حوار مع ملحد مثقف
متعود للذهاب مرتين كل اسبوع للنادي لأمارس هوايتي بلعب كرة السله مع زملائي في العمل وبعد الانتهاء من التمرين نجلس في حديقة النادي نشرب عصير بارد أو ساخن ثم نرجع لبيوتنا .
حدث أمس بعد الانتهاء من اللعب والجلوس في الحديقة سمعت صوت مشاحنه بين مجموعة من الشباب صوتهم عال فنظرت اليهم وجدتهم اربعه بيكلموا واحد منهم بصوت مرتفع كأن هذا فعل جريمة بيعاقبوه عليها .......في الاول لم أشغل بالي بصوت هؤلاء الشباب ولكن سمعت كلام عن الله والكفر والايمان
سمعت كلام لا أتبين معالمه فأنصت أكثر ثم أقتربت منهم وسلمت عليهم فلم يسلم علي أحد فجلست قلت في اية ياشباب ........مالكم صوتكم عال .......قالوا هذا الشاب كافر لا يؤمن بالله ثم قاموا مغضبين ومشوا
هذا الشاب كافر ولا يؤمن بالله اية معني هذا الكلام......؟
نظرت للشاب وجدت نفسي أمام شاب لايتعدي عمره 18 أو 20 سنه وواضح من شكله الثقة بالنفس والتحدي ......ولكن لما امعنت النظر الية حسيت ان به طيبة مخفية وليس كما يقول الشباب انه كافر ولا يؤمن بالله
ولكن ايش حكايه هذا الشاب مع هؤلاء الشباب......؟؟ ومن هذا الشاب ......؟؟
تعالوا اخوتي نتحاور مع هذا الشاب
قلت له : السلام عليكم اخوووي انا اسمي ايهاب
قال الشاب : وهو مغضب مرحب وانا اسمي هشام
قلت له : انا احب اسم هشام يفكرني بصديق عمري اسمه علي اسمك هشام هههههه
قال هشام : تكرم
قلت له : أنا خريج كلية التجارة وأعمل محاسب
قال هشام : انا خريج كلية الهندسة قسم مدني
قلت له : قسم مدني ولا قسم مكي ........فضحك
فزالت الرهبه وأصبح في مجال للمناقشة الهادئة
قال هشام : انا ذهبت للهجره الي استراليا مع والدي وعندي 8 سنوات فكل دراستي وعيشتي كانت في استراليا حتي الجامعة درست في استراليا ومعي الجنسية الاسترالية
قلت له : ما شاء الله .......أنت كل عمرك عشته في استراليا
قال هشام : بفخر.............. نعم
قلت له : هشام ما حكايتك مع هؤلاء الشباب
قال هشام : هؤلاء الشباب جهله أنا عشت ودرست في استراليا وتعلمت أن الا أؤمن بشئ الا عندما أراه .........لذلك الشئ الذي لا تراه عيني كيف يؤمن به عقلي فأنا لاأؤمن بالله ........فلو كان الله موجود في الكون لكنا رأيناه.......فأنا لا أصدق أن الله موجود ولا اصدق ان في كتبت مقدسة ولا اصدق ان لهذا الكون اله
:
نظرت الية نظره حزن وشفقة وقلت في نفسي هذه هي تربية الحضارة الاوربية الفاسدة تربي الانسان ليؤمن بالمشاهد فقط ولكن ليس عندهم الايمان بالغيبيات ........ اذا ما في ايمان بالغيبيات التي أخبرنا به الله ورسوله كيف تستقيم الحياة .......!!! فستكون حياتنا مثل الحيوانات
قلت له : ما رأيك لو تكلمنا بهدوء بدون زعل او صوت عال
قال هشام : بتحدي تكلم وأنا منصت اليك
قت له :هشام في الدنيا كثير من الأشياء موجودة ونحن لا نراها ولكن مع ذلك نقر بوجودها ......بل كل العالم يصدق بعلامه هذه الاشياء مع أنه لا يراها ......وأنت كذلك تصدق ؟؟
قال هشام : كيف ذلك .....؟ أنا لا أصدق الا ما تراه عيني
قلت له :أشرت الية لمبني كبير في النادي قلت له ما رأيك في هذا البناء
قال هشام : قال هذا بناء رائع
قلت له :هل أنت رأيت المهندس الذي بني هذا البناء ...؟
قال هشام : لا
قلت له : ألا تعتقد أن لهذا البناء كان في مهندس مشرف علي بناءه وعمال
قال هشام : نعم اعتقدان في مهندس بني هذا البناء
قلت له : تعتقد وتؤمن بوجود مهندس أشرف علي هذا البناء الصغير ولا تؤمن بوجود مهندس كبير بني هذا الكون ويشرف علي نظامه ..........فهذه الارض والسماء ونظام الكواكب والنجوم أليست كل هذه كلها علامات علي وجود قادر له القدرة المطلقة
شئ آخر
كل انسان به روح ومن علامتها أن الانسان يتحرك هنا وهنا وهذا دليل وجود الروح ومع ذلك لا تري هذه الروح صحيح
قال هشام : نعم صحيح
قلت له : في شئ آخر لو رأيت في الصحراء أثر لخف (قدم) جمل الا تؤمن أن في جمل مر من هنا بهذا الاثر مع أنك لم تري هذا الجمل
قال هشام : نعم أعتقد أن في جمل مر من هنا
فقلت له : فالله هو الدليل الذي لا يحتاج الي دليل لأن كل شئ في الكون يدل علية والله هو الحجة علي كل شئ الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والاحكام ......في ورق الشجر .......في ريشة الطاووس وفي جناح الفراش.........في عطر الورد..........في نحلة العسل.........في ترابط النجوم والكواكب في هذا الابداع والسموفينية الرائعة التي نسميها الكون .
فلو قلنا أن كل شئ جاء بالصدفه لكنا كمن يتصور أن القاء حروف مطبعه في الهواء يمكن أن يؤدي الي تجمعها تلقائيا لتكون كتاب رائع محكم جميل
هل يتصور هذا يا هشام ....؟
نظرت لهشام فوجدته يبكي بحرقه ثم قال آمنت بالله ......والله ايهاب ناقشت قبلك كثير من الشباب فلم يشعرني بعظمه الله والهيبه منه مثلك
قلت له : هشام أنت فيك الخير ولكن ضليت الطريق ولم تسأل بطريقه صحيحة
قال هشام عندي أسئلة تعباني
قلت له : اسأل كما تريد
قال هشام : الكتب المنزله من السماء الانجيل والتوراه هذه الكتب كانت مناسبه لزامنها كما يقال والقرآن نزل آخرهم نزولا .وزمان نزوله كان يوجد السيف والجمل فقط والان زمن الصاروخ والقنبله الذرية
السؤال فلماذا لا ينزل كتاب جديد يتوافق مع متطلبات العصر وتقدمه وليكمل اي نقص موجود في القرآن ...! لماذا لم ينزل الله كتاب واحد فقط يكفي البشرية من أول الزمان الي آخره
ما رأيكم أخوتي في هذا الكلام ..........؟ من يجاوب علي سؤال هشام
لا تآخذوني علي اسم الموضوع حوار مع حمار مثقف طبعا هو ليس حمار هو شاب مثقف كان ملحد لا يؤمن بالله بعد مناقشات حامية وصبر هداه الله
والله أخوتي لو رأيتم كيف إستنار وجه هشام من نور الهداية سبحان الله يهدي الله لنوره من يشاء
قلت له : هيا نتحاور في سؤالك يا هشام مستعد
قال هشام : مستعد
هيا أربط الحزام
قلت له : هذا سؤالك يا هشام
الكتب المنزله من السماء الانجيل والتوراه هذه الكتب كانت مناسبه لزامنها والقرآن نزل آخرهم نزولا وزمان نزوله كان وقت السيف والجمل فقط ........ والان نحن في زمن الصاروخ والقنبله الذرية .
فلماذا لا ينزل كتاب جديد يتوافق مع متطلبات العصر وتقدمه وليكمل اي نقص موجود في القرآن ...!!!
ولماذا لم ينزل الله كتاب واحد فقط يكفي البشرية من أول الزمان الي آخره
قلت له : اليس هذا سؤالك يا هشام
قال : نعم هذا هو سؤالي يا ايهاب
قلت له : كم عمرك هشام ........؟؟
قال هشام : 21 سنه
قلت له : انت ما شاء الله في زمن الشباب فالان طولك ثابت لا ينقص ولا يزيد ....... صحيح
قال هشام : نعم صحيح طولي الان ثابت ولا يتغير
قلت له : وأي ملابس تلبسها لها مقاس ثابت لان طولك ثابت كما اتفقنا ..........صحيح
قال هشام : نعم صحيح
قلت له : عندما كان عمرك سنه كان والدك يشتري لك ملابس صغيرة علي حسب مقاس سنك وبعد فترة كبرت وصار عمرك سنتين فاشتري والدك ملابس جديدة أكبر تناسب سنك وهكذا عندما أصبح سنك خمس سنوات أصبحت تلبس ملابس جديدة تناسب سنك..............صحيح
قال هشام : نعم صحيح مع كل فترة من عمري احتاج لملابس جديدة أكبر تناسب سني
قلت له : وهكذا بعد كل مرة فترة زمنية من عمرك تبدل ملابسك الصغيرة بملابس أكبر حتي وصلت الي هذا العمر فالان أصبح طولك ثابت ومقاس طول ثيابك ثابته .........اليس هذا صحيح
قال هشام : نعم كلام مضبوط
قلت له : هل ينفع ترجع تلبس ملابسك عندما كان عمرك سنه مرة أخري ..........هل ينفع ؟
قال هشام : طبعا لا أستطيع أن البس ملابسي وأنا طفل مرة أخري
قلت له : فلابد أن نسلم بأن زمان الطفولة يحتاج فقط لهذا الملابس صغيرة الحجم المناسبه لها ...... صحيح
قال هشام : صحيح
قلت له :الله سبحانه وتعالي عليم حكيم يخلق في كل زمان ما يناسبه " وما كان ربك نسيا " ويقول سبحانه وتعالي " علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسي " ........صحيح
قال هشام : كلام سليم
قلت له : فآدم علية السلام أول البشر كان علي الأرض وهذا الزمان للإنسانية هو زمن الطفولة فالله أنزل أحكاما تناسب أحوال قومه..........وبعد ذلك جاء زمن نوح علية السلام فزاد حجم الناس وتغير معيار الانسانية فنزلت أحكام اكبر تناسب أحوالهم .............وهكذا هل أنت معي يا هشام
قال هشام : أنا معك أكمل
قلت له : وهكذا في الكتب المنزله مثل " الزبور والتوراة والانجيل " نزلت هذه الكتب علي مقدار ما يناسب أحوال العباد............ حتي جاء النبي صلي الله علية وسلم فكان وقت بعثته هو زمان شباب الانسانية ...........مثل سنك الأن وهو سن الشباب الذي يثبت عنده طولك ومقاس ملابسك
فنحن نجد في القرآن الأصول التي إتفق عليها كل الانبياء وهي ثابتة مثل طولك تماما لا تتغير ولا تتبدل ......ومن هذه الاصول التوحيد والبعث والحساب والي غير ذلك.......ثم ان هناك فروع مختلفة بين الانبياء.....وهذه الفروع هي الاحكام والشرائع حسب ما يناسب أهله..... وضحها الله تعالي بقوله " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ً......." فالزبور نزل ليناسب الناس في وقتهم والتوراه نزلت لتناسب الناس في زمانهم وكذلك الانجيل ...............هشام أنت معي
قال هشام : معاك والله ايهاب أكمل أن سرحت وعشت في كلامك بكل حواسي
قلت له : الله أرسل رسولة محمد صلي الله علية وسلم الي البشرية وأنزل له من الدين ما ينفع الناس جميعا لان الموجود من الاحكام والشرائع في القرآن تناسب وتكفي البشرية الي يوم القيامه من عصر الصحراء والجمل والسيف الي عصر الصاروخ والتكنوجيا والقنبلة الذرية والي ابعد من ذلك .
وهكذا قال الله علي لسان نبيه " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ....." وقال النبي صلي الله علية وسلم " لانبي بعدي ..." فمنهجه صلي الله علية وسلم جاء رحمة وهداية لكل البشر الي يوم القيامه .............معي هشام
قال هشام : أيوه معاك
قت له : والامر الآخر مع ان القران نزل لينسق حياة البشر مع خالقهم ومع بعضهم البعض ليسعدوا في حياتهم وآخرتهم .........الا أن الله أورد في القرآن فية علوماً عجيبة مازال العلم يحبو فيها ......من أربعة عشر قرنا من الزمان ذكر القران عن الجاذبية والذرة والجبال وطبقات الارض والحيوانات والحشرات والرياح والضغط الجوي وسرعة النور وغير هذا من العلوم والفنون
وذكر الله كلام عجيب عن علم الاجنة بدقة شهد لها خبراء الأجنة في العالم فكل هذه الامور التي تناولها القرآن وحكم فيها ووصفها بصفتها الواضحة .
سؤال لك يا هشام
هل تعتقد أن كل ما في القرآن من هذه العلوم العجيبة التي احتار فيها العلماء .........نزلت خاصة للرجل البدوي في الصحراء الذي لا يملك الا جمل وسيف....؟
نظرت لهشام فوجدت ساكت ووجهه محمر
فقلت له : أجب اخوووي هشام هل تعتقد أن الله أنزل كل هذه العلوم في القرآن لاناس عايشين في الصحراء ....؟
قال هشام : لا ....... بصوت لا يسمع
قلت له : الله أنزل القرآن ومعه السنة لتناسب كل مرحلة من مراحل الحياة....... فكلما اكتشف العلم شيئا نجد أن القرآن سبق العلم اليها علي نحو لا يتخيله عقل بشر .......فسبحان من قال الله تعالي " الر * كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير .
عندها وقف هشام وقال الله اكبر وأخذني بالاحضان وبكي وقال الان أنا فهمت
ايهاب كنت اسمع في استراليا تهكمات علي الاسلام والقرآن انه من زمن الجمل والسيف فكيف يكون نافع للبشرية في القرن الواحد والعشرين وانا في المدرسة والجامعة كعربي مسلم كنت حاسس إني غريب بينهم فكنت أفعل مثلهم بكل قبيح لكي اقدر أعيش بينهم ومن داخلي كنت أرفض هذه الحياة .........وسبب ذلك ما كان عندي أصدقاء مسلمين وما كان عندي جواب لهذه الاسئلة
قلت له : هشام أنت فيك خير كثير ولكن الحياة في بلاد الكفر خطيرة علي اي مسلم لا يتسلح بعقيدة قوية وعلم يرد به علي الشبهات التي يستخدمها الكفرة لزعزة عقيدة اي مسلم يعيش منفردا بعيد عن البيئة الاسلامية الآمنه
قال هشام : ايهاب الان انا أصبحت علي أرض صلبه من الايمان واليقين ولكن في بعض الاسئلة احتاج أعرف اجابتها لارد علي بعض اصدقاء مثلي عايشين في استراليا ولا يعرفون شئ براسلهم علي المسنجر دائما
قلت له : الم تتعب من كثرة الاسئلة
قال هشام : انا كنت ميت وأحياني الله علي يديك
قلت له : الفضل كله لله
قال هشام : ارجوا أن تجاوب علي هذا السؤال
قلت له : هات ما عندك
قال هشام : اذا كان الله قدر علي أفعالي فلماذا يحاسبني..........بمعني الله يعلم من سيكون من أهل الجنة ومن سيكون من أهل النار فلماذا أذن سيحاسبني علي شئ ليس لي فية اي ذنب ....؟
لم اجد الجزء الثاني
ولكن راسلت الكاتب وانتظر الاجابه
بالطبع منقول من كاتبها مباشره ومن عاش هذه الاحداث
(ابو نور الهدى)