أو الشرب، وإما أن يغادر المكان. والمفارقة أن المصاب بالرهاب الاجتماعي يدرك ان خوفه هذا زائد عن الحد او غير معقول ولكنه لا يستطيع السيطرة عليه .
والشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف أيضاً من النقد ، أو الظهور أمام الآخرين ، أو ممارسة الرياضة بحضورهم ، او مواجهة الجنس الآخر، .. بل هو يخشى حتى التقاء العيون . وهو إذا تعرض إلى مثل هذه المواقف فأن الشيء الذي سيشغل تفكيره هو خوفه من الفشل أمام الآخرين، ومشكلته أو علّته انه يتوقع حدوث هذا الفشل. ويزداد يقينه بذلك عندما يبدأ وجهه بالاحمرار، وترتعش يداه ، ويتصبب العرق منه، وتزداد ضربات قلبه. وتعمل هذه الأعراض كلها كما لو كانت جرس إنذار بحصول ما لا يحمد عقباه ، يدفعه إلى أن يغادر الموقف فيتجنب الموقف الإجتماعي بالهرب منه . أما إذا أضطر مجبراً على البقاء فيه ، فأنه سيغض بصره عن الآخرين ، وينظر إلى الأرض أو الفضاء أو أي شيء آخر يشغله عن الآخرين ، ويكون صوته ضعيفاً خافتاً .
الحساسية الزائدة للانتقاد
وتصاحب الخوف الاجتماعي مظاهر واضطرابات نفسية من قبيل : الحساسية الزائدة للانتقاد ، أو الشعور بالنقص والدونية وانخفاض تقدير الذات ، أو النقص في المهارات الاجتماعية وعدم القدرة على التواصل البصري ،ووجود علامات ملحوظة على القلق مثل : برودة اليدين والارتجاف والصوت المتحشرج .
وقد تكون المخاوف الاجتماعية مصحوبة باضطرابات الذعر واضطراب الوسواس القسري واضطرابات المزاج الناجمة عن تعاطي المواد والعقاقير النفسية .ويتم تشخيص هذه الحالة اذا كان الخوف او القلق الناجم عن المواقف الاجتماعية من شأنه ان يعيق النشاطات اليومية لصاحبه وأداءه الوظيفي او يكون الشخص مكروبا لكونه يعاني من هذه المخاوف.
حيلة دفاعية لا شعورية
وترجع مدرسة التحليل النفسي (الرهاب) باعتباره تعبير عن حيلة دفاعية لا شعورية ، حيث يحاول المريض عن طريق هذا العَرَض ، عزل القلق الناشئ من فكرة أو موضوع أو موقف مرَّ به في حياته ، وتحويله إلى موضوع رمزي ، ليس له علاقة بالسبب الأصلي ، والذي غالبا يجهله المريض ، فالرهاب إذن عبارة عن عملية دفاع ، لحماية المريض من رغبة لا شعورية عدوانية أو مستهجنة في الغالب .
ليس هناك سبب محدد بعينه ، ولكن وجود استعداد في الشخصية ، مع أساليب تنشئة وتربية خاطئة ، قد تقود لمثل هذا العَرَض ، وقد يكون الشعور بالإثم – كما يشير بعض الباحثين – ينعكس على شكل خوف أو فزع في الأفعال أو الأعمال من بعض الأمراض ، أو خوف العواصف والرعود والحروب والزلازل ، وقد يكون بسبب فعل منعكس عزز منذ الطفولة فعمم الفرد تلك الخبرة على مواقف مشابهة أو غير مشابهة لذلك الموقف السابق .
وهذا الاضطراب يظهر مبكراً ، في سن الطفولة ، أو بداية المراهقة ، حيث وجدت دراسات مختلفة ، أن هناك مرحلتين يكثر فيهما ظهور هذا الاضطراب : مرحلة ما قبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء ، و المرحلة الأخرى مابين سن 12-17 سنة على شكل مخاوف من النقد و التقويم الاجتماعي والسخرية ، وهو مما يتصف به المراهق عادة .
طلب المساعدة
و بالرغم من أن الإصابة بالرهاب الاجتماعي ، تحدث في هذه المراحل المبكرة ، إلا أنه يعتبر أيضاً من الاضطرابات النفسية المزمنة ، والتي قد تستمر عشرات السنين إذا لم تعالج ، خاصة أن بعض المصابين بالرهاب الاجتماعي- حتى مع علمهم بهذه الحالة - قد يتأخرون في طلب المساعدة والعلاج سنين عديدة ، إما بسبب خجلهم من الحالة نفسها ، أو خوفاً من مواجهتها و الاعتراف بوجودها .
ولعل سبب كثرة انتشاره ، في مجتمعنا العربي عامة ، يرجع إلى أساليب التنشئة الأسرية والتعليمية الخاطئة في مراحل الطفولة ، حيث يعمد الأب إلى طرد ابنه من المجلس (صالة الضيوف) ، بحجة أنه مازال صغيرا ، ولا ينبغي له الجلوس مع الكبار !! فهذا عيب ، كما ينهره حين التحدث أمام الكبار ، فهذا من قلة الأدب ، كما أن الرجل لا يصطحب معه طفله ، في المناسبات الأسرية والاجتماعية ، لأن هذا عيب ، إذ كيف يحضر أطفاله مع الضيوف والكبار ؟!! إنه عيب اجتماعي كبير !! ، ومنها زجر الطفل بكلام قاس وشديد وبصوت مرتفع حينما يخطئ ولو بشي تافه ، ومنها نهر الابن حينما يخطئ في صب القهوة والشاي للضيوف ... الخ ، وما يقال عن الأب ، يقال عن الأم مع بناتها وأطفالها ، إلا أن هذه الأساليب الخاطئة ، بدأت تختفي تدريجيا، لكنها لا تزال بصورة أو بأخرى موجودة في مجتمعنا.
كذلك من أسبابها ما يحصل في المواقف التربوية المدرسية، حين يعمد المعلم أو المعلمة ، إلى تعنيف الطالب أو الطالبة ، حين يتطوع للإجابة ويخطئ أو تخطئ الإجابة ، بل وجعل زملائه وزميلاتها أحيانا يسخرون منه أو منها ببعض الحركات التهكمية ، وبالتالي يحجم أو تحجم عن المشاركة في المناقشة فيما بعد ، حيث نعاني من قلة المشاركة ، من قبل طلبة وطالبات الكلية ، ولعل هذا من الأسباب .
ومنها أسلوب المعاملة ، والذي يغلب عليه التحقير والإهانة ، حين يقدم الابن أو البنت ، في المبادأة في عمل أو إنجاز ، أو طرح فكرة مشروع أو رأي ، ونحو ذلك فيقابل بهذا الأسلوب من قبل الكبار ، سواءً كانوا آباء أو أمهات أو معلمين ومعلمات ! .
أساليب التحذير
ومنها أساليب التحذير المبالغ فيها ، للبنين والبنات ، من أمور شتى ، ومنها استخدام الأساطير المشتملة على مواقف مرعبة ومخيفة ، ومنها استخدام الرموز الافتراضية ، لأجل كف أو منع أو تهديد الأطفال من بعض المواقف ، مستخدمين في ذلك مثل هذه الرموز (الحرامي ، العفريت ، الجني ... الخ ).
أيضا ظروف البيئة المنزلية ، وما يكتنفها من مشاجرات ، وخصام وسباب وشتيمة ، بين أفراد الأسرة ، ويزداد الأمر سوءا ، حين يكون بين الأبوين وأمام الأطفال ، فيخرج الطفل من هذه البيئة ، وهو يشعر بتصور عن العالم من حوله، أنه ملئ بالمشكلات والتهديد ، فينعكس على شخصيته المتوجسة للخوف ، والتي تعيش هاجسه ، في بيئة فقدت الأمن ، وبالتالي كَثُر الهم والحزن.
تتنوع أساليب العلاج وتعدد ، وهذا يتوقف على نوع الرهاب وطبيعته ودرجته ، فهناك العديد من أنواع العلاج السلوكي التي تساعد في التخلص من الرهاب الاجتماعي، ويتم عادة في عيادة الأخصائي النفسي.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم February 22, 2011, 06:02 PM
 
رد: (الفوبيا الاجتماعية)

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ينقل للقسم المناسب
تحياتى
__________________



رد مع اقتباس
  #3  
قديم February 22, 2011, 10:54 PM
 
Thumbs Up رد: (الفوبيا الاجتماعية)

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة ماجستير: قياس التكاليف الاجتماعية ومدى مساهمتها بتحقيق الرفاهية الاجتماعية (فلسطينيه عاشقةالحرية) الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 7 October 19, 2011 03:02 AM
الفوبيا .. أسبابها وأعراضها .. Sara •• علم النفس 2 February 5, 2011 03:00 PM
تحرر من جميع مخاوفك للتخلص من مخاوفنا (الفوبيا ) salimalger علم النفس 0 August 15, 2009 03:06 PM
ماهي الفوبيا ،، أنواعها ،، اسباب الإصابة بها ،، وسبل العلاج منها براءة علم النفس 10 September 29, 2008 04:39 PM


الساعة الآن 05:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر