فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 17, 2007, 12:39 PM
 
الحقوق الحقيقية للمرأة (1)


د. سعد بن عبدالله البريك
بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم وبعض الأمم تنكر إنسانية المرأة ، وآخرون يرتابون بها ، وغيرهم يعترف بإنسانيتها ، ولكنه يعتبرها مخلوقاً خلق لخدمة الرجل ، وكان العرب في جاهليتهم يئدونها حية، وكانوا يعتبرونها سلعة تباع وتشترى لا قيمة لها ولا مقام ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" والله إنا كنا في جاهلية ما نعير للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم".
جاء الإسلام فكرَّمها، وأكَّد إنسانيتها ، وأهليتها للتكليف والمسؤولية والجزاء ودخول الجنة ، وجعل لها ما للرجل وعليها ما عليه ، لأنهما فرعان من شجرة واحدة ، متساويان في أصل النشأة ، وفي الخصائص الإنسانية العامة، ومتساويان في التكاليف والمسؤولية وفي الجزاء والمصير ، ولا قوام للإنسانية إلا بهما .قال تعالى {ولهن مثل الذي عليهن }.
وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال ". رواه أحمد وأبو داوود .
والتفضيل الحقيقي بينهما إنما يرجع إلى التقوى فقط { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
لكن الغرب وبعض الليبراليين الذين يحتطبون بحباله لم يرق لهم حال المرأة المسلمة وما أعطاها الإسلام من عز بعد ذل وكرامة بعد هوان وحقوق بعد حرمان وعلياء بعد ضِعة ، فأجلبوا بخيلهم ورجلهم عليها لإهانتها وإذلالها وجعلها ألعوبة في أيدي الرجال يرمونها إذا انتهت صلاحيتها ، كما أخبر تعالى عنهم بقوله {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً }.
بدأ الغرب غزواً مركزاً لإفساد المرأة من خلال عولمة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ومن خلال أدواته من بعض الكتاب والليبراليين ، مطالبين بإصلاح أوضاع المرأة المسلمة من منظور الغرب ورؤيتهالحضارية ، مرددين : لماذا فضل الرجال على النساء في الميراث والشهادة وغيرها ضاربين بعرض الحائط الحِكم التي لأجلها ميز الله تعالى المرأة ببعض الأحكام ، ومعرضين في نفس الوقت عن معالجة قضاياها الأساسية والملحة .
لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن المرأة ترث نصف ما يرثه الرجل { يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنثَيَيْنِ}.
وسبب تفاوت الميراث بين الذكر والأنثى راجع إلى تفاوت التكاليف الملقاة على كل منهما: فالرجل يلزم بدفع المهر ، وينفق لتأثيث بيت الزوجية ، ويستمر في الإنفاق على الزوجة والأولاد لإطعامهم وكسوتهم وتأمين الاستقرار لهم . أما المرأة فتأخذ المهر دون أن تكون مطالبة بالإسهام بشيء من نفقات البيت على نفسها ولا على أولادها ولو كانت غنية ، ومن هنا كانت العدالة أن يكون نصيبها من الميراث أقل من نصيب الرجل .
وهناك حالات يستوي فيها الميراث للذكر والأنثى ، كمثل مَن مات وله أبوان وأولاد فإن نصيب الأبوين سيكون متساوياً قال تعالى { وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ} وهذا فيه مساواة بين الأب والأم في الميراث .
وهذا التقسيم العادل لم تعرفه الديانات الأخرى ، فالتوراة على سبيل المثال تحرم المرأة من الميراث كلية حالوجود أشقاء لها : " فكلم الرب موسى قائلاً…أيما رجل مات و ليس له ابن تنقلون ملكه إلىابنته " (العدد 27/6-8) ، و يفهم من السياق أن وجود الابن يمنع توريث الابنة .
بل حتى القوانين الغربية لا تعرف تقسيم المواريث على هذا النحو الدقيق والشامل والعادل . يقول المفكر الغربي غوستاف لوبون عن ميراث المرأة في الإسلام : ومبادئ الميراث التي ينص عليها القرآن على جانب عظيم من العدل والإنصاف ، ويظهر لي من مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والإنجليزية أن الشريعة الإسلامية منحت الزوجات حقوقاً في الميراث لا تجد مثيلاً لها في قوانينا . (المرأة بعد السقوط 53) .
لكن بعض الليبراليين لا يرضيهم حكم الله في المواريث ولا يقنعهم شهادات المنصفين من الغربيين فشنوا هجوماً على نصيب المرأة متبعين المستشرقين في ذلك ومتغافلين عن الظلم الحقيقي الذي يقع فيه بعض النساء حيث تُحرم أحياناً من حقها في الميراث.والبعض يُلجئ الوارث من النساء إلى التنازل مقابل بعض المال، حتى لا تنتقل التركة إلى غير الرجال من الوارثين، بل إن بعض النساء باتت تعتقد أنه لا حق لها في المطالبة في حقها في الإرث ، والتي تتجرأ على المطالبة تنبذ وتقاطع وربما تضرب وتهان .
وليست هذه القضية الوحيدة التي يتجاهلها من يدعون الحرص على مصلحة الوطن والمجتمع من الليبراليين ، بل هناك قضايا كثيرة نال المرأة شيء من الحيف للحصول عليها، لكنهم همشوها لصالح المطالبة بقيادة السيارة والعمل السياسي وغيرها من الحقوق الزائفة .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للمرأة, الحقيقية, الحقوق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سبعون اسم للمرأة الطائر الحر مجلة المرأة والموضه 11 November 13, 2009 03:20 PM
سبعين صفه للمرأة روح زايد مجلة المرأة والموضه 13 July 21, 2008 03:16 PM


الساعة الآن 05:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر