مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   بحوث علمية (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_120.html)
-   -   بحث حول مشكلة البحث (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_247432.html)

هشام سعدان December 12, 2010 02:05 PM

بحث حول مشكلة البحث
 
فهرس البحث:
المقدمة:
المبحث الأول : المشكلات فيالبحوث.
المطلب الأول: تعريف المشكلات وأهميتها في إعدادالبحوث.
المطلب الثاني: شروط الإشكالية في البحث العلميوأهدافها.
المبحث الثاني : الفرضيات فيالبحوث.
المطلب الأول: تعريف وأهمية الفرضيات فيالبحوث.
المطلب الثاني: أنواع وخصائص الفرضيات في البحثالعلمي.
الخاتمة:
المقدمــــــة:
لعب البحثالعلمي دورا هاما في حياة الإنسانية فهو الذي أخرجها من ظلمات الحيات البدائية إلىنور الحيات العصرية التي حققت فعلا إنسانيةالإنسان.
ويصعب حقيقتا تحديدمفهوم البحث فهو في اللغة العربية يعني التفتيش ، فيحين تدل الكلمة في اللغةالإنجليزية التصفح والملاحظة المدققة للأمر.فيعرفه بعض العلماء علىأنه:
- التقصي المنظمبإتباع أساليب ومناهج علمية محددة بقصد الكشف عن ما لم يكشف عنه بعد ، أو بقصدالتأكد من صحتها.
- البحث حسب رومل هوالتقصي أو التفحص الدقيق من أجل اكتشاف معلومات أو علاقاتجديدة.
- البحث عند فالدالين هو المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق الإنسانوتحيره.
فما هي مواصفاتالمشكلات و الفرضيات في البحث العلمي؟
و الهدف من هذاالبحث هو محاولة ضبط الشروط الصحيحة والمناسبة للقيام ببحث علمي دقيق وتحديدالمقومات الأساسية للبحوث وتحديد مشكلاتالبحوث.
ورغم الصعوبة التيواجهتنا في أعدد هذا البحث ، خاصة من ناحية نقص المعلومات وصعوبة إيجاد المراجعخاصة في مادة المنهجية ، وعدم وجود معلومات كافية فيما يخص بحثنا هذا ما إدى إليصعوبة إعداد بحث شامل وكامل. إلا إنه حاولنا بقدر الإمكان أن نقوم بهذا البحث عليوجه كامل وخال من النقائص.
المبحث الأول: المشكلات فيالبحوث.
المطلب الأول:تعريف المشكلاتوأهميتها في إعداد البحوث.
بعد اتضاح الصورة العامة للموضوع ، ينتقل الباحث إلى مستوى آخر منالبحث ، وهو بلورة هذه الصورة في ذهنه وكل ما لاحظه أو قرأه في شكل إشكالية قابلةللمعالجة و البحث.
الإشكالية فن وعلم ، حيث أنها تمكن الباحث من تحديد المسائل الجوهريةفي بحثه من تلك التي يعتبرها ثانوية كما تحدد الأسئلة التي يريد الإجابة عليها بشكلدقيق و منسجم تقود على توضيح ما يهدف الباحث دراسته وإثباته.
وإذا أردنا تعريف إشكالية البحث ، فإن رجاء وحيد دويدري تعرفها علىأنها "جملة سؤالية تسأل عن العلاقة القائمة بين متحولين (متغيرين) أو أكثر وجوابهذا السؤالهو الغرض من البحث".
ويعرّفها محمد محمود ربيع وآخرون بأنها "التساؤل البحثيالرئيسي الذي يسعى الباحث إلى الإجابة عليه ، ويجب عدم الخلط بينه وبين موضوع البحثوالذي يمثل مجالا عاما يتعلق بأحد أبعاد الظاهرة السياسية ، فالسياسة الخارجيةالأمريكية اتجاه الشرق الأوسط ، على سبيل المثال، تعد موضوعا للبحث ، وقديختار الباحث في هذا الموضوعأن يركز يحثه على تساؤل رئيسي مثل ما هوالدور الأمريكي كوسيط في النزاع المصري الإسرائيلي حول طابا أو دور جماعات الضغطالصهيونية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل".
ويرى جبارة عطية جبارةأن "الخطوة الأول في الدراسة العلميةهي تحديد المشكلة البحثية التي ينشد الباحث دراستها والتعرف على أبعادها بصورةدقيقة وتحديد كافة المظاهر التي تتجلى فيها المشكلة سواء كانت صعوبة أو نقيا أوقصرا في المعلومات المتاحة أو تناقضا فيما بينها... ولابد أنتكون هناك مبررات علميةيسوقها الباحث لدراسة مشكلة بعينها حتى تعد دراستها إضافة علمية جديدة وجيدة ".
ويمكن تحديد مضمون الإشكالية العلمية من الناحية العلمية بأنها سؤالعام يطرحه الباحث حول موضوع يشغل ذهنه ، يفصّل هذا السؤال العام إلي أسئلة جزئية ،و بالإجابة عليها يكون الباحث قد أجاب عل السؤال العام .
فمشكلة البحث إذا هي كل ما من شأنه أن يثير تساؤلا ، أي كل ما يبدوعليه انه يتطلب الدراسة ، وتعني صياغة مشكلة البحث تعريف المشكلة وتحديدها بضبطمعالمها ووضعها في مجراها الفكري أي أن صياغة مشكلة تؤدي إلى طرح تساؤل حول واقعأمر نريد معرفته في إطار يسمح ببحثه. ومن ثم فإن المفاهيم و المصطلحات المستعملةيجب أن تحدد بشكل يمكن تحقيقها علميا أي على الحد الذي يستطيع فيه الباحث ترجمتهافي الواقع .
ومن الضروري تعريف مفاهيم البحث ومصطلحاته بطريقة واضحة،والمفاهيم والمصطلحات هي اللغة العلمية التي يجب أن يتحدث بها الباحث طوال فترةبحثه بحيث لا تترك أي مجال للبس والغموض والدخول في مناقشات جانبية عما يقصدهالباحث وعما فهمهالمستمع أو القارئ وبحيث يراعي استخدام هذه المفاهيموالمصطلحات بنفس المعني المحددة لها سلفا أو المعاني التي كان يقصدها الباحث وبحيثيستطع الباحث في النهاية أن يوجد لغة مشتركة .
وهنالك من يرى أن الإشكالية من المدخل النظري الذي يقرر الباحث تبنيهلمعالجة المشكلة التي طرحها في سؤال الانطلاق ، وترتبط بموجبها نظرية تمدها بتطوراتالمنهجية وتزودها بالمفاهيم والأنماط المعرفية الضرورية التي يقوم عليها بناء البحثبكامله.
وهناك أيضا الاحتيار المنهجي للأشكالية أو المدخل النظري ، وصياغتهامسألة في غاية الأهمية ، من حيث أنها تحدد للباحث خط سير معين يلزمه ويستمد منهمفاهيمه ، وبناء النموذج التفسيري لموضوع بحثه ، كما يساهم في توضيح سؤال الانطلاقالذي يحدد ما يرغب الباحث دراسته أو إثبات صدقه ، وتأتي أيضا أهمية اختيار المدخلالمنهجي في كونه يساعد علا صياغة فرضيات البحث للإجابة على سؤال الانطلاقللإشكالية.
المطلب الثاني:شروطالإشكالية في البحث العلمي وأهدافها.
هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في إشكالية البحث الجيدة ،طرحها العلماء والباحثون في مجال المنهجية.
حيث يرى جبارة عطية جبارة أن هنالك ستة شروط علمية يجب أن تتوفر فيإشكالية البحث الجيدة وهي كما يلي:
1- أن يكون الموضوع جديدا لم يتطرق إليه من قبل وأن تكون الإشكالية لم يوجد لها حلوبقيت مطروحة.
2- أن يكون الموضوع مرتبطا بحياة المجتمع ويملك قابليةللمعالجة.
3- أن تكون الإشكالية إضافة معرفية للتراكمية العلمية.
4- يجب أن يكون الموضوع أو الإشكالية واضحة.
5- أن تكون بيانات الدراسة متاحة ، يستطيع الباحث الوصول أليهاواختبارها.
6-وجود علاقة وثيقة بين الموضوع المختار وميول واهتمامات الباحثالعلمية.
أما الأستاذة رجاء وحيد دويدري الإشكالية البحثية الجيدة تتحدد فيثلاثة نقاط رئيسية هي:
1- أن تتضمن إشكالية البحث علاقة بين متغيرين ، بشكل يساعد على القياسوالاختيار.
2- صياغة الإشكالية بلغة واضحة في شكل أسئلة محدد قابلةللإجابة.
3- أن تكون الإشكالية مصاغة بشكل يؤدي إلى القيام بالبحث التجريبي من حيث ضبطالمتغيرات الأساسية والمتغيرات الداخلية.
أما بنسبة لمحمد محمود ربيع وزملائه في موسوعتهم القيمة ، فإنهميشترطون في الإشكالية العلمية مراعاة مجموع الاعتبارات العلمية عند صياغتها ،عددوها في أربعة نقاط رئيسية:
1- أن لا تكون الإشكالية عامة بحيث يصعب التحكم فيها ، ولا ضيقة بحيث تفقدقيمتها.
2- أن تكون الإشكالية واضحة من حيث المفاهيم والمصطلحاتالمستخدمة.
3- توضيح العلاقة الوظيفية بين إشكالية البحث ، والتراث العلميالسابق.
4- قابلية الإشكالي للبحث والقياس ، بالنظر إلى إمكانية المنهجية وإمكانية الوسائلوالأدوات.
إنالإشكالية تحدد بمعرفة ما يستوجبه البحث ، وتتجسد في هذا السؤال الأولي ، ويعبر عنهأحيانا بالسؤال الرئيسي الذي يبلور الفكرة المحورية التي يدور حولها موضوع البحث ،ويجب أن تكون المشكلة محددة تحديدا واضحاوتحديد الغاية من طرح هذهالمشكلة ، وفي حالة غياب الهدف فإن ذلك يعني عدم وجود مشكلة ، ويمكن أن تكون أهدافالبحث تتركز في هدف واحد أو أكثر من الأهداف التالية:
أ- التأكد من صحة بعض الحقائق العامية.
ب- تعديل بعض الحقائق العلمية.
ج- إضافة الجديد للحقائق العلمية.
د- إثراء المعرفة العلمية بأفكار وجزئيات جديدة في العلم .
- الوصول إلى قانون جديد أو تعديل قانون سابق.
م- الوصول إلى نظرية علمية جديدة أو تعديل النظرية القائمة.
و- الوصول إلى مفاهيم و تعريفات جديدة أو تعدي للمفاهيمالحالية.
ي- تحديد مشكلة البحث تحديدا واضحا وشاملا ثم إعادة الفروض.
ن- وصف مشكلة البحث وصفا دقيقا.
ط - التوصل إلى تفسير علمي للمشكلة.
ك- التنبؤ بمشكلة البحث.
ل- الوصول إلى متغيرات التحكم في ظاهرة البحث.
وإذا تم التقيد بهذه الشروط تكون الإجابة على الإشكالية دقيقة وواضحةأيضا ، حيث أن من أهم شروط الإشكالية الجيدة ، الصياغة الواضحةوالمحددةلمضمون الإشكالية من حيث اللغة والمتغيرات ، وكذلك قابلية الإشكاليةللقياس.
المبحث الثاني : الفرضيات فيالبحوث.
المطلب الأول:تعريف وأهميةالفرضيات في البحوث.
تعتبر الفروض بمثابة حلول تخمينية مؤقتة للإجابة على الأسئلة. ومنالضروري أن تقوم هذه الفروض على أسئلة البحث المطروحة بحيث تكون قادرة على تفسيرحقائق المشكلة تفسيرا علميا. بالإضافة إلى ضرورة إتباع قواعد منهجية عند صياغة هذهالفروض وضرورة اختيارها والتحقق منها بحيث نتوصل في النهاية إلى حلول للمشكلة .
تعرف الفروض حول أصلها في اللغة الإغريقية حيث تدل على المبادئ الأوليةالتي يسلم العقل بصحتها ولا يستطيع البرهنة عليها بطريقة مباشرة لشدةعموميتها.
وعرّف أرسطو الفروض بأنه المنبع الأول لكل معرفة نكتسبها وأنه نقطةالبدء في كل برهنة أي أنه المبدأ العام الذي يستخدمه كإحدى مقدمات القياسعنده.
وتعرف الفروض أيضا على أنها التكهنات التي يضعها الباحثون لمعرفةالصلات بين الأسباب ومسبباتها ومن ثم فهي حدث بالقانون أو تفسيرا مؤقتا للظواهرلأنه متى ثبت صدقه أصبح قانونا عاما يمكن الرجوع أليه في تفسير جميع الظواهر التيتشبه تلك التي أوحت بوصفه ، أما إذا ثبت فساده فيجب تركه والبحث عن تفسير آخر ينتهيإلى الكشف عن القانون الحقيقي الذي تخضع له الظواهر.
ولقد اختلف العلماء والباحثون في تعريف الفرضيات ، فيرى على عبد الرزاقجلبي وزملاؤه أنه "يقصد بالفرض تفسير مؤقت لعلاقة بين متغيرين أحدهما بمثابةالمتغير المستقل والآخر المتغير التابع. وهناك شروط يجب أن تتحقق في الفرض الذييمثل جزءا متكامل من النظرية ، من أهمها: أن يكون القابل للتحقيق ، وأن يكون مصاغفي ألفاض ومصطلحات محددة تحديدا دقيقا ، وتكون الفروض منسقة فيما بينها. وأخيرايكون الفرض الأساسي يمثل أعلى التجريد ، ويتضمن بداخله كل الفروضالأخرى".
وهناك من يعرف الفرضيات بتحديد معناها وأنواعها كخاصيات لها فيرى أن: "الفرض هو علاقة وظيفية بين متغيرين أو أكثر أحدهما مستقبل والآخر تابع ، أو هوقضية أو عبارة عن تقرير وجود علاقة بين ظاهرتين تحتمل الصدق أو الكذب ، وشرطصياغتها السماح باشتقاق قضايا أخرى".
وهناك من يرى أن : "الفرض العلمي عبارة عن إجابة مؤقتة أو حل مقترحللمشكلة. وتقتضي الصياغة السليمة لهذا الفرض الالتزام بقواعد معينة أهمها فعاليتهكأداة مرشدة لطبيعة ما سيتم اتخاذه من إجراءات لاختبار مدى صدقه كحل للمشكلة موضوعالبحث وكذالك وضوحه وعدم تناقضه أو تعارضه مع المعلومات العلمية القائمة وبساطتهوقابلية المتغيرات التي يشملها التناول الإجرائي".
ويمكن تعريف الفرضيات ببساطة أنها إجابات مؤقتة نفيا أو إثباتا علىالأسئلة المطروحة في الإشكالية.
تظهر أهمية الفرضيات في البحث العلمي من حيث دورها في توجيه الباحث نحوأهدافه ، وتحويل سلوكه العلمي إلى سلوك قصدي غائي.وفي هذا الصدد يقول محمد محمودربيع وزملائه في موسوعة العلوم السياسية: "يتفق أهل الاختصاص على جدوى الفروض فيالبحث العلمي باعتبارها أنها توجه وترشد الباحث إلى المعلومات التي يتعين عليه أنيجمعها بما يوفر عليه الكثير من الوقت والجهد كان يمكن أن يستغرقه في الحصول علىمعلومات عديدة أو محدودة القيمة بخصوص مشكلة قيد الدراسة".
وترى الأستاذة رجاء وحيد دويدري أن "الفرضية يمكن اختيارها أو التأكدمن صحتها أو خطئها وذلك بخلاف الحقائق المعزولة التي لا يمكن اختيارها. الفرضياتوسائل قوية في تقديم المعرفة ، ذلك لأنها تمكن الإنسان من الخروج من داخلذاته".
وقد حاول عالم النفس الاجتماعي عبد الرحمن محمد العيسوي وزملائه بيانأهمية الفرضيات في البحوث العلمية من خلال تعدادها في مجموعة من النقاط هيكالتالي:
1- إثارة الملاحظة والدفع نحو الدراسة والبحث ، و التنظيم بشكل يؤدي إلى بناء النظريةالتي تفسر الظاهرة موضوع الدراسة.
2- تكمن وضيفة الفرضيات في الكشف عن وجود العلاقة بين المتغيرات ، وتستخدم للربط بينبعضالقوانين الخاصة التي سبق الكشف عنها ، فتؤدي إلى تكوينالنظرية.
3- توفير الوقت وتكاليف القيام بالبحث ، وتوجيه جهد الباحث وفكره باتجاه الأهدافالمباشرة.
4- تنظيم الأفكار والتفسيرات المختلفة ضمن مقولات أو مقدمات مختصرة تمهد لصياغة قوانينالظاهرة.
5- إنها تعمل كدليل ومؤشر عن جوانب القنص ، والقصور في البحوث السابقة ، إذا ما ثبتعبر البحث أنها خاطئة.
كما تكمن أهمية الفرضية في اختزال المسافات وتوفير الوقت والجهدوالمصاريف المادية عند القيام ببحث معين ، خاصة للطلبة الذين يعدّو مذكرات التخرج ،إذ غياب الفرضيات من البحث يعد عيبا فادحا يخل بمصداقية البحثالعلمية.
رغم أهمية الفرضية إلا أنها هوجمت من قبل الفيلسوف البريطاني جونستيوارت مل بدعوى لا مجال الآن للخوض في فيها ، وبخاصة أنها باطلة ، حتى ليقولستانلي جفونز في منطقه أن تدريسها ضار بتكوين الشباب ، وأن عقل ميل كان متناقضا فيجوهره ، وإذا لمس شيء خلط فيه ، فالثابت أن الفرضية بالغة الأهمية بالنسبة للبحثالعلمي للأسباب التالية:
أ- توجيه جهد الباحث وتنظيم عمله في جمع المعلومات المتصلة بها ...
ب- تحديد الإجراءات والأساليب لاختيار الحلول المناسبة.
ج- تقديم تفسيرا مؤقتا للعلاقات بين المتغيرات.
د- يلعب الفرض دورا ذا أهمية استثنائية في تطوير المعرفة العلمية لأنة شكل الانتقال منوصف الموضوع إلى تفسيره ، ومن تسجيل مظاهره الخارجية إلى الكشف عن أسبابهاالداخلية.
المطلب الثاني:أنواع وخصائصالفرضيات في البحث العلمي.
لقد قسم العلماء الفروض إلى عدة أنواع حسب رأيه ، ونجد أن هناك منالباحثين من فصل في أنواع فمثلا نجد محمد محمود ربيعوزملاؤه في موسوعةالعلوم السياسية يرون أن هناك أربعة أنواع للفرضيات:
1- الفرض العدمي
2- الفرض الإرتباطي
3- الفرض الإتجاهي
4- الفرض السببي
ويعنون بالفرض العدمي الفرض تثبت الدراسة أن نتيجته تساوي صفر ، بمعنىعدم صحته أو بطلان الإدعاء الذي يتضمنه هذا الفرض ، وهذا لا يعني فقدان القيمةالعلمية ، بل إن عدم صحته هو في حد ذاته نتيجة علمية.
أما الفرض الإرتباطي فهو الفرض الذي يبني على أساس وجود علاقة إرتباطيةبين متغيرين ، ويعمل الباحث عبر دراسته على البرهنة عليها بالقياسالكمي.
ويتعلق الفرض الإتجاهي بتلك الفرضية القائمة على متغيرين في اتجاهينمتعاكسين ، بحيث إذا زاد أحدهما انخفض الآخر ، فمثلا هناك علاقة ذات دلالة بينمستوي التعليم واستهلاك المخدرات ، حيث أنه كلما ارتفع مستوي التعليم قل اللجوء إلىاستهلاك المخدرات.
أما الفرض السببي ، فيتعلق بوجود علاقة سببية بين المتغير المستقلوالمتغير السابق ، بمعنى أن الأول يوجد الثاني ، فعلى سبيل المثال هناك علاقة بينالحاجة النفسية والسلوك الاجتماعي ، بمعني كلما وحدت الحاجة وجدالسلوك.
الفرض عند الرياضيين:العلوم الرياضية تستعمل الفرض على نحو مختلف عنالاستخدام في العلوم التجريبية ، والرياضي يعتمد عل بعض القضايا التي يسلم بصحتهاولا يشعر بالحاجة إلى البرهنة عليها ، ولقد قسم العلماء الفروضإلى:
1) فرض فلسفي. 2) فرض علمي. 3) فرض عملي.
مثال: الافتراضات التي يضعها المحقق حتى يتمكن من معرفة المذنب (مرتكبالجريمة) فهو يبدأ عادة بجمع المعلومات من أفواه الشهود ويقوم بفحص مكان الجريمة ،ثم يقارن الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهة ، فيستعرضهم واحدا بعد الآخر محاولاالتأكد من صدق فرضه في كل حالة على حدا ، ومن خلال التحقيقات قد يتبين له فساد فرضهبالنسبة لأحد المشتبه بهم وعندها عليه استبدال ذلك الشخص بغيره من المشتبه فيهم حتىيصل إلى الحقيقة ويتم معاقبة المجرم مرتكب الفعل الإجرامي دونغيره.
الفرض في الدراسات الأكاديمية: ما هو شائع في الدراسات الأكاديمية هوأن هناك نوعان من الفرضيات هما الفرضيات السالبة والفرضيات الموجبة ،أو فرضياتالنفي وفرضية الإثبات. بمعنى أنه يمكن للباحث أن يصوغ فرضيات تثبت وجود علاقة معينةثم التحقق من ذالك ، أو صياغتها على أساس أنها تنفي وجود علاقة معينة ،ويتحقق منذلك بالبرهان العلمي. كما يمكن للباحث أن يستخدم كلا من النوعين في نفسالوقت.
عند صياغة الفرضيات نلاحظ أن عندها خصائص ، فهي جانب إضافي في بيانمعنى النظرية وحيوية دورها في البحوث الأكاديمية ، وفي هذا السياق جاء حديث العلماءوالباحثين في المنهجية عن خصائصها ، إذ يرى عالم النفس الاجتماعي عبد الرحمن محمدالعيسوي وزملاؤه أن الفرضيات العلمية تتميز بالخصائصالتالية:
1- إتفاق نتائج الفرض مع الوقائع المشاهدة و الاتصال بها.
2- عدم كون الفرض فكرة تعسفية محضة أو خيال هائمبحثا.
3- الوضوح و البساطة والدقة ، بالإضافة كونه محدد.
4- القدرة على تفسير الوقائع التي وضعت لتفسيرها ، أي أن يكون كافيا بذاته.
ولعل الخاصية الأكثر أهمية في الفرضية العلمية هي القابلية للإختبار ،وهذا يعني الربط الجيد بين الفرضيات المطروحة وتساؤلات الباحث وواقع الظاهرة أوالإشكالية من جانب آخر.
الخــــــاتمة:
إنمن بين أهم ما أوردناه في بحثنا ، المشكلات و الفرضيات (الفروض) ، واللتان تعدانمحورا أساسيا في بحثنا هذا ، فهما من بين الركائز الأساسية التي يرتكز عليها البحثالعلمي والتي لا يمكن الاستغناء عنها . تطرقنا فيما يخص المشكلات في البحث العلميإلى تعريفها من حيث كونها تمكن الباحث من تحقيق المسائل الجوهرية في البحث ، وتحديدالأسئلة التي يراد الإجابة عنها . وكما قمنا بدراسة كيفية الإختيار المنهجيللإشكالية ، وكذا أهميتها في صياغة البحث العلمي الجيد ، زد عل ذلك أهمية صياغةالإشكالية في تحديد خط سير الباحث في بحثه ، بالإضافة إلى شروط المشكلاتوالإعتبارات العلمية التي يجب مراعاتها في صياغة الإشكالية وفي تفسيرها ، وفيالأخير قمنا بذكر الأهداف المتوخات تحقيقها من طرح المشكلة.
أما فيما يخص الفرضيات أو الفروض والتي هي تخمين واستنتاج يصوغه الباحثويتبناه مؤقتا لشرح بعض ما لاحظه من الظواهر والحقائق ، فقد تطرقنا إلي أهميةالفرضيات منمجالات وجهات نظر مختلفة . وأجرينا عملية تحديد لأسباب أهميةالفرض في البحث العلمي ، كما ذكرنا كذالك الشروط التي يجب أن تتوفر في الفرض ، منقابلية للتحقيق ، والصياغة ألفاض محددة ومنسقة ، ووجوب أن يكون الفرض الأساسي أعلىالتجريد. وذكرنا كذلك الأسباب المؤدية إلى نشوء الفرض وأنواعه المتمثلة في الفرضالعدمي ، الإرتباطي ، الإتجاهي والسببي . وفي الأخير قمنا بإدراج التعريف الرياضيللفرض وتقسيمه ، وكذا مفهومه في الدراسات الأكاديمية وأنواعهوخصائصه.
ونريد أن ننوه أن تفاصيل البحث قد تختلف من كتاب إلى آخر، ولاكن الأصليبقى واحد ولا يتغير لأنه مبني على قواعد هامة ومحددة في المنهجية. وفي الأخير نرجوأن نكون قد حققنا هذا الهدف.
المراجع:
- د. صلاح الدين شروخ . منهجية البحث القانوني للجامعيـيـن . ص ص 169.
- د. مسعد عبد الرحمن زيدان . منهاج البحث العلمي في العلوم القانونية . س ط 2007 . ص ص 285.
- علي مراح . الوجيز في منهجية البحث العلمي.
- د. جبارة عطية جبارة علن الإجتماع والإعلام .دار الوفاء لدنيا.س ط 2001.
- رجاء وحيد دويدري . البحث العلمي : أساسياته النظرية وممارسته العلمية . دار الفكر . س ط 2006

mohelayri December 15, 2010 12:11 AM

رد: بحث حول مشكلة البحث
 
شكرا جزيلا
يعطيك الف عافية
https://h1.ripway.com/MyEnglishGuru/Help.exe


الساعة الآن 12:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر