مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   شخصيات عربية (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_143.html)
-   -   ...{ زبيدة غادة رشيد } ... بين التاريخ والواقع (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_269100.html)

ذكرى الرحيل April 14, 2011 01:27 PM

...{ زبيدة غادة رشيد } ... بين التاريخ والواقع
 
سقوف خشبية وطوب مبخور وأرابيسك

https://www.aawsat.com/2007/07/11/ima...ly1.427594.jpgواجهة المنزل وفي الاطار رسم للميزوني («الشرق الأوسط»)
يفنى الإنسان، وتبقي الأماكن شاهدة على سيرته وقصصه وحكاياته. عبارة قد تخطر على ذهن المتردد على شوارع رشيد تلك المدينة التي يلتقي عندها نهر النيل بالبحر المتوسط، والتي كانت في الماضي واحدة من موانئ مصر الشهيرة. الا أن شهرتها الحقيقية جاءت مع الحملة الفرنسية التي اجتاحت مصر في عام 1798 واستمرت بها حتى عام 1801. حيث يذكر التاريخ عثور علماء الحملة على حجر رشيد والذي عرف العالم من خلاله تفسير اللغة الهيروغليفية القديمة. والى جانب ذلك الحجر الذي منح رشيد شهرة عالمية، نجحت سيدة من أهل البلدة في لفت الانظار اليها، بعد زواجها من قائد الحملة مينو، الذي أسلم من أجل عيونها. كانت تلك المرأة هي زبيدة بنت محمد البواب، التي ما زال منزلها شاهداً على قصة حياتها وزواجها ومماتها ايضاً.في رشيد التي تبعد عن مدينة الاسكندرية بشمال مصر بنحو 60 كيلو مترا، ما زال يوجد نحو 20 منزلاً أثرياً تعود تاريخها الى القرن الثامن عشر، وتتميز جميعها بتمازج الإبداع المعماري المملوكي والعثماني من حيث الواجهات المرتفعة المبنية بالطوب المبخور ذي اللونين الأسود والطوبي، والتي يتخللها الميد الخشبية لربط الجدران، بينما معظم السقوف خشبية ومزدوجة ومزخرفة بالأرابيسك. ويعد منزل الميزوني الذي شيده محمد عبد الرحمن البواب الميزوني، واحداً من أهم تلك المنازل، حيث يتكون من أربعة طوابق، وتتميز الواجهة بوجود بلاطات من القيشاني ولوح رخامي مثبت عليه تاريخ الإنشاء. وقد شهدت جدران منزل البواب العديد من الأحداث والوقائع التي لا تزال راسخة في تاريخ رشيد. فحسناء رشيد وغادتها الجميلة «زبيدة ابنة محمد البواب الميزوني» تاجر الأرز الشهير، وأحد أعيان رشيد، كانت على موعد مع الحملة الفرنسية وقائدها الثالث جاك مينو. حيث كانت واحدة من أجمل فتيات رشيد، وكان قد سبق لها الزواج وهي في الثامنة عشرة من عمرها، في حفل كبير من سليم أغا نعمة الله أحد أثرياء المماليك، إلا أن هذه الزيجة لم تستمر، حيث وقع الطلاق بعد عام واحد فقط. وفيما كانت تفكر في مصيرها بعد الطلاق، كان الجنرال مينو مبعوث نابليون بونابرت يتسلم مفتاح مدينة رشيد من كبار أعيانها في يوليو (تموز) من عام 1798. كان مينو المثقل بالديون التي تركها في باريس يحلم بتكوين مجد شخصي له في رشيد يكمل به حلم الامبراطورية الفرنسية التي يحلم بها نابليون رفيق دربه. فحرص مينو على احترام الإسلام والاحتفال مع المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم حتى في صوم رمضان. ورغم ما كان لديه من جواري من جنسيات مختلفة، الا أن نفسه تاقت إلى زوجة شرقية تؤنس وحدته. ولكنه كان يعلم أن أحداً لن يزوجه ابنته من دون اعتناقه للإسلام. فأشهر إسلامه وسمي نفسه باسم «عبد الله» وسأل عن أجمل نساء رشيد فأخبروه عن ابنة الشيخ الجارم إمام مسجد المحلي، وزبيدة ابنة محمد البواب تاجر الأرز المعروف. وعلم الشيخ الجارم بنوايا مينو، فأسرع بتزويج ابنته من أحد تلاميذه، الذين يأخذون عنه علم الحديث. فلم يبق أمام مينو إلا زبيدة تصغره بنحو 30 عاما.
وقد حكى التاريخ الكثير عن افتتان مينو بزوجته الشرقية الملامح حتى ان اجازة زواجه منها امتدت لأكثر من شهرين. حتى قرر بونابرت العودة إلى فرنسا فاتجه مينو إلى العريش للقاء قائده وتلقي الأوامر منه بشأن بقاء الحملة في مصر، وتعيين الجنرال جين كليبر قائدا عاما على مصر في أغسطس (آب) 1799.
كان خروج نابليون إيذاناً بانقسام الحملة الفرنسية الى معسكرين. أولهما بقيادة الجنرال كليبر، وكان يؤمن بعدم جدوى البقاء في مصر، مفضلاً الانسحاب المشرف من مصر. بينما رأى المعسكر الثاني بقيادة مينو ضرورة توطيد الوجود الفرنسي على أرض مصر واستمرار الوجود الفرنسي فيها. واستمر ذلك الخلاف حتى مقتل كليبر على يد سليمان الحلبي في 14 يونيو (حزيران) من عام 1800. وهو الأمر الذي نتج عنه تولي مينو قيادة الحملة الفرنسية في القاهرة، تاركا زبيدة في منزل الميزوني، وهي حامل بطفلهما الأول، والذي وضعته في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1800 وسمته سليمان مراد جاك. واعتقد مينو أن الأمور قد استقرت له في مصر، إلا أن تحالف الانجليز والاتراك لم يسمحا له بذلك، حيث تم الاتفاق بينهما على طرد الفرنسيين من مصر، وبدأ ذلك حينما هاجم الاسطول الانجليزي الاسكندرية عام 1801، فخرج مينو إلى الإسكندرية لمواجهة الإنجليز، ولكنه فشل في تحقيق أي انتصار عليهم، وليتواصل زحفهم حتى رشيد. فكان قرار زبيدة هو الهروب مع رضيعها وأخيها خارج المدينة، ولتتنقل من مكان الى آخر حتى وصلت القاهرة حيث استضافها وأخاها الضابط الفرنسي ألفران أحد أعوان زوجها مينو، الذي أقنعها بالرحيل هي وطفلها الى فرنسا مع القوات المنسحبة في التاسع من أغسطس عام 1801.

سطل مقلوب April 15, 2011 02:13 AM

رد: ...{ زبيدة غادة رشيد } ... بين التاريخ والواقع
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

طائر غريب February 2, 2012 10:50 PM

رد: ...{ زبيدة غادة رشيد } ... بين التاريخ والواقع
 
من العنوان ..ظننت ان الموضوع عن زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد !

ولكني وجدته عن امرأة أخرى .. لا أرى أن لها بصمة في التاريخ سوى انها كانت امرأة
جميلة تزوجت رجلا ..ليس في الزواج منه زيادة شرف او عزة لها او لأسرتها فهوليس إلا غازٍ لبلدها ولا أظنه دخل الاسلام عن اقتناع !!

اقتباس:

نجحت سيدة من أهل البلدة في لفت الانظار اليها، بعد زواجها من قائد الحملة مينو، الذي أسلم من أجل عيونها. كانت تلك المرأة هي زبيدة بنت محمد البواب، التي ما زال منزلها شاهداً على قصة حياتها وزواجها ومماتها
لم تخبرينا بقصة مماتها ... لابد انها توفيت في فرنسا ..موطن زوجها ~

على اية حال شاكرة لكِ عزيزتي على هذه القصة التي لم أكن اعرفها من قبل ~


الساعة الآن 02:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر