فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > نبض مواطن > من اجل فلسطين

الإهداءات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 1, 2010, 09:19 PM
 
يا شباب العرب !!! | أوبريت قافلة الحرية الالكترونية |






يقولون: إن في شباب العرب شيخوخة الهمم والعزائم، فالشبان يمتدون في حياة الأمم وهم ينكمشون.
وإن اللهو قد خف بهم حتى ثقلت عليهم حياة الجد، فأهملوا الممكنات فرجعت لهم كالمستحيلات.


وإن الهزل قد هون عليهم كل صعبة فاختصروها ، فإذا هزءوا بالعدو في كلمة فكأنما هزموه في معركة…
وإن الشباب منهم يكون رجلا تامًا، ورجولة جسمه تحتج على طفولة أعماله ...

ويقولون: إن الأمر العظيم عند شباب العرب ألا يحملوا أبدًا تبعة أمر عظيم.
ويزعمون أن هذا الشباب قد تمت الألفة بينه وبين أغلاطه، فحياته حياة هذه الأغلاط فيه.

وأنه أبرع مقلد للغرب في الرذائل خاصة ، وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصورًا في طعامه وشرابه، ولذاته.
ويزعمون أن الزجاجة من الخمر تعمل في هذا الشرق المسكين عمل جندي أجنبي فاتح …

ويتواصون بأن أول السياسة في استعباد أمم الشرق، أن يترك لهم الاستقلال التام في حرية الرذيلة
ويقولون: إنه لا بد في الشرق من آلتين للتخريب: قوة أوروبا، ورذائل أوروبا.

يا شباب العرب! من غيركم يكذب ما يقولون ويزعمون على هذا الشرق المسكين؟
من غير الشباب يضع القوة بإزاء هذا الضعف الذي وصفوه لتكون جوابا عليه؟

من غيركم يجعل النفوس قوانين صارمة، تكون المادة الأولى فيها: قدرنا لأننا أردنا؟
ألا إن المعركة بيننا وبين الاستعمار معركة نفسية، إن لم يقتل فيها الهزل قتل فيها الواجب!
والحقائق التي بيننا وبين هذا الاستعمار إنما يكون فيكم أنتم بحثها التحليلي، تكذب أو تصدق.


الشباب هو القوة ... فالشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله.
وفي الشباب نوع من الحياة تظهر كلمة الموت عنده كأنها أخت كلمة النوم.
وللشباب طبيعة أول إدراكها الثقة بالبقاء، فأول صفاتها الإصرار على العزم.
وفي الشباب تصنع كل شجرة من أشجار الحياة أثمارها ، وبعد ذلك لا تصنع الأشجار كلها إلا خشبا…

يا شباب العرب! اجعلوا رسالتكم: إما أن يحيا الشرق عزيزًا، وإما أن تموتوا.
أنقذوا فضائلنا من رذائل هذه المدينة الأوروبية، تنقذوا استقلالنا بعد ذلك، وتنقذوه بذلك.

إن هذا الشرق حين يدعو إليه الغرب "يدعو لمن ضره أقرب من نفعه ، لبئس المولى ولبئس العشير".
لبئس المولى إذا جاء بقوته وقوانينه، ولبئس العشير إذا جاء برذائله وأطماعه.

أيها الشرقي! إن الدينار الأجنبي فيه رصاصة مخبوءة، وحقوقنا مقتولة بهذه الدنانير.
أيها الشرقي! لا يقول لك الأجنبي إلا ما قال الشيطان: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}

يا شباب العرب! لم يكن العسير يعسر على أسلافكم الأولين، كأن في يدهم مفاتيح من العناصر يفتحون بها !!!
أتريدون معرفة السر؟ السر أنهم ارتفعوا فوق ضعف المخلوق، فصاروا عملا من أعمال الخالق.
غلبوا على الدنيا لما غلبوا في أنفسهم معنى الفقر، ومعنى الخوف، والمعنى الأرضي.


وعلمهم الدين كيف يعيشون باللذات السماوية التي وضعت في كل قلب عظمته
وكبرياءه .


واخترعهم الإيمان اختراعا نفسيا، علامته المسجلة على كل منهم هذه الكلمة: لا يذل.

حين يكون الفقر قلة المال، يفتقر أكثر الناس، وتنخذل القوة الإنسانية، وتهلك المواهب.
ولكن حين يكون فقر العمل الطيب، يستطيع كل إنسان أن يغتني، وتنبعث القوة وتعمل كل موهبة.
وحين يكون الخوف من نقص هذه الحياة وآلامها، تفسر كلمة الخوف مائة رذيلة غير الخوف.
ولكن حين يكون نقص الحياة الآخرة وعذابها، تصبح الكلمة قانون الفضائل أجمع.
هكذا اخترع الدين إنسانه الكبير النفس الذي لا يقال فيه: انهزمت نفسه.


يا شباب العرب! كانت حكمة العرب التي يعملون عليها: اطلب الموت توهب لك الحياة.
والنفس إذا لم تخش الموت كانت غريزة الكفاح أول غرائزها تعمل.
وللكفاح غريزة تجعل الحياة كلها نصرا، إذ لا تكون الفكرة معها إلا فكرة مقاتلة.
غريزة الكفاح يا شباب، هي التي جعلت الأسد لا يُسَمن كما تسمن الشاة للذبح.
وإذا انكسرت يوما ، فالحجر الصلد إذا ترضرضت منه قطعة كانت دليلا يكشف للعين أن جميعه حجر صلد.

يا شباب العرب! إن كلمة "حقي" لا تحيا في السياسة إلا إذا وضع قائلها حياته فيها.
فالقوة القوة يا شباب!
القوة الفاضلة المتسامية التي تضع للأنصار في كلمة "نعم" معنى نعم.
القوة الصارمة النفاذة التي تضع للأعداء في كلمة "لا" معنى لا.

يا شباب العرب اجعلوا رسالتكم: إما أن يحيا الشرق عزيزا، وإما أن تموتوا ...





بقلم :الرافعي رحمه الله







التعديل الأخير تم بواسطة || ميآسين || ; October 2, 2010 الساعة 01:36 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 1, 2010, 09:51 PM
 
رد: يا شباب العرب !!! | أوبريت قافلة الحرية الالكترونية |

اذا الشعب يوما أراد الحيات****فلا بد أن يستجيب القدر
و لا بد لليل ان ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر~

جزاك الله خيرا أختي ميس على الموضوع

دمت مبدعه

دمت في حفظ الرحمن
رد مع اقتباس
  #3  
قديم October 1, 2010, 10:02 PM
 
رد: يا شباب العرب !!! | أوبريت قافلة الحرية الالكترونية |

بسم الله من إذا نطق اسم جلاله في الأراضيت ارتعدت و مادت ..
سلام المولى على من يقرأ هذي الكلمات و رحمة منه الرحيم و فيض خير من جزيل البركات ..

في درء من صفات الشعوب .. و تحت أقلام المحصين .. تندرج بلادنا - و يا ليتني كنت اقول بلدنا - العربية تحت تسمية " صاحبة المجتمعات الفتية " ... فالشباب فيها هم محور ارتكاز و النسبة الغالبة في سجلات الإحصاء الدورية .. و لأنهم قادرون على أن يفعلوا ما لا تفعله الطبقتان الباقيتان .. فإنهم هم الطبقة الأقوى و الأقدر و الأكثر تأثيراً على ثرى من نأمل ما تكوّن موحدة ! ..

و لأنّ التخطيط هو السمة الابرز في النجاح على كافة المستويات و في كافة الجوانب و في شمول النصح من أرباب المعارف و التجارب فإنه لا بدّ أن ننطلق مما نمتلكه .. مما نحوز عليه .. مما نفرض سيطرتنا عليه بشكل كامل .. سواء أكانت هذه المعطياة مادية أو معنوية .. مالاً أو أفكاراً .. بندقية او خطابات ..

لدينا موارد فكرية و تجارب سابقة للنهوض .. و لكن .. هل سألنا ذات مرة و كففنا عن الوقوف بانبهار أمام ثورة ما أو ما شابه لماذا فشلت ؟
ثورة 1919 .. 1936 .. 1920 و إلى آخره من الثورات على أرض فلسطين مثالاً .. هي احدثت .. و أثرت .. و لكن هل وصلت إلى ما نريد ؟


اترك هذا هنا ..
و قد يطيب لي نقاش أحدٍ هنا فأبقى ..

بارككِ رب الخلائق أختي ميس مهيس ..

كان هنا .. بكل جرأة .. صانع الابتسامة .. مشاكس من هذا الزمان ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذكريات قلب ... قصة من غزة [ بقلم miss-mehis ] | أوبريت قافلة الحرية الالكترونية | || ميآسين || روايات و قصص الأعضاء 15 July 22, 2010 08:04 PM
يا شباب الامه هذا هو طموحك أوبريت قافلة الحرية الالكترونية ورقه خريف النصح و التوعيه 5 July 6, 2010 12:01 AM


الساعة الآن 12:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر