فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم April 19, 2010, 02:55 PM
 
حركة 8 شباط 1963 ، حركة مسلحة

حركة 8 شباط 1963 ، حركة مسلحة








حركة 8 شباط 1963 هي حركة مسلحة أطاحت بنظام حكم رئيس الوزراء في العراق العميد عبد الكريم قاسم ، فهي حركة كما يسميها الباحثون المحايدون و ثورة كما أسماها قادتها ومؤيدوها، وانقلاب كما اسماها معارضوها . بعد فترة زمنية قليلة من نجاح تنظيم الضباط الوطنيين "أو الأحرار" في العراق من الإطاحة بنظام الحكم الملكي وتحويل نظام الحكم في العراق إلى النظام الجمهوري في عام 1958. بدآت بوادر الخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية و الضباط الوطنيين أو "الأحرار" حيث كانت القوى القومية بزعامة العقيد عبد السلام عارف و حزب البعث تنادي إلى الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة ، في محاولة لخلق حالة من التوازن السياسي حاول الحزب الشيوعي العراقي الذي كان معارضا لفكرة الوحدة إلى طرح فكرة التعاون مع الجمهورية العربية المتحدة في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية بدلا من الوحدة السياسية و العسكرية الشاملة.

تدريجيا ساءت علاقات عبد الكريم قاسم مع بعض زملائه من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين أو الأحرار ثم تعكرت علاقته مع التيارات الوحدوية والقومية التي لعبت دورا فاعلا في دعم حركة 1958 . أما التيارات المتصارعة في الحزب الشيوعي العراقي فكانت طامحة للتحالف مع العميد عبد الكريم قاسم والتي كانت تمتد علاقتها معه منذ أمد بعيد حيث اعتقد قاسم أن بعض حلفاءه الشيوعيون أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الوثوب إلى الحكم ، وخاصة بعد تزايد نفوذ الحزب الشيوعي بعد ذلك الشعار التي كان يردده الكثير من الشيوعيين ومؤيدي الحكومة في إحدى المسيرات : عاش الزعيم عبد الكريم ، حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيم [1] وجعلته يصمم منذ ذلك اليوم على تحجيم التيار الشيوعي المتحفز لقلب نظام الحكم وتقليم أظافره فقام بسحب السلاح من ميليشيا الحزب واعتقال معظم قادتها إلا أنه أبقى على التيار الموالي له وكان من قياداته العميد الطيار جلال الدين الاوقاتي قائد القوة الجوية والمقدم فاضل عباس المهداوي ابن خالة قاسم . وتوالت التغييرات السياسية في العراق في تلك المرحلة الحرجة بسرعة بالغة وانتهى حكم عبد الكريم قاسم في 8 فبراير/ شباط 1963 حيث انتهى حكمه بإعدامه من خلال محكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد وسارع قادة الحركة إلى عرض جثته على شاشة التلفزيون في نفس اليوم.




الدوافع المسببة لانطلاق الحركة
العراق

تاريخ العراق الحديث

* الاحتلال البريطاني للعراق
o ثورة العشرين
o الانتداب البريطاني على العراق
o تأسيس العراق الحديث
* المملكة العراقية
o التأسيس
o المجلس التأسيسي
o فيصل الأول
o غازي الأول
o فيصل الثاني
o عبد الإله الهاشمي
o رشيد عالي الكيلاني
o ثورة رشيد عالي الكيلاني
o نوري السعيد
o عبد المحسن السعدون
o نهاية الملكية العراقية
* الجمهورية العراقية
o ثورة تموز 1958
o اعلان الجمهورية العراقية
o تنظيم الضباط الوطنيين
o عبد السلام عارف
o عبد الكريم قاسم
o حركة 8 فبراير 1963
o عبد الرحمن عارف
o حركة 18 نوفمبر 1963
o أحمد حسن البكر
o صدام حسين
+ حرب الخليج الأولى
+ الغزو العراقي للكويت
+ حرب الخليج الثانية
* الغزو الأمريكي للعراق
o إياد علاوي
o إبراهيم الجعفري
o نوري المالكي

تحرير

بغية وضع الحقائق على وفق تفسير المصطلحات أكاديميا ومعجمياً. هنالك تعريفين ومفهومين للثورة ، التعريف التقليدي القديم الذي وضع مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية [2] ، وهو قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة . وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماهم البروليتاريا. اما التعريف أو الفهم المعاصر والاكثر حداثةً هو التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته "كالقوات المسلحة" أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية .والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم. اما الانقلاب العسكري فهو تحرك أحد العسكريين للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات واطماع ذاتية بغية الاستفادة المادية من كرسي الحكم.

تداخلت مجموعة من العوامل الداخلية و الإقليمية وهيأت الضروف المناسبة للإطاحة برئيس الوزراء العميد عبد الكريم قاسم واركان حكمه فيرى بعض المؤرخيين ان من أسبابها ما وصفوه بتخبط وفردية قاسم والاخطاء التي ارتكبها بإعدام القادة والوطنيين واعمال العنف التي قامت بها المليشيات الشيوعية المتحالفة مع قاسم [3] والخلاف مع المشير عبد السلام عارف الذي كان قيد الإقامة الجبرية كلها علاوةً على تصرحات قاسم المتكررة عن دعمه للعميد السوري عبد الكريم النحلاوي وللعقيد موفق عصاصة ، بغية القيام بانقلاب لغرض انفصال الشطر السوري الذي كان متوحداً مع مصر في اطار الجمهورية العربية المتحدة كما ان لعبة السياسة الدولية ومصالحها لها دورا في تشجيع أو تأييد الخصوم أو جني ثمار نزاعات الاطراف المتصارعة حيث رأت الدول الكبرى وإسرائيل ان تصرفات عبد الكريم قاسم لاتخدم استراتيجياتها في المنطقة التي كانت تحاول احكام الطوق على الاتحاد السوفيتي ومنظومة حلف وارسو بعدد من الدول المؤيدة لسياساتها ، فكان قاسم يطمح للتقرب من الاتحاد السوفيتي وحلف وارشو حبا بالتجربة الاشتراكية وعقد معاهدة دفاع استراتيجي مشترك معه مما سيسبب وفقا للإستراتيجية الأميركية والعالم الغربي بتقرب الاتحاد السوفيتي مما اصطلح عليه "بالتقرب من المياه الدافئة" أي مياه الخليج العربي الغني بالثرواة والتقرب من الشرق الأوسط المثقل بالمشاكل والصراعات التي خلفتها دول الاستعمار القديم فرنسا وبريطانيا وما تسببت به من كارثتين في المنطقة أولهما شطر الولايات العثمانية العربية إلى دول مستقلة على وفق معاهدة سايكس - بيكو ، والاسهام بتأسيس دولة "إسرائيل في فلسطين" - وبين السيطرة الأميركية المتنامية في المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا بعد حرب السويس أو العدوان الثلاثي على مصر ناهيك عن الصراع بين الحكام الموالين لهاتين الكتلتين والحكام الثوريين الجدد الذين يطمحون للتحرر والثورة وإعادة توحيد اوصال الوطن العربي[4] .



صراع الايديولوجيات

بدأ الصراع بين قاسم وفرقاءه من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين "اوالاحرار" والشخصيات السياسية الفاعلة في الساحة السياسية من مختلف التيارات بسبب بعض الإجراءات التي اتخذها عبد الكريم قاسم منها تفرده في السلطة وفرضه لهيمنة العسكر والحزب الشيوعي على الوزارة والسياسة العراقية، حيث منح صلاحيات واسعة للتيارات اليسارية من الشيوعيين المعارضين لتطبيق الأحكام الإسلامية في القانون العراقي والذين كانوا وراء إصدار قانون الاحوال الشخصية الذي شجبته المراجع الدينية، وكذلك ابتعاد قاسم عن ما اتفق علية فيما سمي بالميثاق الوطني لتنظيم الضباط الوطنيين "او الاحرار" (راجع تفاصيل الميثاق في مقال تنظيم الضباط الوطنيين) لانضمام العراق للاتحاد العربي المسمى الجمهورية العربية المتحدة، وبدلا عن ذلك دخل قاسم في عداء مع اغلب الدول العربية خصوصا المحيطة بالعراق وتوج اجرائاته بالغاء عضوية العراق من الجامعة العربية. وكذلك الاضطرابات التي حدثت ابان حكم قاسم بسبب حملات إعدام بعض قادة تنظيم الضباط الوطنيين "او الاحرار" والاحداث المؤسفة التي قامت بها المليشيات الشيوعية في الموصل وكركوك، علاوةً على انتفاضة الأكراد في سبتمبر/ايلول 1961 وضربهم بقسوة، مما ادى إلى إضعاف أكثر للهيمنة المركزية لقاسم على حكم العراق. كما كانت لمطالب لقاسم في ضم الكويت للعراق سنة 1961 اثره في زعزعة السياسة الخارجية واظهاره بمظهر المتخبط.

كان تنظيم الضباط الوطنيين عبارة عن خلايا وتجمعات مستقلة توحدت عام 1957 وتاسست أول خلية عام 1949 بعد حرب فلسطين، أسسها العقيد رفعت الحاج سري، وكان قاسم ينتمي إلى خلية في معسكر المنصورية في ديالى جلها من الضباط ذوي الأصول الفلاحية أو الفقيرة ومن المنتمين للتيارات الشيوعية في زمن كانت للطبقة والبيوتات العائلية والقبلية تلعب دورا وهيمنة على المجتمع. فتاثر قاسم بالتجربة الاشتراكية والشيوعية التي لاتعير اهتماما للتطلعات الدينية ولا القومية. وفي الطرف الآخر كان أغلب تنظيم الضباط الوطنيين ينتمون إلى حركات التحرر التي تنادي بالوحدة العربية. لاسيما بعد تاجيج المشاعر القومية على اعقاب ثورتي رشيد عالي الكيلاني ضد الإنكليز عام 1941 وثورة يوليو تموز في مصر وما تبعها من اجراءات رات فيها الجماهير ضرب للمصالح الاستعمارية كتاميم قناة السويس وقيام الاتحاد العربي المسمى بالجمهورية العربية المتحدة.

تحول صراع الايديولوجيات بشكل تدريجي إلى صراع مسلح بين الفر قاء، وبدأت سلسلة من المحاولات من الجانبين لفرض المواقف فبعد ان أحس بعض رفاق سلاح عبد الكريم قاسم في تنظيم الضباط الوطنيين "او الاحرار" ومعهم شخصيات من التيار القومي وحزب البعث بان عبد الكريم قاسم يمارس معهم عملية اقصاء وما اسموه بعدم تنفيذه لما اتفق عليه قبل حركة 14 يوليو/ تموز وانفراده بالحكم، شجع ذلك عضو التنظيم العقيد عبد الوهاب الشواف بالقيام محاولة انقلاب عسكرية عرفت باسم حركة العقيد عبد الوهاب الشواف في الموصل في 8 مارس/ ايار 1959، أو ثورة الشواف، والتي إخمدها العميد عبد الكريم قاسم بقسوة حيث قتل وأعدم منفذيها. وتلا ذلك استهداف قاسم من قبل حزب البعث في 7 أكتوبر/تشرين 1959 حيث تعرض عبد الكريم قاسم إلى محاولة اغتيال سببت له إصابات بليغة في كتفه، وبعد سلسلة من الاعتقالات والمداهمات أطلق قاسم شعاره عفا الله عما سلف.

وفي تأريخ تلك المرحلة وقعت ثلاثة أحداث مثيرة للجدل، وهي ما أشيع من قبل حكومة عبد الكريم قاسم عن اكتشاف محاولات قلب نظام الحكم والتي لم يتأكد من صحتها بالوثائق أثناء المحاكمات التي عقدت بشأنها ولا بعد ذلك إضافة إلى تقديم المشتكين لوثائق أخرى تثبت برائتهم مما أثار سخط الرأي العام في حينه حول ما اسموه الدواعي وراء تلفيق التهم لقادة حركة 14 يوليو/ تموز أو الرموز الوطنية الأخرى.

فالحدث الأول الذي أثار جدلاً كبيرا امام الراي العام هو ما اشاعته الحكومة بان عبد السلام عارف حاول اغتيال عبد الكريم قاسم والتي حدثت أثناء اجتماع اعتيادي ضم قاسم وعارف وبعض المسئولين فحين هم عارف بالجلوس اخذ يعدل ملابسه ونطاقه العسكري المتضمن مسدسه العسكري. وفي تلك الفترة كان قاسم ممتعضا من عارف بسبب ازدياد شعبيته لدوره الرئيس في حركة 14 تموز من جهه وزياراته للمحافظات وإلقاءه للخطب الارتجالية عن دوره في الثورة وضرورة قيام الوحدة للحفاظ على الثورة من التهديدات البريطانية والإسرائيلية. والتي أثارت امتعاض رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، لاسيما بعد زيارة عارف لسوريا والتي كانت متوحدة مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة، حيث بدأت شعبيته محليا وعربيا تزداد بشكل ملحوظ، من هنا ازدادت مخاوف قاسم الذي اعتقد أو استغل تلك الفرصة للتخلص من عارف وابعاده عن الوزارة ومركز القرار. حيث نفى عارف التهمة المنسوبة إليه واستشهد بشهود من الحاضرين في الاجتماع، حيث اكتفى قاسم باعتقاله على عجل ثم اصدر أوامره بتعيينه سفيرا في ألمانيا كونه درس وعاش ذلك البلد قرابة ست سنوات. وبعد عودة عارف من ألمانيا على اثر البرقية التي أرسلتها له عائلته لضرورة مجيئه لمرض والده العضال والذي توفي على اثره، حيث استثمر قاسم هذه الحادثة وقام باعتقال عبد السلام عارف وتقديمه أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة على الرغم من تقديمه للبرقية وشهادة الشهود من عائلته والتقارير الطبية التي قدمتها عقيلته واخوه عبد السميع للمحكمة إلا أن المحكمة قضت بإعدامه، وظل معتقلا في السجن العسكري رقم واحد بانتظار يوم إعدامه لمدة سنتين. وبعد حادثة فشل الوحدة بين مصر وسوريا "الجمهورية العربية المتحدة" والتي صرح قاسم بانه دعم قادة الانفصال فيها العميد عبد الكريم النحلاوي والعقيد موفق عصاصة، "لتحرير سوريا من الهيمنة المصرية". فوجد رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بان الخطر قد زال فاصدر عام 1961 أمرًا دون الرجوع للمحكمة بتحويل حكم إعدام عارف إلى المؤبد بصيغة الإقامة الجبرية، حيث بقي عبد السلام عارف معتقلا في منزله حتى قيام حركة 8 فبراير/ شباط 1963م، ولم يخلي سبيله رغم مطالبة زملاءه وعائلته ورفاق السلاح. [5].

أما الحدث الثاني فهو زج اسم العميد اركان حرب ناظم الطبقجلي مع المتهمين بحركة الشواف والتي لم تستطيع المحكمة من إثبات التهمة المنسوبة إليه ا بالوثائق. فلم يكن عبد السلام عارف هو الوحيد الذي يخشى منه عبد الكريم قاسم، بل كان يخشى من اغلب أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين "أو الأحرار" حيث احتج كل من العميد ناظم الطبقجلي والعقيد عبد الوهاب الشواف والعقيد رفعت الحاج سري على إبعادهم من الواجهة السياسية والوزارة أو من عدم تشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة وتعليق انتخاب رئيس للجمهورية، حيث وزعهم على المعسكرات في المحافظات البعيدة عن بغداد. وبعد اعتقال الطبقجلي وتصريحه امام شاشات التلفزيون بانه يتحدى الحكومة بان تثبت التهمة عليه وانه قد تم تعذيبه واهانته، تم إعدامه مما ادى إلى سخط الراي العام.
رشيد عالي الكيلاني باشا قائد ثورة 1941 ضد الإنجليز

والحدث الثالث الذي شغل الرأي العام فهو ما أشاعته الحكومة بان وراء عودة الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني باشا رئيس الوزراء الاسبق وقائد ثورة مايو/ ايار 1941 هو التخطيط لمحاولة انقلابية في عام 1959 وقد نفى الكيلاني التهم بسخرية قائلا: "لم انتظر يوما قط وأنا في المنفى بعيداً عن الوطن، ان يقدم لي أحد مكافأة على ما قمت به من دور وطني في سبيل تحرير العراق، وقد استبشرت بقيام الثورة وعدت لبلدي الحبيب، ولم أتوقع ان أكافأ بهذه الطريق وقد بلغ بي العمر 84 عاما". [6] ،وتم تقديم الكيلاني إلى المحكمة العليا الخاصة والتي حكمت عليه بالإعدام برغم تفنيد الكيلاني لهذه المزاعم مطالبا بتقديم وثائق تثبت هذه التهمة مما ادى إلى عدم تنفيذ الحكم ثم أطلق سراحه فيما بعد ونفي إلى لبنان حيث لاقته المنية عام 1965 في بيروت.

ادى سخط الشارع لما اعتبره الرأي العام محاولة قاسم وحكومته وحلفائه من الشيوعيين إلى ابعاد جميع الشخصيات الفاعلة والمؤثر في الشارع عن الواجهة السياسية بتلفيق التهم لها أو ابعادها عن المسرح السياسي بنقلها إلى وحدات عسكرية بعيدة عن بغداد كما حدث لقادة تنظيم الضباط الوطنيين "او الاحرار"، وعزز هذا الاعتقاد حول الشكوك بصحة هذه التهم هو اعتقاد بعض الباحثين والمؤرخين حول كونهما قصتين ملفقتين لغرض التصفية السياسية حيث لم يتم العثور على أي وثيقة تثبت تورط عارف والكيلاني والطبقجلي بأي محاولة انقلابية لا في حينها ولا بعد نشر الوثائق ومحاضر جلسات مجالس الوزراء بعد احتلال بغداد عام 2003.



الدوافع المسببة للحركة برأي قادتها

أجمل قادة حركة 18 فبراير 1963 من خصوم ومعأرضي قاسم عددا من العوامل التي دفعتها للقيام بالحركة، منها ان حركة أو ثوره يوليو / تموز 1958 هي عمل جماعي منظم جائت وليدة حتمية للضروف الموضوعية التي كان يمر بها العراق والمنطقة، فقام بها تنظيم الضباط الوطنيين "او الاحرار" [7] أو جزء كبير من قياداته وقواعده ولم يقم بها العميد عبد الكريم قاسم بمفرده بل ان دوره فيها كان ضمن صفحة التخطيط والاشراف ولم يسهم في صفحة العمليات التنفيذية المباشرة. ان جميع ما اصدرته الثورة عند انطلاقتها الأولى من قرارات وطنية وتشريعات ومنجزات جائت وليدة العمل الجماعي المثمر لقادتها الوطنيين ولم تكن من إنجازات عبد الكريم قاسم لوحده.
إعدام الطبقجلي وسري
رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 19, 2010, 02:56 PM
 
رد: حركة 8 شباط 1963 ، حركة مسلحة

يرى قادة حركة 8 شباط 1963 ان عبد الكريم قاسم تحول من زعيم للثورة

إلى "دكتاتور" تفرد بالسلطة، فاستحوذ على مركز صناعة القرار وبدأ بجمع الصلاحيات بيده مجرداً شيءً فشيءً الصلاحيات من زملاءه. فاصبح هو رئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة. ولم يمنح مجلس السيادة الصلاحيات واحاله إلى واجهة شكلية ليس بيدها لا سلطة تنفيذية ولا تشريعية، كما وقف حائلاً امام انتخاب رئيس الجمهورية، وبقي المنصب معلقاً في عهده. كما عطل تأسيس المجلس الوطني لقيادة الثورة كما كان متفقاً عليه في تنظيم الضباط الوطنيين "الاحرار" وحل مجلسي النواب والاعيان للحكم الملكي، ولم يفسح المجال لانتخاب مجلس نواب جديد. وعند بدء الثورة حين كان العمل في القيادة جماعيا قبل تفرده بالسلطة سمحت وزارة الداخلية التي كان عبد السلام عارف وزيرا لها بتأسيس بعض الأحزاب مثل الحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية، إلا أن عبد الكريم قاسم وبعد تفرده الغى هذه الأحزاب ولم يفسح المجال لعمل أحزاب جديدة سوى الحزب الشيوعي العراقي الذي شاركه في السلطة [8].

يرى قادة حركة 8 شباط 1963 أيضا ان عبد الكريم قاسم اصدر احكام إعدام وسجن جائرة بغية تصفية قيادات حركة/ثورة1958 من زملاءه واعضاء تنظيم الضباط الوطنيين وشملت التصفيات أي شخصية وطنية يعلو صوتها على صوت عبد الكريم قاسم، فلفق التهم لبعضهم وزجهم بالسجون واعدم البعض الآخر مستغلا حركة عبد الوهاب الشواف الانقلابية كذريعة لهذه التصفيات، اما الذين قاموا فعليا بالحركة فقد تم قتلهم مباشرة بالقصف المباشر بالطائرات، والبعض الآخر احيلوا إلى المحكمة الخاصة "محكمة الشعب" حيث تم زج الكثيرين ممن ليس لهم علاقة بحركة الشواف وتعذيبهم ثم إعدامهم. ومن ابرز المعدومين العميد الركن ناظم الطبقجلي والعقيد رفعت الحاج سري ومجموعة من رفاقهم، وإصدار احكام الإعدام التي لم ينفذها بسبب الضغوطات الشعبية بحق كل من الشخصية الوطنية رشيد عالي الكيلاني باشا والعقيد الركن عبد السلام عارف، وكذلك رئيس الوزراء السابق أحمد مختار بابان.
المقدم فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة

كما وصفت قيادات الحركة محكمة الشعب أو ما اشتهرت باسم محكمة المهداوي بكونها محكمة "هزيلة"، وكانت تلك المحكمة العسكرية الخاصة العليا تقوم بمحاكمة اركان النظام الملكي وايضا جيء بالكثير ممن ليس لهم علاقة بمركز القرار واعدم الكثيرين مجرد لانهم كانوا مسؤولين في النظام الملكي. يرى المعارضون لطريقة سير تلك المحكمة ان المحكمة وبسبب رئيسها المقدم فاضل عباس المهداوي وادعائها العام العقيد ماجد محمد امين كانت منبرا وواجهة اعلامية للحكومة واستخدمت فيها وسائل تعذيب واهانة الموقوفين وكثيرا ما كان رئيس واعضاء المحكمة ينحدرون بالسباب والشتائم وتلفيق التهم بالشبهة وأثناء البث المباشر على شاشات التلفزيون [9] [10].

من وجهة نظر التيار المساند للإطاحة بقاسم فإن عبد الكريم قاسم فسح المجال للحزب الشيوعي ومليشياته بالعبث بامن الدولة والمواطنين وتمكينهم من المناصب الهامة في الوزارة والجيش ومستشارية لاخر يوم في نظام حكمه مثل العميد الطيار جلال الدين الاوقاتي الذي قتل صباح يوم الحركة وطه الشيخ مدير العمليات في وزارة الدفاع وفاضل المهداوي رئيس المحكمة الخاصة الذين اعدما معه. كما قامت المليشيات الشيوعية المسماة بالمقاومة الشعبية بارتكاب اعمل عنف مؤسفة كقتل وتعذيب معارضيهم وسحل الكثيرين بالشوارع وتعليقهم على اعمدة الكهرباء [11] [12]. والقيام بمداهمة واحتلال المنازل والمؤسسات الحكومية والمعسكرات والعبث بها بمساعدة العامة من الدهماء كما حدث من مجازر وتجاوزات على حقوق الإنسان في الموصل وكركوك. كما لعبوا بسياسة الدولة الداخلية والخارجية ومنعوا أي تقارب مع الدول العربية أو تحقيق أي وحدة عربية والتي كانت حلم الجماهير التي تعتبرها ضرورة للوقوف بوجة القوى الكبرى للنيل من الثورة.

هناك قناعة راسخة من قبل المؤيدين للإطاحة بقاسم بان سياسة العراق في عهده عزلت العراق عن محيطة الاقليمي العربي بسبب عدم ايمانه بالوحدة العربية ووقوفه ضد الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة بعد زيارة وفد من التنظيمات الشعبية للجمهورية العربية المتحدة برئاسة أعضاء من حزب البعث للتهنئة بالثورة ودعوة قيادة العراق للانظمام للوحدة، كما كانت لمحاولاته بضم الكويت عسكريا عام 1961 بعيدا عن التنسيق الوحدوي اثرا سلبيا على علاقاته العربية التي ازدادت سوءا بقطع العراق لعلاقاته الدبلوماسية مع العديد من الدول العربية مثل مصر وسوريا والكويت والسعودية والاردن، وانتهى به الأمر إلى الغاء عضوية العراق من الجامعة العربية اواخر عام 1961. [13].

بالإضافة إلى القوى القومية العربية وحزب البعث التي ناهظت سياسات عبد الكريم قاسم فقد واجه قاسم انتقادات من المراجع الدينية المحافظة التي لم تكن مع بعض القرارات التي كانت تعتبر تغيرات جذرية سريعة نحو العلمانية في دولة لاتزال تتمسك بالعرف الديني والعشائري ومن أشهر هذه القرارات قانون الاحوال الشخصية الت ضمنت للمرأة حقوق واسعة بعيدة عن التشريع الإسلامي ومستوحاة من الفكر الماركسي وقانون الاصلاح الزراعي حيث انتزع الأراضي العقارية التي كانت للملاكين وشيوخ العشائر والاقطاعيين ووزعها على الفلاحين والمهاجرين من الشروقيين والذي اصدرت المراجع الدينية الشيعية بضمنها الحوزات الدينية الشيعية والمراجع السنية بيانات شجبها ومنافاتها للشريعة الإسلامية [14] [15] [16].

استغلاله لمنصبه بتولية المناصب الهامة لاصدقاءة واقاربه دون وازع من الكفائة أو المهنية كما ميز بعض أفراد عائلته بمنح اشقائه وشقيقاته الدور السكنية الراقية مجانا مع كبار القادة العسكريين وجعل أخيه الكاسب المعدم المتنفذ الملقب ب "البرنس " حامد قاسم مشرفا على توزيع أراضي الاصلاح الزراعي على الفلاحين والتي جمع منها أموالا طائلة اصبح على اثرها من الاثرياء حيث حاكمته الثورة وسجنته لعامين وظهر بعد فترة من كبار تجار العراق "رشح نفسه لرئاسة غرفة تجارة بغداد". وابن خالته المقدم فاضل المهداوي الذي عينه بمنصب رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة [17].

لم يؤمم نفط العراق في ضروف مواتية بعد تعالي الصيحات المنادية بالتاميم وذلك بعد تاميم إيران "مصدق" للنفط ومصر "عبد الناصر" لقناة السويس. واكتفى كبديل بتبني اقتراح وزارة النفط بإصدار القانون رقم 80 الذي فسح المجال للعراق باستكشاف حقول نفطية جديدة. اما حقول العراق النفطية والتي لم يكن مكتشفا منها سوى عدد قليل منها، بقيت بيد الشركات الاستثمارية الأجنبية التي كان لها نصيب الاسد من امتلاك فقط تصدير النفط وحسب الاتفاقيات الجائرة المبرمة في نهاية الحكم العثماني وبداية تاسيس الدولة العراقية، حيث كانت تدفع تلك الشركات ما مقداره "شلن" فقط أي درهم عن كل برميل نفط. فالعراق كان فقيرا بسبب هيمنة شركات النفط من جهه وبسبب الاستثمار المحدود للحقول البسيطة يوم ذاك.

ميوله الطائفية والعرقية بتفضيل طائفة على أخرى وقومية على أخرى حيث استغل قانون الاصلاح الزراعي وانتزع الأراضي العقارية التي كانت للملاكين وشيوغ العشائر والاقطاعيين ووزعها على الفلاحين والمهاجرين الشروقيين وذلك لانتماء أسرته لهذه الفئة. كما دعم المهاجرين الذين كانوا يعملون عبيد لدى الاقطاع وساواهم بالفلاحين العرب العراقيين ووزع لهم الأراضي الزراعية والدور السكنية ليضمن دعمهم له. كما الب العشائر العربية في الموصل وكركوك لاضطهاد الاكراد على اثر عدم اتفاقهم معه وارسل القطعات العسكرية للنيل منهم [18].



الحركة من وجهة نظر عبد الكريم قاسم وحكومته

لم تتح الفرصة الكافية لحكومة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم من التعبير عن رأيها بالحركة لان الحركة استغرقت بحدود يوما واحدا اصدر أثنائها قاسم بيان شجب ودعا لمقاومتها من خلال خطاب مرتجل تم تسجيله تحت قصف الطائرات لمقره في وزارة الدفاع وسنتعرض لنصه في الفقرة الاحقة، حيث اعتبرها حركة طائشة ينفذها أذناب الاستعمار وبعض الخونة والمفسدين لتحطيم النظام الجمهوري، قائلا بان الحركة سوف تفشل بسبب قوته لانه وحكومتة لا يقهران، لانه يعمل في سبيل الشعب وفي سبيل الفقراء بصورة خاصة ودعا الجيش لتمزيق قادة الحركة قائلا مزقوا الخونة، اقتلوهم، اسحقوهم، إنهم متآمرون على جمهوريتنا ليحطموا مكاسب ثورتنا، هذه الثورة التي حطمت الاستعمار، وانطلقت في طريق الحرية والنصر، وإنما النصر من عند الله، والله معنا، كونوا أشداء، اسحقوا الخونة والغادرين [19].



نبذة عن الشخصيات والاحزاب التي قادت الحركة
أسماء بارزة في حركة 8 شباط 1963
الاسم الصورة
نبذة
عبد السلام عارف تم ترشيحه لمنصب الرئاسة
أحمد حسن البكر تم ترشيحه لشغل منصب رئاسة الوزراء سبق وان ايد حركة الشواف في الموصل وأجبر على التقاعد عام 1959 كان أحد القياديين البارزين في حزب البعث
علي صالح السعدي كان يمثل قيادة التيار المتشدد داخل حزب البعث

أحد اقطاب انشقاق الحزب الذي تسبب باقصاء البعث في حركة 18 نوفمبر/ تشرين 1963.
عارف عبد الرزاق ضابطاً طياراً اشرف على تنفيذ مهمة قصف وزارة الدفاع ضمن الصفحة العسكرية للحركة . سبق وان شارك في حركة الشواف عام 1959.
حازم جواد رشح وزيرا للداخلية ووزيرا للدولة لشؤون رئاسة الجمهورية يعتبره البعض القائد الفعلي والأساسي الذي وقف علي رأس الأحداث يمثل التيار المعتدل في حزب البعث والذي اسهم بالانشقاق المعروف في الحزب حيث نفى السعدي ومجموعته إلى إسبانيا.
طاهر يحيى رشح لمنصب رئيس الوزراء خلفاً للبكر بعد حركة 18 نوفمبر / تشرين واعيد ترشيحه لرئاسة الوزراء في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف لأقل من سنة واحدة.
عبد الغني الراوي كان رئيس المحكمة العسكرية الصورية التي حاكمت عبد الكريم قاسم ومعه الزعيم طه الشيخ أحمد والعقيد فاضل المهداوي وحكم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص وجرى التنفيذ بأمر منه و بحضوره، لم يوافق عبد السلام عارف على المسلك الذي اتخذه في إعدام عبد الكريم قاسم

كان قادة الحركة عبارة شخصيات قومية وبعض ضباط تنظيم الضباط الوطنيين "الاحرار" أغلبهم من المنتمين إلى حزب البعث، ومن الأسماء الأخرى القيادية للحركة: طالب شبيب، مسارع الراوي، حمدي عبد المجيد، عبد الستار عبد اللطيف، عبد الكريم مصطفى نصرت، صالح مهدي عماش، حردان عبد الغفار التكريتي، منذر الونداوي، عبد الهادي الراوي، رشيد مصلح.

ومن الأحزاب المشاركة في قيادة الحركة:

* حزب البعث العربي الاشتراكي

وهو حزب تأسس في دمشق عام 1947 من قبل أشخاص سوريين عملوا في مجال الفكر والتدريس الجامعي بين عامي 1945 و1947 متاثرين بثورة ايار / مايو 1941 التي قادها رئيس الوزراء العراقي الاسبق رشيد عالي الكيلاني باشا ضد الإنجليز والحكومة العراقية الموالية لهم كاول ثورة ذات شعارات عربية ووحدوية في الوطن العربي. ويعتمد الحزب في ايديولوجيته على شعار توحيد جميع الدول العربية في دولة واحدة بتبني المنهج الاشتراكي. وقد عانى الحزب من ثلاث مشاكل هزت كيانه ومصداقيته، الأولى عدم وجود منهج وبرنامج عمل علمي واضح المعالم يمكن تنفيذ أفكاره على الأرض فبقي اسير أهدافه التي بقيت شعارات لم تجد من ينفذها على بساطتها ويسر تحقيقها. والثانية، تسلط أشخاص غير مؤمنين بفكر الحزب على قياداته التنظيمية والرسمية بعد توليه السلطة لاكثر من مرة وفي أكثر من دولة عربية. والثالثة، تبنيه أسلوب تنظيم الأحزاب الشيوعية، اشبه بالتنظيمات الاستخبارية منها إلى التنظيمات السياسية، معتمدةً على أكبر قدر من الاستقطاب الحزبي للمنتمين للحزب كما دون التفكير بنوع العناصر وتاثيرها الاجتماعي، مما شجع المغامرين والانتهازيين بتحقيق المطامح الشخصية وعلى أحداث انشقاقات مستمرة في الحزب منذ نشأته والى عام 2004 كاخر انشقاق حدث في فرع اليمن. ومن مؤسسي الحزب التاريخيين ميشيل عفلق أو أحمد عفلق وصلاح الدين البيطار واكرم الحوراني. وشعار الحزب هو وحدة حرية اشتراكية. اما في العراق فقد أسس فؤاد الركابي فرع العراق عام 1957 بعد أن كان خلايا نظمها كل من سعدون حمادي الذي كان طالبا في الجامعة الأميركية في لبنان وسليمان العيسى وزميله صدقي إسماعيل الذين كانا يدرسان في دار المعلمين العالي "كلية التربية". ثم تبلورت ثلاثة تيارات متنافسة داخله التيار المتشدد بزعامة علي صالح السعدي والتيار المعتدل بزعامة حازم جواد وتيار أحمد حسن البكر الذي كان يمثل الجهة الناصحة والمهدئة بين التيارين السابقين [20].

* مجموعة التنظيمات القومية والناصرية

وهي تنظيمات مصرية النشأة تأسست على اعقاب نجاح ثورة 23 يوليو / تموز 1952 بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر ومجموعة الضباط المصريين الاحرار واستمدت فكرها من التجربة الناصرية كحركة ثورية قارعت المستعمر من جهة وحققت ميدانيا تجربة الوحدة على الرغم من إخفاقها بعد ثلاث سنوات، تطمح هذه التنظيمات لتوحيد الدول العربية في دولة واحدة بالاعتماد على التجربة الناصرية في الحكم. وايضا عانت هذه الحركة من انتكاسات انعكست من بعض الانتكاسات التي واجهتها التجربة الناصرية ومن هذه التنظيمات التنظيم الناصري وحزب طلائع القوميين العرب والاتحاد الاشتراكي العربي. ومن قادتها ومفكريها جمال عبد الناصر علي صبري المفكر محمد حسنين هيكل وفي العراق باسل الكبيسي والمفكر العراقي خير الدين حسيب وعارف عبد الرزاق وعبد الكريم الفرحان وصبحي عبد الحميد وغيرهم وفي لبنان معن بشور. وشعار التنظيم الناصري، اشتراكية حرية وحدة. ولهذه التنظيمات فرع في العراق تقودها شخصيات عراقية قد تحالفت مع العروبيين غير المنتمين لتنظيم من السياسيين والمهنيين والعسكريين، واتفقت هذه التنظيمات مع حزب البعث في العراق للقيام بالحركة [21].



صباح يوم 14 رمضان

اختار قادة الحركة الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 8 فبراير 1963 للانطلاق لكون يوم الجمعة يوم عطلة ويمكن تحرك القطعات بسهولة وصادف ذلك اليوم 14 رمضان [22]. توجهت إحدى القطعات المهاجمة إلى دار الإذاعة حيث سلمت القوة الخاصة بحمايتها للمهاجمين فبدأت الاذاعة تبث اناشيد ثورية ووطنية وبعد كل تقدم يحرزه ضباط الحركة يصدر بيان عن قادتها وعن التقدم في نيل أهدافها كان نشيد "الله أكبر" له وقع على مسمع الجميع من كل التيارات لما له من ذكرى وتأريخ كما كان نشيد "جيش العروبة يابطل" لام كلثوم له الاثر البالغ على معنويات الجنود والجماهير المترقبة لتطور الأحداث. كما تم تكرار بث النشيد العراقي الشهير "لاحت رؤس الحرب تلمع بين الروابي" والذي ارتبط بثورة رشيد عالي الكيلاني في مايس 1941 ضد الإنجليز والذي اوعز الملك غازي بنظمه مع مجموعة ومن الاناشيد الوطنية ابان حركة الفتوة التي أسسها ضد الإنجليز.
العميد الطيار عارف عبد الرزاق
جلال جعفر الاوقاتي قائد القوة الجوية وزعيم الحزب الشيوعي في الجيش
قاسم مع مساعديه في وزارة الدفاع

في حين أغارت طائرات الميغ 17 والهوكر هنتر من السربين السادس والسابع في قاعدة تموز الجوية في الحبانية بقيادة كل من الطيارين المقدم الطيار منذر الونداوي والرائد الطيار محمد جسام الجبوري والعقيد الطيار حردان عبد الغفار التكريتي من القاعدة الحرية الجوية في كركوك وباشراف العميد عارف عبد الرزاق واخرون محدثة اضرارا كبيرة في مبنى وزارة الدفاع وقد حاصرت الدبابات وقوات المشاة مبنى الوزارة في حين طوقت وحدات من المشاة مع عدد غفير من المتطوعين من الجماهير مبنى السراي الحكومي هرب الكثير من وزراء ومناصري عبد الكريم قاسم وتواروا عن الانظار ولم تتحرك الفرق والوحدات العسكرية في ارجاء العراق لمناصرة نظام الحكم سوى مقاومة ضعيفة من الحامية العسكرية الخاصة بوزارة الدفاع ولم يبقى مع قاسم سوى بعض من كان في وزارة الدفاع ولم يتمكن من الانسحاب [23]. وهم كل من العقيد فاضل عباس المهداوي ابن خالة قاسم ورئيس المحكمة الخاصة، والعميد طه الشيخ أحمد، مدير الحركات العسكرية، وقاسم الجنابي سكرتير عبد الكريم قاسم، والملازم كنعان حداد مرافق قاسم الشخصي.

ومن المقاومين خارج وزارة الدفاع العميد جلال جعفر الاوقاتي قائد القوة الجوية وهو أحد قياديي الحزب الشيوعي العراقي ومسؤول كبير في مليشيا المقاومة الشعبية. والذي قتل بعد مداهمة مكتبه بعد إصدار بيانات لافراد القوة الجوية ذات صبغة البيانات الحزبية الشيوعية أكثر منها بيانات عسكرية.

في الوقت الذي كان فيه القصف يجري على وزارة الدفاع، سجل عبد الكريم قاسم على شريط مسجل تحت أصوات الانفجارات والقصف خطاب موجه إلى الشعب والقوات المسلحة وأرسله إلى دار الإذاعة مع الرائد سعيد الدوري، حيث سلم الشريط إلى قادة الحركة، كما أن دار الإذاعة كانت قد احتلت من قبل قادة الحركة، ولذلك لم يتسنَ إذاعة الخطاب، وفيما يلي بعض من مقاطعه:

"إلى أبناء الشعب الكرام، وإلى أبناء الجيش المظفر إن أذناب الاستعمار وبعض الخونة والغادرين والمفسدين، الذين يحركهم الاستعمار لتحطيم جمهوريتنا، يحاربوننا بحركات طائشة للنيل من جمهوريتنا، وتحطيم كيانها. إن الجمهورية العراقية الخالدة، وليدة ثورة 14 تموز الخالدة لا تقهر، نحن نعمل في سبيل الشعب، وفي سبيل الفقراء بصورة خاصة، وتقوية كيان البلاد، فنحن لا نقهر، وإن الله معنا أبناء الجيش المظفر والوحدات، والقطعات، والكتائب والأفراد، أيها الجنود الغيارى، مزقوا الخونة، اقتلوهم، اسحقوهم، إنهم متآمرون على جمهوريتنا ليحطموا مكاسب ثورتنا، هذه الثورة التي حطمت الاستعمار، وانطلقت في طريق الحرية والنصر، وإنما النصر من عند الله، والله معنا، كونوا أشداء، اسحقوا الخونة والغادرين."

ثم يتوقف التسجيل بسبب دوي القصف، ويعاود قاسم مرة أخرى:

"السلام عليكم أبناء الشعب، أيها الضباط، أيها الجنود، أيها الضباط الصف الأشاوس، أيها العمال الغيارى، إن الاستعمار يحاول أن يسخر نفراً من أذنابه للقضاء على جمهوريتنا، لكنه بتصميمنا، وتصميم الشعب المظفر، فأننا نحن جنود وشعب 14 تموز الخالد الذي وجه الضربات الخاطفة إلى العهد المباد رغم ...(كلمات غير مفهومة بسبب القصف)...، رغم الاستعمار، وحرر أمتنا، واسترد كرامتها، فان هذا اليوم المجيد...(كلمات غير مفهومة بسبب القصف)...، لسحق الخونه والغادرين...(كلمات غير مفهومة)."



المحكمة الخاصة
جثث رفاق عبد الكريم قاسم كما عرض على التلفزيون العراقي في 9 فبراير / شباط 1963

غادر عبد الكريم قاسم إلى مبنى الوزارة إلى قاعة الشعب القريبة من مبنى الوزارة، تحت جنح الظلام، وكان بصحبته كل من فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة، والعميد الركن طه الشيخ أحمد، مدير الحركات العسكرية، وقاسم الجنابي السكرتير الصحفي لعبد الكريم قاسم، والملازم كنعان حداد مرافق قاسم. ومن هناك قام عبد الكريم قاسم بالاتصال هاتفياً بدار الإذاعة، وتحدث مع عبد السلام عارف طالباً منه التفاوض للمشاركة في السلطة اوالسماح له بمغادرة العراق، وفي المحكمة الصورية كرر طلبه وحدد ان يكون سفيراً في تركيا، لكن عبد السلام عارف طلب منه الاستسلام وانه لاعلاقة له مباشرة بالحركة وانه سيكلم قادتها بمطاليبه. عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر 9 شباط 1963 [24] سلم عبد الكريم قاسم نفسه حيث اقتيد ورفاقه إلى ستديو التلفزيون وبعد اتمام المحاكمة التي لم يعلم بتشكيلها عبد السلام عارف الا بعد انعقادها حيث تم نقل قاسم إلى مقر الاذاعة والتلفزيون فالتحق عارف بقيادة البعث هناك محاولا التوسط لعدم إعدام قاسم. كما تشير الوثائق المحايدة بان عارف طلب من قيادة البعث مقابلة قاسم وتم له ذلك حيث دخل عارف في نقاش وعتب مع قاسم، اقتيد عبد الكريم قاسم ورفاقه إلى ستديو التلفزيون حيث تم إصدار بيان عاجل بتشكيل محكمة خاصة برئاسة عبد الغني الراوي وبعد تلاوة لائحة الاتهام انبرى فاضل المهداوى بالدفاع عن المتهمين إلا أن وضعه النفسي لم يسعفه فانهار طالبا اعفاءة موجها سيلا من الكلمات لقاسم قائلا "هذا اني مشايفة من سنة.. كله منك" [25] [26]. وبعد مداولة صدر حكم الإعدام بحقهم، وقد رفضوا عصب اعينهم حيث تم تنفيذ الحكم من قبل عبد الغني الراوي ومنعم حميد وبعد جدل من قبل قادة الحركة حول عرض صورة رئيس الوزراء من خلال شاشة التلفزيون اتفقوا على عرضها بغية قطع الشك باليقين حول مصيره ومصير اركان حكمه امام الجماهير المترقبة للتطور المتسارع للاحداث.

وتشير جميع الوثائق من محاضر جلسات ولقاءات صحفية ومقابلات مسؤولين محايدين بان حادث إعدام رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم قاسم ابان حركة 8 فبراير 1963 كانت بقرار من قيادة التيار المتشدد داخل حزب البعث الذي تزعمه علي صالح السعدي الذي كان له الدور الفاعل في تغيير نظام الحكم وذلك من خلال المحكمة العاجلة التي تشكلت بعد يوم من الحركة في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع حيث مقر عمل قاسم وبعد اتمام المحاكمة التي لم يعلم بتشكيلها عبد السلام عارف الا بعد انعقادها حيث تم نقل قاسم إلى مقر الاذاعة والتلفزيون فالتحق عارف بقيادة البعث هناك محاولا التوسط لعدم إعدام قاسم. كما تشير الوثائق المحايدة بان عارف طلب من قيادة البعث مقابلة قاسم وتم له ذلك حيث دخل عارف في نقاش وعتب مع قاسم حول تفردة بالسلطة وخروجة عن إجماع تنظيم الضباط الوطنيين "اوالاحرار" وعن تلفيق تهمة محاولة الانقلاب لعارف التي أدت إلى محاكمته ثم سجنه وتشير الوثائق أيضا بان عارف بعد هذا النقاش طلب من قيادة البعث عدم إعدام قاسم والاكتفاء بسجنه إلا أن طلبه قد رفض وكان لرفض طلبه الاثر بزرع أولى لبنات الخلاف بين عارف وقيادة البعث التي تفاقمت بعد أحداث الحرس القومي التي قادها علي صالح السعدي والتي كانت السبب في قيام عارف بحركته التي سماها التصحيحية في 18 نوفمبر / تشرين عام 1963.

استمرت الاذاعة ببث بيانات التأييد من رؤساء العشائر وعلماء الدين شيعة وسنة ومسيحيين وقادة الفرق البعيدة عن الأحداث والشخصيات السياسية والعامة المعروفة في البلد. والتي كانت تليها اناشيد وطنية عراقية وعربية. حيث اذاع التلفزيون اهداء ام كلثوم لانشودة "ثوار لاخر مدى" إلى عبد السلام عارف والتي انشدتها لقادة الحركة كما سبق وانشدت انشودة "بغداد ياقلعة الاسود" لقادة حركة 1958، حيث لاتعرف مصر سوى عارف من قادة الحركة الجدد.

وفي مساء يوم 9 فبراير / شباط 1963 عرض التلفزيون العراقي فلماً تم تصويره من قبل مراسل إحدى وكالات الأنباء الأجنبية عن أحداث ما سمي ب"قطار السلام" حيث عرض الفلم وقائع مؤلمة لكيفية ما سمي استباحة الموصل وكركوك من قبل مؤيدي الحكومة حيث اقتحموا المنازل وعبثوا بالمحرمات بضمنها حملات الإعدام العشوائي واغتصاب النساء في الشوارع. وتعليقهم بشكل منافي للاخلاق على اعمدة الكهرباء، وسحل الآخرين احياء بالسيارات العسكرية. كما عرض الفلم بعض أعضاء مليشيا المقاومة الشعبية وهم يحطمون المؤسسات العامة وينقلون مناضد المكاتب الحكومية إلى جادة الشوارع ويضعون عليها علم الاتحاد السوفيتي من جهة وصورة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم من جهة أخرى مع كتابة بالاصباغ "المحكمة الشعبية" حيث جيء بالمئات الذين اصدرت هذه "المحاكم" احكام فورية بالإعدام بمجرد انتمائهم العشائري أو الحزبي اومن عارض الذين قاموا باعتقالهم.

وبوفاة العميد عبد الكريم قاسم وافراد نظامه، تكون قد انطوت صفحة ذاقت خلالها شريحة من المواطنين حلاوة الثورة ومنجزاتها، في حين رأت شريحة أخرى بانها ذاقت ويلات حكم وقف الزمن مندهشا امام قراراته وسلوكياته.



نجاح الحركة وتشكيل المجلس الوطني لقيادة الثورة والوزارة الجديدة

تم تشكيل "المجلس الوطني لقيادة الثورة " من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين " أو الاحرار لحركة 14 يوليو / تموز 1958 مع الضباط المساهمين بحركة 8 فبراير / شباط 1963 [27]وغلب على قيادة المجلس أعضاء حزب البعث كما اسندت الوزارات لاثني عشرة وزيرا بعثيا وباقي الوزارات تولتها شخصيات مستقلة أو من تيارات أخرى.

بقيت الصلاحية التنفيذية بيد رئيس الوزراء والتي كانت بيد عبد الكريم قاسم ومن قبله بيد رؤساء وزارات الحكم الملكي. حيث تم إسناد المنصب للواء أحمد حسن البكر أحد ابرز قياديي البعث والذي كان يتزعم أحد التيارات المعتدلة في الحزب. واسند منصب رئاسة الجمهورية للمشير عبد السلام عارف الذي يتمتع بشعبية كبيرة وقد اختير لكسب ود الجماهير للحركة [28].لم يتمتع عبد السلام عارف بأي صلاحية لامن قريب ولا من بعيد سوى صلاحية عضو المجلس الوطني لقيادة الثورة اسوة مع بقية رفاقه من أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين والوزراء.



حركة 18 نوفمبر / تشرين الثاني 1963
مقالة رئيسية: حركة 18 تشرين الثاني 1963
حازم جواد

بعد تسعة أشهر من الحكم وبسبب عدم خبرة البعثيين من سياسيين وعسكريين في شؤون الحكم ولصغر سن اغلبهم بدأت بوادر الاختلاف على الزعامة تلوح في الافق [29]. والذي تطور إلى انقسام بين التيارات بما سمي بالانشقاق، فهنالك التيار المتشدد والمتسلط على زمام الأمور بزعامة على صالح السعدى ويساعده الطيار منذر الونداوي وهنالك تيار يميل نحو المرونة والحلول السياسية بزعامة حازم جواد وهو المخطط والمفكر للحركة ويساعده عبد الكريم الشيخلي الذي اصبح بعد حركة 1968 وزيرا للخارجية. اما تيار أحمد حسن البكر فكان يمثل التيار المعتدل والذي يحاول عدم اظهار نفسه بمظهر التيار المتكتل بقدر ما يظهر نفسه على انه جهة استشارية ناصحة.

سيطرت قيادة الحرس القومي بزعامة الطيار منذر الونداوي على مقاليد الأمور بعد احتلال بعض المراكز والمؤسسات في محاولة من تيار علي صالح السعدي لاحداث انقلاب على تيار حازم جواد وبقية أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين لحركة 1958 والاخرين الذين اسهموا بحركة 8 شباط 1963 كما رافق ذلك أعمال عنف مارستها مليشيا الحرس القومي بالانتقام من الشيوعيين من أعضاء مليشيا المقاومة الشعبية والتنكيل بهم [30]. تحرك على عجل حازم جواد مع أعضاء تنظيمه الذي طوق مقر السعدي أثناء اجتماع ضم قيادة تنظيمه وتم اعتقالهم جميعا وتسفيرهم إلى إسبانيا.

كان رئيس الجمهورية عبد السلام عارف يراقب بأستياء الوضع مع زملاءه من قيادة الجيش واعضاء المجلس الوطني لقيادة الثورة فاتفق معهم على خطة تنفذها امرية موقع بغداد العسكري للسيطرة على النظام حيث اتفق مع أعضاء المجلس الوطني لقيادة الثورة والقيادة العامة وموقع بغداد بالتحرك لتنفيذ خطته باقصاء حزب البعث بتياريه المتصارعين. ففي 18 نوفمبر / تشرين الثاني صدرت الاوامر العسكرية بتحرك الجيش للسيطرة غلى بغداد. وتم اعتقال المتسببين بالفوضى واعمال العنف وقيادات ما تبقى من تيارات الحزب، واصدر عبد السلام عارف مرسوما باعفاء أحمد حسن البكر من منصبه وحدده بالإقامة الحبيرية ثم اصدر مرسوما بتعيينه سفيرا في وزارة الخارجية. واصدر وبعد فترة من الزمن مرسوماً بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية [31]. كما اعفى الكثير من أعضاء حزب البعث الذين تم اعتقالهم والتحقيق معهم عدا من ارتكب جرائم جنائية واحيل للمحاكم المدنية.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم April 19, 2010, 03:03 PM
 
رد: حركة 8 شباط 1963 ، حركة مسلحة

بصراحه الكلام واجد وما قدرت اقراءه كله قريت نص
بس تسلم
__________________

قالوا الحب عذاب لقيت حبك شي جذاب... قالوا سهر ودموع لقيته معك فرح وشموع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حركة الأرض كوكو الابيض الجغرافيا 8 November 16, 2013 11:56 AM


الساعة الآن 08:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر