فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 5, 2010, 08:01 PM
 
أجعلتم رمضان .....

شهر رمضان



و الصلاة و السلام على رسوله الكريم, و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين, و من تبعه بوعي وسار على دربه و دعا بدعوته إلى يوم الدين, و بعد أيها المسلمون:

.... و مرة أخرى يعود علينا شهر رمضان, شهر الخير كله و الذي تتنزل الملائكة و الروح فيه, و هل من خير أعظم من تنزيل القرآن فيه, و هل من نعمة أكبر من غفران الذنوب والأجر الجزيل الذي ينتظر الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات؟ لا و الله, لا أجر أعظم, و لا خير أكبر من ذلك ما دمنا من الصائمين الذاكرين.

فهل الصائمون الذاكرون هم الذين يمتنعون عن الطعام و الشراب و الذين يجلسون في المساجد يسبحون الله فقط في رمضان؟

إن الصائمين الذاكرين هم الذين يضعون الله تعالى أمامهم, فلا يقومون بأي فعل إلا و يبتغون الأجر و الثواب من الله تعالى مراعين في ذلك أوامره فقط, ولا يمتنعون عن فعل إلا لأن الله قد نهى عنه في رمضان و في غير رمضان, و لا يكتفون ببعض العبادات ناسين الخسران المبين الذي سيلحق بهم إن تخلَّوا عن أوامر الله تعالى كلها, و هذه الأوامر يجب أن تكون مجتمعة و غير منقوصة و قد جاءت قرآناً يتلى في سورة العصر: "و العصر إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر"

و المقصود بالصالحات في هذه الآية: كل الصالحات ومنها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و التصدي للأمور الجسام التي تهم الأمة.

و يجب أن يعلم المسلمون أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت من الشر و معنى وسعها: كل وسعها.

و يجب أن يتيقن الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و منها مصارعة الظلمة أن الله تعالى سينصرهم في نهاية المطاف و سينجيهم من عذابه, و سيلحق العذاب الشديد بالظلمة و الساكتين عن قول الحق كما قال الله تعالى في أهل القرية, قرية الصيادين و الذين ابتلاهم ربهم بابتعاد السمك عن شاطئهم أيام الأسبوع و بقربه منهم يوم السبت حيث قال الله تعالى فيهم:"و اسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرَّعاً و يوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون" فنجى الله الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر و ألحق العذاب بالظالمين, فقال الله تعالى فيهم: "فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء و أخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون".

أما ما يظهر على المسلمين بشكل بارز في رمضان من إقبال على الصيام و القيام و الصلاة و التوبة و أعمال البر و صلة الأرحام و غيرها من أفعال الخير لتملأ القلب فرحاً و خاصة أن الناس يقومون بذلك قربى إلى الله فجزاهم الله خيراً على هذه الطاعات. و لكن مما يحزن القلب أن هذه الأعمال تتوقف بعد رمضان عند بعض المسلمين. ترى ما هو السبب في ذلك؟ هل هناك رب لرمضان غير رب شوال و شعبان؟ أم أن هناك أمراً خطيراً لم يتنبه المسلمون إليه, جعل العبادة تقتصر على رمضان و تتلاشى بعد رمضان؟

و هذه هي طريقة الغرب الكافر بالعيش و النظر للدين و الدنيا فيفصل الدين عن الحياة, فتعوّد المسلمون على إقامة حياتهم على قوانين الربح و الخسارة و المصلحة, و كذلك الاقتصار على العبادات و لكنهم يُغلّبون في رمضان أمور دينهم على دنياهم, و هذا الفصل بين الدين و الدنيا قد طرأ على المسلمين منذ سقوط الخلافة و احتلال الكفار لبلاد المسلمين و ما تبعه من احتلال فكريّ, فانصاع المسلمون لثقافة الاستعمار فعندما تطلب من شخص أن يتقي الله و يعود إليه في كل صغيرة و كبيرة, يقول لك ها هو رمضان قادم و هو شهر التوبة و شهر الطاعات, و حتى إذا أراد أن يترك التدخين أجل ذلك إلى رمضان, و كذلك زكاة الأموال فتجد من يؤجلها عن موعدها إلى رمضان و هكذا.

إن الله تعالى الذي طلب منا العبادة في رمضان هو نفسه الذي طلب العبادة في غير رمضان, و هو نفسه الله تعالى الذي طلب منا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر, و طلب العمل لإقامة حكم الله في الأرض, و هو نفسه الذي نهانا عن موالاة الكفرة و الظالمين و علماء السوء و الفضائيات الذين يروجون للكفار مفاهيمهم من فصل الدين عن الحياة و ذلك من خلال المؤتمرات و الندوات و التي يسرف عليها الأموال الطائلة في عواصم بلاد المسلمين و بإشراف من الحكام العملاء الذي تنكبوا طريق الصواب, مثل مؤتمرات حوار الأديان و مؤتمرات المرأة و مؤتمرات الوسطية و غيرها من مؤتمرات الشر.

أيها المسلمون:

إن فصل الدين عن الحياة حرام شرعاً و قد يؤدي إلى الكفر و العياذ بالله, و اعلموا أن هذه الحملات و الدعوات لم و لن تتوقف إلا إذا جاء من يقف بوجهها بقوة و حزم, و ينشر بالمقابل رسالة الإسلام كما جاء من عند الله رسالة هدى و نور إلى العالم, و لن يكون أجدر من دولة الخلافة لهذه المهمة التي فيها عزنا و رفعة ديننا و قبل كل شيء رضا الله سبحانه و تعالى.

فإلى العمل الجاد المخلص من أجل إيجاد هذه الدولة أدعوكم أيها المسلمون. "يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه إليه تحشرون* و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أن الله شديد العقاب" صدق الله العظيم.

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.


الصّيام جنّة والخليفة جنّة يقاتل من وراءه ويتّقى به

ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة


 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلويات رمضانيه - حلى رمضان - وصفات متنوعه لشهر رمضان بالصور ألاء ياقوت وصفات الحلويات والعصائر و الآيسكريم 3 August 16, 2011 12:17 AM
سمبوسة رمضان،طريقة عمل سمبوسة رمضان،خطوات تحضيرسمبوسة رمضان ألاء ياقوت وصفات الطبخ 2 July 26, 2011 01:07 PM
حلويات رمضانيه - حلى رمضان - وصفات متنوعه لشهر رمضان بالصور القلوب لبعضها وصفات الحلويات والعصائر و الآيسكريم 2 September 8, 2009 12:34 PM


الساعة الآن 12:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر