فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم February 12, 2012, 07:15 PM
 
رد: أحمد شوقي .. أمير الشعراء حياته وشعره

أرأيت زينَ العابدينَ مجهزاً
نقلوه نقل الورد من محرابه
من دار توأمهِ وصنوِ حياته
والأولِ المألوفِ من أترابه
ساروا به من باطلِ الدنيا إلى
بُحْبوحَة ِ الحقِّ المبينِ وغابِه
ومضوا به لسبيل آدمَ قبله
ومصاير الأقوامِ من أعقابه
تحنو السماءُ على زكيِّ سريره
ويمسُّ جيدَ الأرضِ طيبُ ركابه
وتطيبُ هامُ الحاملين وراحهم
من طِيب مَحْمِلِه، وطِيبِ ثيابه
وكأنَّ مصرَ بجانبيهِ ربوة ٌ
آذارُ آذنها بوَشْكِ ذَهابه
ويكاد من طربٍ لعادته الندى
ينسلُّ للفقراءِ من أثوابه
الطيبُ ابنُ الطيبين، وربما
نضح الفتى فأَبان عن أَحسابه
والمؤمنُ المعصومُ في أَخلاقه
من كل شائنة ٍ، وفي آدابه
أَبداً يراه الله في غَلسِ الدُّجَى
من صحنِ مسجده، وحول كتابه
ويرى اليتامى لائذين بظله
ويرى الأراملَ يعتصمنَ ببابه
ويراه قد أدى الحقوقَ جميعها
لم يَنْسَ منها غيرَ حقِّ شبابه
أدّى من المعروف حصة َ أهلهِ
وقضى من الأحساب حقَّ صحابه
مهويشُ، أين أبوكَ؟ هل ذهبوا به
قد وكَّل الله الكريمَ وعَيْنَه
بكِ، فاحسبيه على كريم رحابه
ودَعي البُكا، يكفيه ما حَمَّلْتِه
من دمعكِ الشاكي، ومن تسكابه
ولقد شربتِ بحادث يا طالما
شربَتْ بناتُ العالمين بِصَابه
كلُّ امرىء ٍ غادٍ على عوّاده
وسؤالهم: ما حاله؟ ماذا به؟
والمرءُ في طلب الحياة ِ طويلة ً
وخطى المنية ِ من وراءِ طلابه؟
في برِّ عَمِّكِ ما يقوم مكانَه
في عطفه، وحنانه، ودعابه
إسكندرية ُ، كيف صبركِ عن فتى ً
الصبرُ لم يُخلق لمثل مُصابه
عطلتْ سماؤك من بريق سحابها
وخَبا فَضاؤكِ من شُعاع شِهابه
زينُ الشبابِ قضى ، ولم تتزودي
منه، ولم تتمتَّعي بقَرابه
قد نابَ عنكِ، فكان أصدقَ نائبٍ
والشعْبُ يَهْوَى الصِّدق في نُوّابه
أَعلمتِه اتَّخذ الأَمانة َ مَرَّة ً
سبباً يبلغه إلى آرابه؟
لو عاش كان مؤملاً لمواقفٍ
يرجوا لها الوادي كرامَ شبابه
يجلوا على الألبابِ همّة َ فكره
ويناولُ الأسماعَ سحرَ خطابه
ويفي كديدنهِ بحقٍّ بلاده
ويفي بعهد المسلمين كدابه
تَقْواكَ إسماعيلُ؛ كلُّ عَلاقة ٍ
سيبتها الدهرُ العضوضُ بنابه
إنَّ الذي ذقتَ العشية َ فقده
بِتَّ الليالي مُوجَعاً لعذابه
فارقتَ صنوكَ مرتين، فلاقهِ
في عالم الذكرى وبين شعابه
من عادة الذكرى تردُّ من النوى
من لا يدينِ لنا بطيِّ غيابه
حُلمٌ كأَحلام الكَرَى وسِناتِه
مُسْتَعْذَبٌ في صدقه وكِذابه
اسكُبْ دُموعَكَ لا أَقول: اسْتَبْقِها
فأخو الهوى يبكي على أحبابه
  #14  
قديم February 12, 2012, 07:17 PM
 
رد: أحمد شوقي .. أمير الشعراء حياته وشعره

أرى شجراً في السماء احتجبْ
وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ
مآذنُ قامت هنا أو هناكَ
ظواهرها درجٌ من شذب
وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ
ولكن تصبح عليها الغرب
وباسقة ٍ من بناتِ الرمالِ
نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب
كسارية ِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ
ـلَّة ِ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب
تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ
إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب
تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى
وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب
وطافَ عليها شعاع النهارِ
من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب
وصيفة َ فرعونَ في ساحة ٍ
من القصر واقفة ً ترتقب
قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ
مُفصَّلة ً بِشُذورِ الذهب
وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها
على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب
وشَدَّتْ على ساقِها مِئْزَراً
تعقَّدَ من رأسها للذنب
أهذا هو النخلُ ملكُ الرياضِ
أَميرُ الحقولِ، عروسُ العزب؟
طعامُ الفقيرِ، وحَلوَى الغَنيِّ
وزادُ المسافِر والمُغْتَرِب؟
فيا نخلة َ الرملِ، لم تبخلي
ولا قصَّرتْ نخلاتُ الترب
وأعجبُ: كيف طوى ذكركنَّ
ولم يحتفلْ شعراءُ العرب؟!
أليس حراماً خلوُّ القصا
ئدِ من وصفكنّ، وعطلُ الكتب؟
وأنتنّ في الهاجراتِ الظِّلالُ
كأَنّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب
وأنتنّ في البيد شاة ُ المعيلِ
جناها بجانبِ أخرى حلبَ
وأنتنّ في عرصاتِ القصورِ
حسانُ الدُّمى الزائناتُ الرّحب
جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ
وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ
  #15  
قديم February 12, 2012, 07:19 PM
 
رد: أحمد شوقي .. أمير الشعراء حياته وشعره

أصابَ المجاهدُ عقبى الشهيد
وألقى عَصاه المضافُ الشَّريد
وأمسى جماداً عدوُّ الجمود
وباتَ على القيد خَصمُ القيود
حداه السفارُ إلى منزلٍ
يلاقي الخفيفَ عليه الوئيد
فقرَّ إلى موعدٍ صادقٍ
معزُّ اليقينِ مذلُّ الجحود
وباتَ الحواريُّ من صاحبيهِ
شَهيدَيْن أَسْرَى إليهم شهيد
تسربَ في منكبيْ مصطفى
كأمسِ ، وبينَ ذراعيْ فريد
فيا لَكَ قبراً أكَنّ الكنوزَ
وساجَ الحقوقَ، وحاط العهود
لقد غيَّبوا فيك أَمضى السيوفِ
فهل أنت يا قبرُ أوفى الغمود ؟
ثَلاثُ عقائدَ في حفرة ٍ
تَدُكُّ الجبالَ، وتُوهِي الحديد
فعدنَ فكنّ الأساس المتينَ
وقام عليها البناءُ المشيد
فلا تنسَى أمسِ وآلاءَه
ألا إن أمسِ أساسُ الوجود
ولولا البلى في زوايا القبورِ
لما ظهرَتْ جِدّة ٌ للمُهود
ومَنْ طلب الخُلْقَ من كنزه
فإن العقيدة َ كنزٌ عَتيد
تعلمَ بالصبرِ ، أو بالثباتِ
جليدُ الرجالِ ، وغيرُ الجليد
طريدَ السياسة ِ منذُ الشبابِ
لقد آن يستريح الطريد
لقيت الدواهيَ من كيدها
وما كالسياسة داهٍ يكيد
حَمَلْتَ على النفس ما لا يطا
قُ، وجاوزَتِ المستطاعَ الجهود
وقلبتَ في النار مثلَ النضا
رِ ، وعربتَ مثلَ الجمانِ الفريد
أَتذكر إذْ أَنتَ تحت اللواءِ
نبيهَ المكانة ِ ، جمَّ العديد؟
إذا ما تطلَّعْتَ في الشاطئين
ربا الريفُ ، وافتنّ فيك الصعيد
وهزّ النديُّ لك المنكبينِ
وراحَ الثرى من زحامٍ يَميد
رسائلُ تذري بسجع البديعِ
وتنسي رسائلَ عبدِ الحميد
يَعِيها شيوخُ الحِمى كالحديث
ويحفظها النشءُ حفظ النشيد
فما بالُها نَكِرَتْها الأُمورُ
وطول المدى ، وانتقال الجدود ؟
لقد نسيَ القومُ أمسِ القريبَ
فهل لأحاديثه من معيد ؟
يقولون : ما لأبي ناصرٍ
وللتُّرْكِ؟ ما شأْنُه والهنود؟
وفِيمَ تحمَّل هَمَّ القريبِ
من المسلمينَ وهمَّ البعيد ؟
فقلتُ: وما ضرّكم أَن يَقومَ
من المسلمين إمامٌ رشيد ؟
أَتستكثرون لهم واحداً
وَلِيَّ القديم نصيرَ الجديد؟
سعى ليؤلف بينَ القلوبِ
فلم يَعْدُ هَدْيَ الكتابِ المجيد
يَشُدُّ عُرَى الدينِ في داره
ويدعو إلى الله أهلَ الجحود
وللقومِ حتى وراءه القفارِ
دعاة ٌ تغني ، ورسلٌ تشيد
جزى الله مَلْكاً من المحسنين
رؤوفُ الفؤادِ ، رحيمُ الوريد
كأَنَّ البيانَ بأَيامه
أَو العِلْمَ تحتَ ظلالِ الرشيد
يداوي نداه جراحَ الكرامِ
ويدركهم في زوايا اللحود
أَجارَ عِيالَك من دهرهم
وجاملهم في البلاءِ الشديد
تولى الوليدة في يتمها
وكفكفَ بالعطف دمعَ الوليد
سلامٌ أَبا ناصرٍ في التراب
يعيرُ الترابَ رفيفَ الورود
بعدتَ وعزَّ إليكَ البريدُ
وهل بينَ حيٍّ وميتٍ بريد؟
أجلْ ، بيننا رسلُ الذكرياتُ
وماضٍ يطيفُ ، ودمعٌ يجود
وفكرٌ وإن عقلَتْه الحياة ُ
يَظَلُّ بوادي المنايا يَرود
أجلْ ؛ بيننا الخشبُ الدائباتُ
وإن كان راكبها لا يعود
مضى الدهرُ وهْيَ وراءَ الدموعِ
قيامٌ بمُلْكِ الصَّحارى قُعود
وكم حملَتْ من صَديدٍ يَسيلُ
وكم وضعتْ من حناشٍ ودود
نَشَدْتُكَ بالموت إلا أَبنْتَ
أأنتَ شقيٌّ به أم سعيد؟
وكيف يُسَمَّى الغريبُ امرؤٌ
نَزِيلُ الأُبُوّة ِ، ضَيْفُ الجُدود؟
وكيف يقال لجار الأوائ
لِ جارِ الأواخرِ : ناءٍ وحيد؟
 

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قمبيز - مسرحية شعرية - أمير الشعراء أحمد شوقي , مسرحية مسموعة معرفتي كتب صوتية , كتب مسموعة 3 February 14, 2013 08:58 AM
أمير الشعراء أحمد شوقي : شيعت أحلامي بقلب باك ......!!!!! قلب حائر شعر و نثر 8 August 6, 2012 05:56 PM
تحميل كتاب بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره ألاء ياقوت كتب الادب العربي و الغربي 4 June 2, 2012 11:22 PM
برنامج ومسابقة أمير الشعراء من أبو ظبي admin شعر و نثر 1 June 2, 2007 01:02 AM


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر