فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > بحوث علمية

بحوث علمية بحوث علمية , مدرسية , مقالات عروض بوربوينت , تحضير ,دروس و ملخصات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 11, 2010, 09:35 AM
 
قصيدة النثر للناقد الأدبي محمد عباس محمد عرابي عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

قصيدة النثر
للباحث والناقد الأدبي محمد عباس محمد عرابي والموضوع مأخوذ من بحثه الإيقاع في القصيدة العربية المعاصرة الذي تقدم به لمجمع اللغة العربية بالقاهرة
قصيدة النثر Poerty Prose وجدت كمحاولة من محاولات الثورة على الوزن العروضي وقد أطلق عليها اسم (الشعر المنثور) تمييزا له عن الشعر المرسل وعن الشعر الحر . وهي نمط تعبيري جديد أخذه شعراؤنا الجدد عن شعراء الغرب بمعطياته الفنية وتقنيته الشكلية التي تستوعب التجربة والرؤيا بشكل متطور.
والقول الشعري الذي يدعى قصيدة النثر مارسه في العصر الحديث " كُتاب كثيرون " مثل أمين الريحاني ، وجبران والرافعي ، وحسين مراد وغيرهم وأطلقوا عليه تسميات مختلفة كالشعر المنثور والنثر الفني ، والخاطرة الشعرية ، والنثر المركز ، والكتابة الحرة.. ولم يستعمل مصطلح " قصيدة النثر " إلا مع موجة الحداثة المتطرفة التي قادتها مجلة شعر. وقد أخذت هذه التسمية التي أذاعها أدونيس ، وأنس الحاج وغيرهما من الفرنسية سوزان برنار، كما أخذت منها تنظيراتها النقدية لها . لقد وضعت المدعوة " قصيدة نثر" منذ أعلنت عن نفسها على يد مجلة " الشعر" اللبنانية ، ومنذ أن سماها بهذا الاسم أدونيس ، وأنس الحاج وغيرهما ، وضعت نفسها أمام مجموعة من الإشكاليات ، وأصدرت مجموعة من الأحكام غير المنهجية التعميمية التي لم تستطيع مواجهتها إلا بشكل إنشائي منمق ، أو باتهام المخالفين لها باتهامات لا تمت إلى عالم الأدب والنقد بصلة ، كالاتهام بالرجعية والسلفية والأصولية ، والتزمت ، والردة ، والنكسة الفكرية وما شاكل ذلك ([1])..
· قصيدة النثر في الميزان:- لقصيدة النثر مؤيدون قلة ومعارضون كثيرون يتضح لنا ذلك من آراء الأدباء والنقاد حول قصيدة النثر ففي الحوار الذي أجراه محمود خليل ([2]).مع كبار الأدباء والنقاد اتضح استهجان الكثير منهم لقصيدة النثر فمثلاً يقول الشاعر الكبير فاروق شوشة :- قصيدة النثر في نماذجها الرفيعة ، وتجلياتها الكبرى رافد من روافد حركة الشعر العربي المعاصر ، يمد أصولها إلى تراثنا (يختلف بذلك فاروق شوشة مع وليد قصاب) ليستنبتها من كتابات " التوحيدي" ومواقف (النفري) وكتابات الرافعي وجبران وحسين عفيف أو ترجمات مطران .. أو غيرها من الموروث ، ولابد أن نعترف بأنها فن غربي وافد .. يحاول البعض استباته بكل الحرص والنجاح لكنها – أبدا ليست بديلا عن التيار الأساسي في شعرنا العربي الذي سيظل إيقاعه ونغمه وموسيقاه في الدم والشرايين ، لذا فإن قصيدة النثر التي يكتبها هؤلاء المدعون تمثل جناية على الشعر الحقيقي – كما اعترف بذلك أدونيس مؤخراً – لأن هؤلاء اللصوص الذين انفلتوا من كل إطار للقيم ، ومن كل ضابط للأخلاف ومن كل قيد للوزن العروضي قد أفسدوا بعملتهم الرديئة سوق الشعر .. وساعدهم على ذلك بعض مدعي النقد المزيفين في ترويج هذه البضاعة الفاسدة الخالية من (ماء الشعر) كما خلت من ماء الحياة والحياء .. ولعل جهل هؤلاء النقاد بأوزان الشعر وأعاريضه هو الذي جعلهم يتبنون قصيدة النثر .. لأنها تتطلب وعيا بالأساس.
ويرى الدكتور حسن الهويمل أن القصيدة النثرية مأخوذة بأشياء كثيرة:-([3])
- أولاً : أنها ليست امتداداً للقصيدة العربية ، بحيث نحكم عليها من خلال سنة التطور الطبيعي.
- ثانياً : أنها تقليد غير واع ، بحيث لم تكن تقليداً مباشراً للقصيدة الغربية ، فالشعر لا يترجم ، وإنما هي تقليد لترجمة القصيدة الغربية وهذا عمق ابتعادها عن الفن الشعري العربي والغربي على حد سواء.
- ثالثاً : القصيدة الغربية لها ضوابطها الشكلية الصارمة التي لا يمكن التخلي عنها ، وقد أشار الدكتور ( حسن عون ) إلى أوزانها التي لا يمكن إجراؤها في اللغة العربية ، وأشار من بعده الدارسون للبناء والشكل في القصيدة العربية والغربية ، ونقاد الغرب يخوضون في خلاف مستعر حول ضوابط الشعر وسماته عندهم.
- رابعاً : الشعر إنشاد وتغني ، ولا يأتي ذلك إلا بضوابط شكلية تشبه النوتات الموسيقية والشاعر الموهوب لا يجد أدنى معوق في الضابط الشعري ، وضوابط الشعر لم تسبقه ، وإنما رصدت منه . فالشاعر والشعر سبقاً الضوابط العروضية مثلما سبقت اللغة الضوابط النحوية والصرفية ، ومثلما سبقت الجماليات البلاغية ضوابط البلاغة في علوم (البيان) و (البديع) و (المعاني).
- خامساً: لقد تطورت الموسيقى العالمية والعربية ، ولكن لم يختل إيقاعها ، وإنما تغيرت إلى الأفضل في إطار الثوابت ، وكذلك معمار القصيدة تطور ، ولكنه ظل محتفظاً بخصوصية الشعر.
- سادساً: لكل ظاهرة سمات وشروط يصار إليها عند التنازع و (قصيدة النثر) لا تتوفر على شيء من ذلك . وهي بهذا وبغيره تفقد مشروعية الوجود بوصفها شعراً وتملكه بوصفها نثراً.
( ولا يزال النقاش محتد ما بين مؤيد ومعارض حول قصيدة النثر : فالبعض يعتبر قصيدة النثر شكلاً شعرياً ، والبعض الآخر يعتبرها شكلاً نثرياً ، وثمة مجموعة ثالثة تعتبرها نوعا أدبيا مستقلاً بذاته . أما الذين يعتبرونها شكلاً شعرياً فيقولون : إنها كذلك بسبب استعمالها الكثيف للاستعارة واهتمامها باللغة والذين يعتبرونها شكلاً نثرياً يقولون إنها كذلك بسبب صلتها بالقص ، واعتمادها على توقعات القراء في عرض موضوعي للحقيقة ، نثراً أما الطرف الثالث فيقول : إن قصيدة النثر حازت قدرتها على الهدم (إذ إنها ليست شعراً بحتاً ولا نثراً بحتاً ) وذلك من خلال مزجها بين عناصر شعرية وأخرى نثرية ، وهو ما يفسر طبيعتها اللغوية الهجينة ([4]).
* تعريف قصيدة النثر:- تُعرف قصيدة النثر بأنها :- قصيدة تتميز بواحدة أو أكثر من خصائص الشعر الغنائي ، غير أنها تعرض في المطبوعات على هيئة النثر وهي تختلف عن الشعر النثري بقصرها Poetic Prose وبما فيها من تركيز ، وتختلف عن الشعر الحر لأنها لا تهتم بنظام المتواليات البيتية وعن فقرة النثر بأنها ذات إيقاع ومؤثرات صوتية أوضح مما يظهر في النثر مصادفة واتفاقا من غير غرض. وهي أغنى بالصور وأكثر عناية بجمالية العبارة ، وقد تكون القصيدة من حيث الطول مساوية للقصيدة الغنائية لكنها على الأرجح لا تتجاوز ذلك إلا احتسب في النثر الشعري([5]).
* أسباب وجود قصيدة النثر:- تعددت الأسباب التي أدت إلى وجود الشعر الحر أو قصيدة النثر ، ومن تلك الأسباب:- ([6]).
أ) ترجمة الشعر الغربي ، دون وزن أو قافية مع احتفاظه بكافة خصائص الشعر من وحدة
عضوية وخيال وموسيقى وحدة انفعال والقدرة على إنتاج الأثر الفني خارج إطار الموسيقى الخارجية.
ب) طبيعة روح الشاعر العربي المتمردة على كينونة شكل أحادي للشعر مفروض من خلال
الوزن والقافية.
ج) التحرر من وحدة البيت والقافية والوزن الخليلي وهذا في ذاته كان يعني للشاعر الجديد
الجموح نحو اللامنتهى من طرائق التعبير.
د) ظهور النظريات اللغوية والنفسية وتداخل جماليات المعارف الإنسانية.
ه) تطور النثر الفني ذات كلية الوحدة العضوية كالقصة والمقال.
* حسين عفيف وقصيدة النثر في مصر:- يعتبر حسين عفيف ( 1902 – 1979) هو الرائد الأول لقصيدة النثر لا بكتابته النموذج الأقرب إلى التحديد الذي أنشأ جنساً من الكتابة، ولكن لأنه أول من وضع أسسا وشرحها في محاضرة ألقاها في نادي موظفي الحكومة بالإسكندرية في يوم 13 ديسمبر 1936م وهو يقول في بعض أجزائها:-([7]).
( ورب معترض يقول إن الأوزان الاصطلاحية لازمة للشعر ، والجواب عن ذلك أن الشعر أسبق من الأوزان ؛ لأن الأوزان من صنع البشر في حين أن الشعر وجد مع الحياة ، ومادام الشعر قد استطاع فيما مضى أن يعيش حينا من غير أوزان فهو بعدئذ أستطاع أن يعيش بدونها ، ولكن هل معنى ذلك أن الشعر المنثور بتحرره من الوزن الموضوع والقافية يصبح سهل الصياغة كما يتبادر إلى الذهن لأول وهلة .... كلا بالطبع)
لقد تفرغ حسين عفيف لكتابة الشعر المنثور ، وأصدر مجموعات هي ( مناجاة 1934) ، ( الزنبقة 1938 ) و ( الأرض 1961 ) و ( الغدير 1965 ) و ( الفسق 1968 ) و ( حديقة الورد 1974 ) و ( عصفورة الكناريا ).
على أن هذا اللون من الكتابة ظل هامشياً ، وإن كانت تضاريس الحياة الأدبية قد تمحضت عن كاتبه وهو حسين عفيف المحامي ، ولذلك ظل يدافع عنه ويدعو إليه ، ويشرح أسسه كجنس من الكتابة الفنية لها وجودها المستقل عملت جماعة مجلة ( شعر) اللبنانية على نمو قصيدة النثر على يد كل من أنسي الحاج ، وأدونيس ، وشوقي أبو شقرا ويوسف الخال وفؤاد رفقه.
* موسيقى قصيدة النثر:- بدأت قصيدة النثر كتعبير شعري يعتمد على شكل من الإيقاع النفسي في الشعر العربي الحديث منذ أواخر الستينيات ([8]).
وقصيدة النثر كما تبدت في أعمال توفيق صايغ وجبر إبراهيم جبرا ومحمد الماغوط وأنسي الحاج وفي بعض أعمال أدونيس ويوسف الخال وشوقي أبو شقرا ، تختلف اختلافا بينا عن ذلك الشعر المنثور الذي رأينا طرفا منه عند أمين الريحاني من قبل ، فهذا الأخير يخضع لشكل من التلوين الموسيقي الخارجي المعتمد على بعض الزخرفة اللفظية.
فألغت قصيدة النثر كلية الموسيقى الظاهرة في كل أشكالها . فلم تعد القصيدة تعتمد في إحداث التوتر النفسي على التوقيت الموسيقى الموقع ، سواء في أسلوبه المتوقع أو المفتوح ، وإنما أصبحت كما يقول أدونيس في مجلة شعر البيروتية العدد 14- ربيع 1960م " قفزة خارج الحواجز كلها وتمرداً أعلى ) باعتمادها في صورتها الموسيقية على الإيقاع الذاتي الخاص ، الذي تبدى كإيقاع حدسي ندركه خلال إدراكنا للتجربة الشعرية ، فلا يمكن نشعر به شعوراً مسبقاً على إدراك التجربة كما يحدث مادة بالنسبة للموسيقى الشكلية الخارجية التي تتصل أو ما تتصل بالحواس ، وإنعكاسها على الانفعالات ([9]).

ونظرة في بعض نماذج قصيدة النثر ، ستوضح لنا بشكل أدق هذه الخصائص الداخلية " للصورة الموسيقية في قصيدة النثر ، يقول محمد الماغوط في قصيدته ( مصافحة في أيار) ([10])..:- هل وجدت عملا / - لا / - هل كتبت شيئا؟ / - لا /هل أحببت أحدا / - لا فهذا المنولوج الشعري إلى جانب ما فيه من سيولة نثرية ، يمتلك أهم خصائص الموسيقى كلغة شعرية وهي الشحنة الانفعالية المتوترة.
لقد اعتمدت قصيدة النثر بإلغائها كل ما يمكن من شكلية موسيقية خارجية على موسيقى داخلية تنبع من الحدس بالتجربة الشعرية كتجربة أحالت التفجر محل التسلسل والرؤيا محل التفسير نرى هذا بوضوح من خلال إدراكنا لقول أنسي الحاج مثلاً :-
جريمة الحرباء / أقدر أن أقول أي شيء ، أسلحتي تزدهر أو تخسف / وفقا للقمر أنا من شرفات المسافات ولي بينهم نصب شعره / ملتهب العظمة . صوتي بيت الموت ، وبيني لأي شيء / أقدر أن أقول للورقة للبذر والفأس بياضها جميع / ألواني.
وهكذا لم يعد الجمال الموسيقى المطلوب من الصورة الموسيقية في قصيدة جمالاً منسجماً منطقياً ، وإنما أصبح جمالاً – لا نكون مغاليين إذا وصفناه بأنه جمال موضوعي يتملص من كل محاولات التقنين القواعدي.
إنها صورة ذاتية خاصة تسوقها مشاعر التجربة كبعد نفس لها كما يقول جبرا إبراهيم جبرا في قصيدته ( قدحاً ملأت بألفاظي ): هذه خمرنا : ألفاظنا المقطرة / للشاعر في حشانا / للحس في دمانا للرعب في رؤانا / نصبها وإن نفدن / لعشاقنا ، مبغضينا / فتطلق منهم كالحميا ، القلب واللسانا / ونشغل الناس ولو ليلة / بحشانا ودمانا ورؤانا.
* البناء الفني لقصيدة النثر:- تتحرر قصيدة النثر عن سلطة النظام الموسيقي التقليدي للقصيدة ( الوزن والقافية ) وتكتفي بموسيقية السطر الشعري أو الجملة الشعرية وكلتاهما تعتمد على تقنيات فنية عدة لنسج منظومة الموسيقى التي تشكل في النهاية نمطا خاصاً من الموسيقى ، وقصيدة النثر – أيضاً نظام موسيقى لكنه يظل في تكوينه ذات خصوصية ( موسيقى لكنها ليست موسيقى الخضوع للإيقاعات القديمة . بل هي موسيقى الاستجابة لإيقاع تجاربنا وحياتنا ، وهو إيقاع يتجدد كل لحظة.
ويمتاز البناء الفني لقصيدة النثر بعدة مميزات وخصائص أهمها:-
* أولاً:- أصحاب قصيدة النثر يرجعون موسيقى هذا النمط الكتابي إلى ( إيقاع داخلي) ينبني على تقنيات مختلفة تخلق للقصيدة نظاماً إيقاعياً خاصاً قائماً على أساس تكراره واستعادة بعض العبارات والكلمات والصور بأشكال مختلفة ، مثل تكرار كلمة بعينها ، وعودة لازمة معينة على مراحل منتظمة ، كما نجد في قصيدة ( خالد باطرفي) حيرة يقول:-
ربما كنت نوراً .. ربما كنت ناراً .. لست أدري.
ربما كنت بعثك .. ربما كنت بعثي .. لست أدري.

وفي نهاية القصيدة يقول :- أنت يا متكأ الجفن الذي امتد سهره .. وملتقى الدرب
الذي تاه دربه ، وجوى العاشق الذي طال سهره .. تمتطين النور وتنفثين النار ..
وأنا فيك يا وصالي

لم أعد .. لم أعد .. لم أعد أدري.
ثانياً: تعتمد قصيدة النثر على تفاعلات الموسيقى الداخلية ، وهي بذلك تحرص على إيجاد كل تقنيات هذا النوع من الموسيقى عند تشكيل السطر الشعري أو الجملة الشعرية ، والموسيقى الداخلية تعتمد في تقنياتها على جملة من الفنيات كالتكرار والإزاحة الدلالية والتوازي وحروف المد وتزاوج الحروف والكلمات ، بجرسها وعلائقها النغمية والبصرية تعكس خلفية الحالة الانفعالية والاقتصاد الأدائي ، والانفتاح الدلالي ، والتجانس ، والتنغيم وصيغ المشتقات والتقطيع والتركيب الصوتي من خلال التقابلات الثنائية ، الإيقاع الصاعد مقابل الإيقاع الهابط ([11])، ونلحظ هذا واضحاً في نصوص " صالح الحربي" : قلب نقي / أنامل رقيقة طويلة / رجل تقي تغتابه تقاليد / طفل شقي / يمارس فنون .. / لحن شجي / يتغنى به عاشق صعلوك / بجوار / قبر القتيل.
*ثالثا:- الإيقاع في قصيدة النثر هو محصول للعلاقات الداخلية للقصيدة ، أي هناك ارتباط وثيق بالدلالة المرتبطة أساساً بالصياغة اللغوية ، هذه الصياغة التي هي عبارة عن سلسلة من الحركات الصوتية المقترنة بسلسلة من الحركات الفكرية ، وحركة مرتكزها الأساسي الدلالة اللغوية المصاغة ، تسير مع النص ، وتنهض في نسيج مكوناته لتوليد الدلالة النهائية ، بحيث تكون هناك علاقة تأثير وتأثر بين الإيقاع والدلالة.
وقصيدة النثر تعتمد على الجملة الشعرية التي تقابل السطر الشعري في شعر التفعيلة وتمثل الوحدة في قصيدة النثر ، والجملة الشعرية في قصيدة النثر تختلف عن السطر الشعري من حيث عدد التفعيلات وتشكيلاتها وتكرارها ،وفق ما سنته نازك الملائكة في ترتيب تفعيلات السطر الشعري : مستفلعن مستفعلن مستفعلن فاعلن / مستفعلن فاعلن / فاعلن / مستفعلن مستفعلن مستفعلن فاعلن.
والجملة الشعرية تختلف عن السطر الشعري مع أن كليهما بنية موسيقية ، والسطر الشعري قد يصل إلى تسع تفعيلات ، والجملة الشعرية نفس واحد ممتد قد تمثل سطر شعري أو أكثر ، والوقفات وسيلة إذا استعصى استمرار نفس الجملة ولها قانون ينهجه الشاعر وفق مرئياته ، فقد تكون الوقفات بعد عدة سطور أو في السطر ذاته ، فهي بمثابة أثر تقطيعي لمراد قد يقصد إليه الشاعر ، والتوقف الذي يمارس الشاعر بعد عدة سطور شعرية أو في ذات السطر لا يعني بالضرورة دلالة صوتية ، بل إعلان لنهاية الدفقة الشعورية أو في ذات السطر لا يعني بالضرورة دلالة صوتية ، بل إعلان بنهاية الدفقة الشعرية وهناك قصائد نثرية قد تجمع ما بين نظام السطر الشعري والجملة الشعرية.
* التدوير وقصيدة النثر:-
يرى "صلاح فضل"([12])" أن التدوير في قصيدة النثر يكاد يمسح أثر الوزن في تكرار التفعيلة في السبيكة التعبيرية ، بما يجعل قضية بروز الإيقاع تتراجع في أهميتها ؛ لأن نظم هذا الكلام لا يغير من طبيعته شيئا جوهريا ؛ إذ إن السلك السردي قد حل محل العقد الموسيقي ؛ ولقد استدل الدكتور صلاح فضل على ذلك بقصائد الغزل الشعري لحلمي سالم والتي فيها:-

حزن خفيف على قصة الشعر.
وحنين إلى أن يراني من لم يكن يراني وأنا على باب المواساة.
هو ضابط لكنه يشبه المرسلين.
بينما تشبهين غادة التي أنجبت منذ شهرين.







314- وليد إبراهيم قصاب ، النيثرة (قصيدة النثر) إشكالية المصطلح والنشأة ، مجلة الأدب الإسلامي ، المجلد 16، العدد 63، رجب – رمضان 1430ه ، ص17
315- محمود خليل ، استطلاع (النثيرة قصيدة النثر) أزمة مصطلح أم أزمة موهبة ..؟! ، المرجع السابق ص27









316-حسن الهويمل ، قصيدة النثر و إشكالية الشكل والشرط ، مجلة علامات ، المجلد 13، النادي الأدبي بجدة ، ربيع الآخر 1425- يونيو 2004م ، ح52/ ص302-303.





317- محمود خليل ، استطلاع حول (النثيرة – قصيدة النثر) أزمة مصطلح أم أزمة هوية ، مجلة الأدب الإسلامي ، مرجع سابق ، ص30.
318- سهام القحطاني ، قصيدة الشعر السعودي ، مجلة علامات ، مرجع سابق ، ص417..



319- المرجع السابق ، ص427










320- كمال نشأت ، شعر الحداثة في مصر ، القاهرة ، الهيئة العامة للكتاب ، مكتبة الأسرة ، 2005، ص202-203
321- سلمي الخضراء الجيوشى ، الشعر العربي (تطوره مستقلة)، ص44










322- السعيد الورقي ، لغة الشعر العربي الحديث ، ص213.
323- محمد الماغوط ، غرفة بملايين الجدار ، بيروت ، دار العودة ، 1973، ص35.










324- سهام القحطاني ، قصيدة النثرفي الشعر السعودي ، مجلة علامات ، مرجع سابق ، ص439.





325- صلاح فضل ، نبرات الخطاب الشعري ، القاهرة ن الهيئة المصرية العامة للكتاب ، مكتبة الأسرة ، 2004، ص168.




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
استخدام الوسيلة التعليمية للباحث محمد عباس محمد عرابي محمس عربي الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 2 May 4, 2011 10:26 PM
تخريب الأطفال ليس تخريبا للباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي محمس عربي علم النفس 1 June 29, 2010 07:08 AM
تدريس الشعر للطلاب للباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي محمس عربي بحوث علمية 1 May 14, 2009 07:03 PM


الساعة الآن 10:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر