مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   مقالات الكُتّاب (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_215.html)
-   -   أسباب حوادث المرور (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_248518.html)

أمينة سالم December 16, 2010 06:22 PM

أسباب حوادث المرور
 
شبكة النبأ: أظهرت دراسة علمية أن القيادة المتهورة للسيارات سببُها جيني، وأن أولئك الذين يقومون بمثل ذلك يعانون من طفرة جينية تؤثر في قدرتهم في القيادة الصحيحة، وغالباً ما يؤدي بهم إلى المعاناة في فحص القيادة.

وتزامنا مع هذا الطرح كشفَ مسح بريطاني حديث إن قرابة نصف مليون حادثة سير تتسبب بها النساء سنوياً، والسبب في ذلك انشغالهن بالتبرج أثناء قيادة السيارة في نفس الوقت. حيث اعترفت خُمس النساء في المسح بإنشغالهن بوضع "الماسكرا" أثناء القيادة...


في حين أظهرت بيانات ان أكثر من 5800 شخص قتلوا واصيب 515 ألف بجروح في حوادث للسيارات في الولايات المتحدة العام الماضي بسبب انشغال السائق باشياء اخرى اثناء القيادة.


السياقة المتهورة طفرة جينية
وبيّنت الدراسة التي قام بها الباحث ستيفن كرامر، ونشرت في مجلة "سيريبرال كورتكس" الطبية، أن 30 في المائة من الذين يملكون الطفرة الجينية قد قدموا أداء سيئاً في اختبار قيادة السيارة، مقارنة بمن لا يعانون منها.

وقد تساعد دراسة كرامر وهو أستاذ علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، في الإجابة على سؤال حول وجود الكثير من السائقين المزعجين في شوارع كاليفورنيا، فقد بين كرامر أن 30 في المائة من الأمريكيين يملكون الطفرة الجينية المقصودة.


ففي الأوضاع الطبيعية، عندما يبدأ الإنسان القيام بمهمة ما، فإن بروتيناً يدعي bdnf يفرز من الدماغ يترافق مع البدء بالمهمة، ويساعد البروتين في تسهيل الاتصال بين خلايا الدماغ والحفاظ على الذاكرة. بحسب سي ان ان.


ووجد كرامر في دراسته أن الناس الذين لديهم طفرة جينية، يكون إفراز bdnf محدوداً، ويقول كرامر : "هؤلاء الناس يرتكبون الأخطاء أولاً بأول، وبعد فترة ينسون ما تعلموه من أخطائهم."


وأجرى كرامر وفريق البحث الذي رافقه الدراسة على 29 شخصاً، منهم 22 لا يملكون طفرة جينية، عن طريق الطلب منهم قيادة السيارة في محاكاة لحلبة السباقات وطلب منهم الدوران 15 دورة.

لندن: نصف مليون حادثة سير سنوياً والسبب تبرّج النساء
وكشف مسح بريطاني حديث إن قرابة نصف مليون حادثة سير تتسبب بها النساء سنوياً، والسبب في ذلك انشغالهن بالتبرج أثناء قيادة السيارة في نفس الوقت.

واعترفت خُمس النساء في المسح الذي أجرته شركة "دايموند" للتأمين ونشرته "التلغراف"، بإنشغالهن بوضع "الماسكرا" أثناء القيادة، ما يعادل 2.7 مليون امرأة من إجمالي 15 مليون امرأة يقدن سيارات في بريطانيا.


وأقرت ثلاثة في المائة من النساء بأن انشغالهن بوضع المكياج أثناء القيادة كان السبب في حوادث السير.


وأظهر المسح أن صغيرات السن، ممن تتراوح أعمارهن بين سن 17 وحتى 21 عاماً، يعطين الأولوية لمظهرهن أثناء القيادة على تطبيق شروط السلامة، مما يجعل منهن النسبة الغالبة في التسبب بحوادث سير.


واعترفت 27 في المائة منهن بانشغالهن بالتبرج أثناء الحوادث، وقالت 9 في المائة ممن بلغت أعمارهن 18 عاماً أو أقل، أنهن تسببن بحوادث أثناء وضع المكياج.


وتراجع المعدل إلى 6 في المائة بين المتسببات في حوادث السير ممن تعدت أعمارهن 56 عاماً وما فوق.


وجاء المسح الذي شاركت فيه 4 آلاف امرأة بعد عام من تطبيق السلطات البريطانية لعقوبات جديدة قد تفضي بالسجن حتى عامين في حوادث الدهس التي تفضي للموت.


وقال سيان لويس، مدير "دايموند": "نعيش نمط حياة سريع الوتيرة..ولكن ذلك لا يعني التبرج أثناء القيادة.. هل وضع الماسكرا أهم من سلامتك وسلامة الآخرين؟ وأضاف: "النساء عرفن بقدرتهن على القيام بشيئين في آن واحد، لكن ذلك لا ينطق على القيادة بلا ريب."

ضحايا الإنشغال أثناء القيادة أكثر من نصف مليون شخص في أمريكا
وفي امريكا أظهرت بيانات ان أكثر من 5800 شخص قتلوا واصيب 515 ألف بجروح في حوادث للسيارات في الولايات المتحدة العام الماضي بسبب انشغال السائق باشياء اخرى اثناء القيادة.

واعلنت هذه الارقام المستقاة من تقارير للشرطة في بداية مؤتمر حكومي حول استخدام الهاتف المحمول وكتابة الرسائل النصية القصيرة واشياء اخرى تشتت انتباه السائق اثناء القيادة يرأسه وزير النقل راي لحود.


وقال مسؤولون بوزارة النقل وخبراء السلامة ان الارقام كبيرة لكنها ربما لا تعكس حجم المشكلة بالكامل لان من الصعب تحديد تشتت الذهن كسبب للحوادث وخصوصا في الحوادث القاتلة.


وركز مسؤولو السلامة على استخدام الهاتف المحمول وكتابة الرسائل النصية القصيرة وتناول الطعام والتحدث مع ركاب في السيارة والانشغال بالاذاعة المسموعة او اجهزة التحكم في السيارة كاسباب رئيسية للحوادث الناتجة عن تشتت ذهن السائق.


ويساند مصنعو السيارات وصناعة اجهزة الاتصالات اللاسلكية والمشرعون وجماعات اخرى جهود الولايات والجهود المحلية لحظر كتابة الرسائل النصية القصيرة أثناء القيادة لكن ادراج التحدث في الهاتف المحمول أثناء القيادة ضمن المخالفات يلقى دعما أقل.


والاحصاءات الخاصة بتشتت الذهن أثناء القيادة محدودة بشكل عام ولا تظهر البيانات سببا محددا لكل حادث.


وبشكل عام انخفضت الحوادث المرورية والخسائر البشرية الناجمة عنها العام الماضي لكن نسبة الحوادث القاتلة المرتبطة بتشتت الذهن أثناء القيادة ارتفعت من 11 في المئة في 2004 الي 16 في المئة في 2008.


وشكل قائدو السيارات الذين تقل اعمارهم عن 20 عاما 16 في المئة من حوادث القاتلة الناتجة عن تشتت ذهن السائق. وشكل الذين تتراوح اعمارهم بين 20 عاما و29 عاما 12 في المئة من تلك الحوادث.


تشتّت الذهن.. السبب الأول لحوادث السير

وفي الوقت الذي يعترف 72 % من سائقي السيارات في الولايات المتحدة بأنهم يعملون أكثر من مجرّد القيادة عندما يجلسون داخل مَركباتهم، تفيد شركات التأمين أن التكلم بالهاتف النقال والأكل أو الشرب تشتّت الذهن، وبالتالي تتصدّر قائمة أسباب حوادث المرور.


وبينما يقول 80 % من الذين تتراوح أعمارهم بين 18و44 سنة، إنهم يقومون بأكثر من عمل أثناء القيادة ولا تتجاوز النسبة 60 % بين فئة 16-17 سنة، يرتفع المعدّل إلى 65 % بين الذين هم في عمر 45 إلى 61 سنة.


ويؤكد تقرير صادر عن «الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة» أن تشتّت ذهن السائق هو السبب الرئيسي في 80 % من حوادث السير، و65 % من احتمالات حدوثها، خلال الثواني الثلاث التي تسبق وقوعها. بحسب صحيفة نيويورك تايمز.


ويأتي التحدّث بالهاتف النقال على رأس قائمة العوامل المُشتتة لذهن السائق، على قدم المساواة مع طلب رقم ما، أو الاستماع إلى شخص على الطرف الآخر، مع الأخذ في الاعتبار أن طلب رقم هو الأخطر، بالرغم من أن حدوثه أقلّ. أمّا محاولة تناول شيء متحرك داخل السيارة، فإنه يزيد من نسبة الحوادث، أو احتمال وقوعها بمقدار 9 مرات، وإمعان النظر إلى شيء في الخارج بمقدار 3.5 مرات، ووضع مساحيق التجميل 3 مرات، والعبث بشيء باليدين 3 مرات، والتحدّث أو الاستماع بواسطة أداة في اليد 1.3 مرة.


ويصف ديفيد ماير، أستاذ علم النفس في جامعة ميتشيغان، حالة السائق الذي يستخدم الهاتف النقال أثناء القيادة بأنها أقرب إلى حالة مَن يكون قد تناولَ دواءً مُنوّماً.


مصرع 1530 شخصا في حوادث سير في تونس

وفي تونس كشفت دراسة ان اربعة اشخاص يلقون مصرعهم يوميا في حوادث سير في تونس، موضحة ان عدد ضحايا هذه الحوادث بلغ 1530 في 2008، رغم حملات التوعية المكثفة على مدار السنة.


واوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرا الجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرق ان "عدد الضحايا في تزايد رغم تراجع عدد حوادث السير في الفترة بين 2007 و2008".


وافادت ان "مجمل الحوادث خلال السنة المنقضية بلغ 10073 نتج عنه 1530 قتيلا في حين اودى 10681 حادث سير بحياة 1497 شخص العام 2007".


وافادت الجمعية ان عدد المصابين والجرحى بقي مرتفعا خلال الفترة نفسها وبلغ 14 الفا بمعدل 38 جريح في اليوم العام 2008 بعد ان سجلت 14 اصابة العام 2007". واكدت ان "قرابة 29 بالمئة من المجموع العام للقتلى سقطوا في حوادث ناجمة عن السرعة المفرطة رغم حملات التوعية". بحسب فرانس برس.


والى جانب الخسائر البشرية الناجمة عن حوادث السير، بلغت الخسائر المادية نحو 95 الف دولار، وللحد من هذه الظاهرة تقوم السلطات التونسية بعمليات توعية على مدار السنة.


استخدام مقاعد السيارات خارجها اصاب 43 الف طفل

وقال باحثون إن الآباء ومقدّمي الرعاية الذين يضعون مقاعد السيارة المخصصة للاطفال على الأسرّة ومناضد المطبخ وأماكن اخرى خارج السيارة اصابوا 43 الف طفل أمريكي على مدار خمس سنوات.


وابلغ الباحثون اجتماعا للاكاديمية الامريكية لطب الاطفال ان اكثر من 3400 طفل اصيبوا بشكل يتطلب العلاج بالمستشفى.


وقال الدكتور شيتال باريخ من مستشفى المركز الطبي للاطفال في سنسيناتي للاجتماع "تعلم الكثير من العائلات اهمية ربط رضيع في مقعد السيارة ولكنهم لا يعرفون مخاطر استخدام المقاعد المخصصة للاطفال في السيارات كحوامل او وضعها على مناضد او اسرة."


وقال ان معظم الاطفال يتعرضون لاصابة في الرأس ولكن يتعرضون ايضا لكسر عظام الساق والذراع.


وقال باريخ في بيان "عندما يضع الوالدان او مقدمو الرعاية مقعد السيارة المخصص للاطفال على المنضدة او على سطح مرتفع يمكن للطفل ان يهتز وينتهي به الامر بالسقوط من على المقعد على الارض مما يؤدي الى اصابات خطيرة.
فضلا لا امرا انقر هنا

أمينة سالم December 16, 2010 08:35 PM

رد: أسباب حوادث المرور
 
د_ محمد طالب عبيدات
بالرغم من التصريحات الرسمية التي تؤشر الى انخفاض نسبة المركبات المساهمة بالحوادث وكذلك أعداد الحوادث، وبالرغم من الجهود التشاركية الرسمية والأهلية المبذولة والتي تبذل منذ توجيهات جلالة الملك ومتابعاته الحثيثة للحكومة في العام المنصرم لإيجاد حلول عملية لمشاكل المرور ووضعها على سلّم الأولويات وجعلها همّا وطنيا، الاّ أن حوادث المرور من تدهور ودهس وصدم وانقلاب وغيرها باتت تؤرق الجميع لتصبح إحدى المشاكل اليومية، فهي تؤرق الدولة والمجتمع والأسر والمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد على السواء بغض النظر عن دورهم سواء كانوا سائقين أو مشاة أو حتى من يجلسون في منازلهم. ولعل تفاقم هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة ينم عن عدم انسجام بين مهارة وفن السياقة من جهة والأخلاقيات والقوانين الضابطة لها من جهة أخرى. فحوادث المرور أصبحت أكثر الأسباب لحدوث الوفيات والإعاقات للفئة العمرية دون 35 عاما، وحوادث المرور أيضا تعد في المرتبة الثانية كمسبب للوفيات بعد أمراض القلب والجلطات وأمراض الجهاز التنفسي.

ولعل إطلالة سريعة على حجم تفاقم هذه الظاهرة في الأردن يعزز لدى القيادة وأصحاب القرار والمجتمع برمته ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة للحد من هذه الظاهرة وعواقبها الوخيمة على الجميع. ففي الأردن اليوم ما يربو عن تسعمائة ألف مركبة (ويصل الرقم الى حوالي مليون ونصف سيارة في الصيف) -أي مركبة لكل حوالي ستة الى سبعة أشخاص وربما بالمعدل مركبة لكل أسرة- ورغم أن بعض الأسر لديها من ثلاث إلى أربع سيارات أو أكثر. وفي الأردن تعتبر حوادث المرور السبب الأول للوفيات وأن العنصر البشري أي السائق يتحمل المسؤولية العظمى للحوادث حيث تصل نسبة مساهمته في الحادث حوالي 85%، وبينما المركبة والطريق والظروف البيئية والجوية لا تتعدى نسبتها مجتمعة عن 15% من نسبة المساهمة في أسباب الحوادث المرورية، أي أقل بكثير من السائق. وفي الأردن سجل معدّل السنوات الخمس الأخيرة حوالي 12-13 وفاة لكل عشرة آلاف مركبة، وحوالي 300 جريح لكل عشرة آلاف مركبة، وحوالي 1100 حادث لكل عشرة آلاف مركبة، وهذه أرقام عالية نسبيا إذا ما قورنت في الدول المتقدمة مثل النرويج والسويد التي وضعت رؤية مرورية للقضاء على حوادث المرور وليس الحد منها ووضعت رؤية صفرا أو لا للوفيات الناتجة عن حوادث المرور! وهذه الأرقام بحد ذاتها تؤشر إلى أننا نتجه صوب كارثة إنسانية أخطر من الإرهاب والبراكين والزلازل والحروب! وللأسف فان حوادث المرور باتت تشكل حربا غير معلنة وتقتل وتزهق أرواح الأبرياء باطراد!

وهذا ما حدا برأس الدولة الأردنية جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين المعظم لأن يوجّه رسالة للحكومة في العام الماضي لوضع ضوابط للسيطرة على الحوادث المرورية من الجوانب والمفاصل كافة وفق منظومة متكاملة بدءا من تأهيل وتدريب السواقين ومرورا بضبط سلوكيات وأخلاقيات السائقين والمشاة والتصميم الهندسي للطرق والإرشادات المرورية ووصولا إلى تغيير ثقافة وممارسات السير والمرور.

وتظهر الأرقام والمؤشرات والاحصائيات المرورية أن فئة الشباب واليافعين هم الأكثر عرضة للحوادث المرورية ويرجع ذلك إلى أسباب عدة منها على سبيل المثال لا الحصر غياب دور الأسرة والمدرسة في التربية والثقافة والوعي المروري لدى الشباب، وقلة الأرصفة وعدم تأثيث الطرق بوسائل السلامة المرورية الكافية مما يسبب اختلاط المشاة مع المركبات في الشوارع وتعرضهم للدهس وخصوصا في الشوارع المكتظة داخل المدن، ومن الأسباب أيضا عدم التزام بعض السائقين بالقوانين والأنظمة وعدم احترام المشاة وحقهم في استخدام الطريق إبان العبور من ممرات المشاة، وعدم وجود ممرات للمشاة أحيانا وربما عدم وجود ثقافة استخدام ممرات المشاة، ووقوع بعض المدارس على الطرق والشوارع الرئيسية، وقلة الأماكن الخاصة بالتنزه والحدائق وأماكن الترفيه. وهذا أيضا ما يعزز ضرورة التركيز على فئة الشباب في خلق حالة من الوعي المروري خصوصا وأن فئة (18-30) عاما من الشباب ممن يحق لهم السوقة بعد أخذ الرخصة القانونية يشكلون حوالي 25% من المجتمع، مما يؤشر بأن هذه الفئة هي الضحية وهي أيضا المسبب في الحوادث المرورية.

إننا بحاجة ماسّة اليوم وقبل الغد لتربية السلوك المروري لأجل التعرف على قواعد السلامة المرورية والسلامة العامة على الطرقات، ولمعرفة أهمية قوانين وأنظمة المرور على الطرقات، ولمعرفة آداب المرور لتجنب الحوادث، ولمعرفة التعامل مع المركبات في جميع الأحوال والظروف الجوية والبيئات المختلفة، ولمعرفة وتقدير ظروف الآخرين من سائقين ومشاة، ولمعرفة الاتجاهات المرورية الصحيحة ليشكل كل ذلك سلوكا رشيدا وقيمة إيجابية لدى الناشئة والشباب.

وتشكل منظومة الأسرة ووسائل الإعلام والمناهج التربوية والتطبيق الأمثل لقوانين السير أساسيات تربوية وقيمية وتوعوية لأجل تجنب الناشئة والشباب لحوادث المرور سواء كمسببين في الحوادث أو أن تقع عليهم الحوادث المرورية. فالمناهج المدرسية والجامعية بحاجة إلى مادة علمية لإظهار إرشادات المرور الآمن ونظرياتها وقواعدها وطرق السير على الطرقات وكيف تكون بطرق سليمة سواء للسائقين أو المشاة، والأسرة ربما تكون الركيزة الأساس في إعطاء الجرعة التوعوية المثلى للتربية المرورية لتعزيز الخلق والذوق والأدب والقيمة للالتزام بقواعد المرور، ودور وسائل الإعلام كبير أيضا في تعزيز الفكر والسلوك والممارسة وإظهار الممارسات الخطيرة على الشباب أو الأطفال.

ولعل المساهمة في عمل حراك مجتمعي حول الموضوع من خلال الندوات والورش والمحاضرات التوعوية الحوارية يثري الوعي العام حول مشاكل المرور، ولربما أيضا من خلال خلق ثقافة مجتمعية نابذة للقبول بإسقاط حقوق الناس الذين وقع عليهم الحادث وجعل ثقافة القانون هي الأصل في هذا المجال، وان كنا نعتز بأعرافنا العشائرية وإصلاح ذات البين إلا أننا أيضا نؤكد هنا أن الإصلاح يكون منقوصا في حال وقوع مغبّة بالإكراه أو بالاستحياء على الآخرين، لأن هذا النوع من الصلح يعطي الضوء الأخضر للغير للتمادي في الحوادث المرورية لأن الثمن بخس ولربما يكون احتساء فنجان قهوة أحيانا!

كما أن التدريب العملي على التعامل مع البيئة المرورية وممرات المشاة وزيادة الجرعة المرورية والكفاية في المفاهيم المرورية في المناهج والكتب، والندوات المجتمعية، وتفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والتكنولوجي، واستخدام وسائل السلامة المرورية لدى الأطفال والشباب كحزام الأمان، ومعرفة خطورة الجلوس في المقعد الأمامي بالنسبة للأطفال، وتفعيل حملات التوعية المرورية، وإناطة دور مهم للأسرة، وتفعيل دور الجمعيات والأندية التطوعية ومراكز الشباب لتأهيل الشباب، وتفعيل قانون سير عصري ليس مبني على تغليظ العقوبات فحسب بل رؤى أساسها الحد من الحوادث ويطبق بعدالة إبان تفعيله، كلها تشكل أدوارا تكاملية لأجل خلق حالة تشاركية ومسؤولية جماعية للحد من حوادث المرور.
كما أن المدارس من الممكن أن تساعد في نشر مفاهيم السلامة العامة واحترام القوانين والأنظمة وخصوصاً تلك المتعلقة بالسير، وذلك عبر تنظيم الندوات والمحاضرات والنشاطات داخل المدارس الرسمية والخاصة. إضافة إلى تعميم مبادئ القيادة السليمة، وتوزيع المناشير، وتعليق الصور داخل المدارس، والمطالبة بمناقشة مضمونها مع الأهل، وتنظيم الأبحاث والدراسات والأناشيد المتعلقة بالمواضيع التي تدور في مجال السلامة العامة. لأن مسؤولية التوعية على حوادث السير المدرسية هي مشتركة بين الدولة والمدرسة والأهل والجمعيات الأهلية والإعلام.
والظاهرة الخطيرة في هذه الأيام هي ازدياد عدد ضحايا الحوادث المرورية الناتجة عن الحافلات العمومية والتي تؤدي إلى حوادث القتل الجماعي، والتي تنتج عن عدم الوعي المروري لدى العديد من سائقي المركبات وتحديدا البعض من سائقي الحافلات العمومية. مما يشكل مآسي وطنية تهز مشاعر المجتمع برمته. ولربما يمكن ملاحظة ومتابعة أخطاء هؤلاء السائقين من خلال مركبات متحركة مزودة برادارات متحركة تلتقط مخالفاتهم كالسرعة الزائدة أو تغيير المسارب والتي تتسبب بالازدحام المروري أو الوقوف الخاطئ أو التجاوز الخاطئ وغيرها، وزيادة عدد المباحث المرورية لضبط مخالفات سائقي المركبات العمومية، إضافة إلى الحملات اليومية والروتينية على مختلف الطرق الخارجية والداخلية.

كما أن ظاهرة استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة وخصوصا بين فئة الشباب تشكل خطورة لا يحمد عقباها، ولربما استخدام أسلوب التثقيف والتوعية أجدى في هذا المضمار، وان كان القانون يمنع استخدام الهاتف النقال أبان القيادة. ولربما أيضا نشجع الشباب على استخدام وسائل النقل العام أكثر من السيارات الخصوصية والتي باتت تشكل أزمات مرورية خانقة أثناء الذروة من أوقات الصباح أو الظهيرة. ولربما ضبط السلوكيات الخاطئة لدى بعض المراهقين أثناء القيادة يساهم في التخفيف من مشكلة حوادث المرور أو الحد منها. ولربما نحتاج لرفع سن الحصول على رخصة القيادة إلى عشرين عاما أو نحتاج إلى تشديد قوانين مدارس السواقة والتأكيد على فترة سواقة مناسبة قبل إعطائه الرخصة. ولربما نحتاج لزيادة أعداد وتوزيع وجود نوادٍ للسيارات وفتح قسم في إدارة السير للتنسيق بين الأهل وإدارة السير بخصوص المراهقين من السائقين الذي لا يستطيعون السيطرة عليه وإعطاء المعلومات المناسبة لإدارة السير لترى المصلحة المناسبة للشاب وأهله ووطنه والمجتمع، ولربما نحتاج بعض الإصلاحات التصميمية للطرق من حيث المداخل والمخارج والسعة المرورية، ولربما نحتاج إلى عدم السماح للشاحنات والمركبات الكبيرة بالدخول للمدن إلا في أوقات محددة أسوة بالدول المتقدمة، ولربما نحتاج إلى المساواة والعدل بالتعامل مع السائق بغض النظر عن جنسه أو عمره، ولربما نحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك للحد من هذه الظاهرة المؤرقة وهذه الكوارث والمآسي وقضايا القتل الجماعي وعذاب الأسر والمجتمع والوطن!

الخلاصة أننا جميعا أطفالا وشبابا ونساء ورجالا وكهولا ومؤسسات عامة وخاصة ومجتمع وقطاعات وإعلام ومؤسسات تعليمية وجامعات وأسر تربوية ونقابة السواقين وهيئة التأمين مسؤولون بمسؤولية مشتركة تكافلية وتضامنية للحد من مخاطر حوادث الطرق والمرور بحكم انتمائنا للوطن وترابه الطهور لأنها باتت عدوا للوطن ومنجزاته واستثماراته التي تتركز في الإنسان الذي هو أغلى ما نملك، فهلّا بادرنا كل حسب استطاعته وحدود مسؤولياته!!


الساعة الآن 11:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر