فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > العلوم المتخصصة > علم النفس



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 7, 2009, 08:36 PM
 
Email تحليل الشخصية المضادة للمجتمع

من بين العوامل المؤثره في وحدة المجتمع وتفكيكه هو أتجاه الفرد نحو الآخرين، والمجتمع يتبلور لدى الفرد من خلال خبراته الشخصية وتأثير المجموعات التي ينتمي اليها، وتقع في مقدمتها الاسرة بما لديها من أساليب فعّالة في تكوين أتجاهات الفرد، زيادة على أستعداداته المسبقة لهذه الأتجاهات، وان هذه الاتجاهات قد توجَّه لصالح المجتمع او توجَّه ضده، فأن التغيير السلبي منها وأثبات الأيجابي يتطلب فهمها والرجوع الى أسباب نشأتها والعمل على تفسيرها ومحاولة تغيير السلبي منها.

والاتجاه المضاد للمجتمع هو ميل يتسم بمخالفة القانون والتخريب ضد مطالب المجتمع، وضد السلطة الاجتماعية، وعدم الاستعداد للسلوك الملتزم بالمعايير والقيم الاجتماعية، وبهذا يعد واحداً من الاتجاهات السلبيه الخطيرة الذي ادرج ضمن قآئمة أضطرابات الشخصية في معظم التصانيف الطبية، وان هذا الاضطراب يشكل مشكلة ذات أهمية خاصة. وطبقاً للتصنيف الطبي الأمريكي الصادر عام1994، فان الشخصية المضادة للمجتمع تكاد تكون شائعة في كل المجتمعات، حيث تشكل (1 %) من الأناث و(3%) من الذكور في المجتمع بشكل عام.

اولاً: مكونات الاتجاه المضاد للمجتمع
ان الاتجاه المضاد للمجتمع يتكون من أربعة عناصر أساسيه هي.
1. المكوّن الأدراكي:Perceptual Compnent
2. هو عبارة عن المؤثرات الآنية التي يتسلمها الفرد نتيجةلاتصاله ببيئته الطبيعية والاجتماعية التي يدور حول موضوع معين كالسلوكيات غير الاجتماعية، ومن ثم تتكامل مجموعة الخبرات الجزئية التي تدور حول هذه السلوكيات ويتم تناسقها في وحدة كلية، وينتج عنها نوع من التعميم تتشكل في اساسها أتجاهات مضادة واضحة المعالم، او بمعنى آخر الصيغة الادراكية التي يتحدد في ضوئها أستجابة الفرد في هذا الموقف او غيره من المواقف(1).
2. المكون المعرفي:Cognitive Compnent
ويضم مجموعة من الافكار والمعتقدات والخبرات التي تكونت لدى الفرد عن المجتمع الذي يعيش فيه، عن طريق التلقين او عن طريق الممارسة المباشرة لقنوات الاتصال الثقافية الاخرى. وهو بمثابة المعلومات والمعارف التي توجد لدى الشخص عن موضوع الاتجاه (fish benin,1975,p:12).
3. المكون الانفعالي:Emotional Compnent
وهو احد المكونات الاساسية للاتجاه المضاد للمجتمع، الذي يعني الاستجابة الانفعالية التي يتخذها الفرد تجاه مثير معين، والذي بناءً على عمقه ودرجة استجابته يتميز الاتجاه القوي من الاتجاه الضعيف، فقد تكون استجابته قوية وهدامة او قد تكون ضعيفة ذات آثار قليلة حسب نوع المثير وشدته، وان الحكم المسبق للاتجاه المضاد للمجتمع اذ افتقد المضمون الانفعالي يصعب القول انه اتجاه مضاد للمجتمع (2).
4. المكون السلوكي Behavioural Component
وينطوي على اساليب الفرد السلوكية او التغييرات والاستجابات التي يقوم بها في موقف ما، وذلك بعد ادراكه ومعرفته وانفعاله في هذا الموقف، او عندما تتكامل جوانب الادراك، بالأضافة الى رصيد الخبرة والمعرفة التي تساعد على تكوين الانفعال وتوجيهه فيقوم الفرد بتقديم الاستجابه التي تتناسب مع هذا الانفعال والذي بدوره يقود الى السلوك المضاد للمجتمع، الذي يعبر عمّا يوجد لدى الفرد من مشاعر ومعتقدات تُجاه الآخرين والمجتمع، وعليه يُعدّ المكون السلوكي المظهر الصريح للاتجاه المضاد للمجتمع او النتيجة النهائية له(

ثانياً: المناحي الأساسية
لتفسير الاتجاه المضاد.
1. المنحى التكويني Structnym Approach تعود جذور هذا المنحى الىحقب عميقة في التاريخ، اذ يعد علماء وفلاسفة الاغريق اول من تنبه الى وجود علاقة بين سلوك الفرد وشكله الجسمي، وهذا المنحى يربط الاتجاه المضاد للمجتمع بمجموعة من العوامل البيلوجية والفسيولوجية وراثياً التكوين البنائي للانسان فهو ياخذ بالتفسير الفردي أي اخضاع الحالة للفحص الطبي بغية الوقوف على الخلل العضوي الذي تعاني منه، الى جانب ذلك فللوراثة اثر في تفسير التشابه الملحوظ في بعض الصفات الخلقية والجسمية والفكرية، فقد وجد شلسنكر(Schulsinger)
ان العوامل الوراثية تؤدي دوراً مهماً للاصابة بهذا النوع من اضطراب الشخصية، مما دفع اصحاب هذا المنحى الى النظر للمؤثرات البيئية نظرة ثانوية وأعطوا الاهمية الكبرى لنشأة الاتجاه المضاد للمجتمع للعوامل البيولوجية والفسيولوجية اي تتلخص وجهة نظرهم ان المنحرفين يتميزون منذ الولادة بتشويه او شذوذ تتمثل في سمات عضوية وصفات نفسية أنحطاطية سمّيت(وصمات الانحلال)، فالصفات النفسية للشخص المنحرف تبدو في ضعف الوازع الخلقي، والاندفاعية، والقسوة، والمزاج الحاد والغرور وضعف الاحساس بالألم وأنعدام الشفقة وان هذه الصفات تكون متأصلة في التكوين البيولوجي للفرد، اي يرى اصحاب هذا المنحى، ان شخصية الأنسان مرآة مماطبع في شخصيته من خصائص وراثية في جيناته قبل ان يولد، وهذا يعني ان الاتجاه المضاد للمجتمع نتاج لتركيبه البيولوجي المعيب.
المنحى النفسي : Psychological Approach
حاول كثير من علماء النفس دراسة سلوك الانسان وشخصيته في حالتي السواء واللاسواء، وذلك من اجل تفسير السلوك الانساني في اطار منطقي منظم، والتعرف على العلاقات بين هذا السلوك والعوامل الداخلية التي يعتقد انها تسببه من جهة، وعلاقة ذلك السلوك بالاهداف التي يسعى الى تحقيقها من جهة ثانية، وان هذه العوامل مجتمعة تكون الدوافع للسلوك، حيث ان اسباب السلوك تكمن في الدوافع وخبرات التعلم، وبسبب تعقد دوافع السلوك وتعدد متغيرات الشخصية، وتعدد اتجاهات القائمين بدراستها تبعاً للفلسفة التي يقتنيها والطريقة التي ينظر بها الى طبيعة الانسان، والغرض من وجوده في هذه الحياة لذلك تعددت وجهات النظر التي أبرزها وجهة نظر فرويد الذي يرى ان البناء العام للشخصية لدى الفرد ينبثق من ثلاثة اجزاء او انظمة متصلة مع بعضها ومتفاعلة فيما بينها، وهذه الاجزاء هي (الهو Id) والذي هو مصدر الطاقة الغريزية وفيه تكمن الرغبات القوية (اللذة) وخاصة الجنس، فضلاً عن العدوان المتمثل بغريزة الموت والأنا (Ego) فهو الجزء الواعي الذي يؤدي وظائف كالادراك والتذكر ويتمثل بالواقعية، والانا الاعلى (Super Ego) الذي يمثل القيم والمعايير الخلقية، ويفسر فرويد السلوك الأنساني، ولاسيما الأعراض العصابية او الاضطرابات الشخصية في ضوء التفاعل بين هذه الاجزاء او الانظمة.
ان البناء النفسي العام للشخصية المضادة للمجتمع، يخضع لمبدأ اللذة متجاهلاً مبدأ الواقع لضعف كفاءة الأنا وفشلها في التوفيق بين اشباع مطالب اللهو الغريزية والأنا الاعلى في الوقت نفسه، نتيجة لحدوث نكوص ويتم عن طريق هذا النكوص انكار الواقع وانطلاق الدوافع الغريزية ومن ثم اعادة اللبيدو نحو الموضوعات المكبوته التي هجرتها، وان الاتجاه المضاد للمجتمع ينشأ من استجابة القلق الناتج من كبت الدوافع الغريزية باستعمال حيل الدفاع النفسي المتعلقة .
2. منحى التعلم الاجتماعي:Social Learning Approach
ان الفكرة الأساسية التي يقوم عليها هذا المنحى هي ان التعلم يحدث من خلال انموذج اجتماعي (النموذجه MODELING) اي ان طريق مشاهدة الغير بارتكاب بعض السلوكيات وحين يحصل على تعزيز نتيجة لقيامه بهذا السلوك، فان غيره يميل الى تقليدهُ في سلوكهِ، مما يؤدي الى تعميم ذلك السلوك على أشخاص آخرين او حالات أخرى، ويركز منظّروا التعلم الاجتماعي على دور الظروف البيئية التي تقود الفرد الى أكتساب الاستجابات المختلفة، فاكتساب الشخص للسلوك لايعني بالضرورة انه يؤديه، اذ ان تادية السلوك النموذج يتوقف بشكل مباشر على توقعاته من نتائج التقليد.
وبصورة عامة يمكن القول ان الاتجاه المضاد للمجتمع ينشأ اساساً من خبرات التعلم الخاصة التي يمر بها الفرد من خلال قنوات التنشئة الاجتماعية وهم الوالدان ، والمدرسون، والأقران، وعليه فالتعلم الاجتماعي يؤدي الدور الرئيس في تحديد شكل الاتجاه المضاد.
3. المنحى المعرفي Cognitive Approach
ان الافتراض الاساسي الذي يقوم عليه هذا المنحى هو ان الناس يكونون مدفوعين على حالة من الانسجام او التوافق النفسي داخل نظام المعتقدات والاتجاهات التي يحملونها، وان حالة عدم الانسجام هي حالة غير مريحة تنتج التوتر، او قد تؤدي الى ضغوط نفسية تعمل على تغيير اتجاهات الفرد، فكلما ازداد حجم التناقض او عدم الانسجام، كلما زاد من امكانية تغيير الاتجاه والسلوك من اجل اعادة التوازن، وذلك عن طريق تصرفات ترقي الى تحقيق الأنساق المريح سايكولوجياً، وتعزى العلاقة غير المتسقة بين المعارف الى صورة مختلفة، كاللاتوازن، واللاتطابق والاتطابق، والتناشز المعرفي، وعلى نحو متشابه تثير هذه العلاقات غير المتسقه أما توتراً او شداً تجاه الأنساق او الانسجام على التوالي.Shaw & Costanzo 1985.199
وتفرض هذه النظريات تعديلاً معرفياً عن العالم وبذلك ترى ان الناس يفكرون باتجاهاتهم ويزنون معتقداتهم ويتخذون اختيارات واعية لتغييراتجاهاتهم او سلوكياتهم.

ثالثاً: خصائص الشخصية المضادة للمجتمع

يمكن تحديد بعض الخصائص الدالة للاتجاة المضاد للمجتمع من خلال الأدبيات المتعلقة بالشخصية السايكولوباثية او الشخصية المضادة للمجتمع او السلوك المضاد للمجتمع ومن هذه الخصائص هي:
1. ضعف القدره على الانتفاع من الخبرة (يميلون للمعيشة في اللحظة الراهنة فقط).
2. ضعف القدرة على تكوين علاقات ذات معنى اجتماعي.
3. الاندفاعية والتهور دون حسبان لمشاعر الآخرين.
4. احساس ضعيف بالأخلاقية (عدم الشعور بالخجل).
5. نمط متواتر من اللسوك المضاد للمجتمع (عدوان، سرقة، غش، كذب... الخ).
6. ضعف القدرة على الأحساس بالذنب ينسون نتائج اعمالهم السيئة).
7. تأخر النضج الاجتماعي.
8. الفشل في أظهار الأنساق، واصحاب الشخصية المضادة للمجتمع يفتقرون الى الثبات.
9. الميل للانانية والتمركز حول الذات.
10. عدم المبالاة بالمعايير الاجتماعية
__________________
أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين
https://www.panoora.com/2min.htm

"اللهم اني اسألك ايمانا لا يرتد ، ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في اعلى جنات الخلد"

التعديل الأخير تم بواسطة Sma Elislam ; November 25, 2009 الساعة 09:15 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم November 8, 2009, 06:49 PM
 
رد: تالشخصية المضادة للمجتمع

صحيح و هذه النوعية من الشخصيات
منتشرة جدا

نسأل الله الهداية للجميع
بوركتم

يستحق التقييم

__________________





رد مع اقتباس
  #3  
قديم November 9, 2009, 09:00 PM
 
رد: تالشخصية المضادة للمجتمع

مشكور اخي على ردك القيم لي وتقييمك
زيارتك اسعدتني جدا
وردك زاد تالقا لموضوعي
تحياتي واحتراماتي
__________________
أمحو ذنوبك في خلال دقيقتين
https://www.panoora.com/2min.htm

"اللهم اني اسألك ايمانا لا يرتد ، ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في اعلى جنات الخلد"
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)




الساعة الآن 02:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر