فكرت ملياً في كتابة سلسلة توضح مفاهيم بعض المصطلحات التي دائما مانسمعها تتردد في نشرات الأخبار أو المناقشات ، أو نقرأها في الجرائد أو المنتديات الحوارية ، وبعض هذه المصطلحات-إن لم يكن أغلبها-ليس لها مفهوم واضح لدى البعض وأنا منهم ودائماً ما أبحث عن مصطلح معين قرأته أو سمعته لذلك أردت أن أشارككم ما جمعت من معلومات ، وما سأجمع لاحقاً بإذن الله تعالى .

وهدفي أن نعي مفهوم كل مصطلح من هذه المصطلحات المستحدثة ( وخصوصا السياسية منها ) ونحدد أبعادها وأهدافها ومبادئها والنتائج المترتبة عليها وندرك ( بكل وضوح وحياديه ) ما تتضمنه من تهديدات تمس عقيدتنا ، و فرص ترقى بنا لنساير ركب التقدم وبالتالي نتعلم ونُعلم غيرنا آليات التعامل معها من هذا المنطلق المبني على الفهم الصحيح .

وسأحاول بمشيئة الله تعالى الرجوع في المصطلح الواحد لأكثر من مصدر بحيث أجمع تفسيرات مختلفة ثم أعيد صياغته في مفهوم واضح ومحدد ومختصر قدر الإمكان (ولن أعدكم بعدم خضوع هذه الإعادة لوجهة نظري) ، فأرجو الفائدة لنا جميعاً .

سأبدأ بتوضيح عنوان الموضوع ، المصطلح ، والمفهوم ، والثقافة كمدخل ثم ستتوالى وتتنوع المصطلحات ومفاهيمها بإذن الله تعالى ما بين مصطلحات ثقافية سياسية ، واقتصادية ، وتربوية ، وعلمية على فترات قد تطول أو تقصر .





هو لفظ يضعه أهل اختصاص معين للدلالة على معنى معين يتبادر إلى الذهن بمجرد إطلاقه ، والمصطلح له أهميته في نقل الثقافات والأفكار والتعبير عن المعتقد فالمسلم يستخدم مصطلحات تختلف عن تلك التي يستخدمها الماركسي أو الليبرالي مثلاً وإن اتفق المصطلح بينهم أحياناً قد يختلف مفهومه عند كل منهم لذلك علينا استخدام مصطلحاتنا التي تحمل روح ديننا وعقيدتنا وتعبر عن هويتنا وانتمائنا وفكرنا ونحن بذلك نحمي ثقافتنا وهويتنا المميزة من الانصهار والذوبان في ثقافة الآخرين.

المفهوم

هو مضمون يعبر عن اسم معين أو رمز خاص ،أو تصور عقلي لماهية شيئ معين بتحليله إلى عناصره الأساسية، ونحن في هذا الموضوع سنتعرف على ماهية المصطلح من خلال مفهومه .
وتصور المفهوم يختلف من فرد لآخر باختلاف الثقافات والخبرات ، فمفهوم الجهاد عند البعض هو نشر الحق، ورفع راية الدين، الدفاع عن العرض والوطن والكرامة، ولدى البعض الآخر هو إرهاب وقتل وتدمير ووحشية.




هي المعرفة والاطلاع والبحث والتنقيب عن القيم الفاضلة ، وهي امتلاك رؤية واضحة ، وقدراً من الوعي يسمحان للفرد أن يكون لنفسه من خلالهما موقف من نفسه ومجتمعه والعالم من حوله ، والتعبير عن هذا الموقف بكل وضوح ، و تمثل الثقافة المجتمع المنتج لها بكل عاداته وتقاليده ومعتقداته ولغته ، وليس بالضرورة أن يكون المثقف متعلماً أو منتجاً للثقافة .
وفي رأيي أن المفهوم الحالي للثقافة والمثقف بدأ ينحى منحى خطير، فقد أصبح يقيس مدى ثقافة مجتمع معين بمدى اقترابه من الثقافة الغربية ومدى بعده عنها ، وأصبح المثقف هو الذي ينسلخ عن جذوره ، ويحارب الثوابت ، والمقدسات، والعقائد، والقيم الفاضلة ، ويتباهى بمطالعة أدب وفكر وفلسفة الآخر والإيمان بها واتخاذها منهجاً له.

طبعاً منقول وفي تكملة انشاء الله عن قريب

مع تحيات ameerx الملقب بملك الغرام

__________________