عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم October 14, 2013, 07:17 PM
 
رد: مدونة الأحداث الكبرى في التاريخ .. أهلا بكم ..





القائد القرطاجي حنبعل :

ولد حنبعل سنة 247 ق . م في قرطاج (بتونس) قبل أن يغادرها صحبة أبيه أميلكار عند ذهابه إلى شبه الجزيرة الإبيرية .
و تولى قيادة الجيش سنة 221 ق . م و عمره 26 سنة .
تميز بخصال عسكرية مكنته من أن يبرز كأحد أهم القادة العسكريين في التاريخ القديم، فقد أظهر قدرته الفائقة على تحمل مشاق الحرب وتسيير جيشه المتكون من محاربين ينتمون إلى شعوب عديدة، فمنهم القرطاجيون والنوميديون والايبريون والغاليون، وكان لكل من هذه الشعوب لغته وطريقته في القتال . كما اعتمد حنبعل خططا حربية جريئة أحسن خلالها استعمال مختلف الوحدات التي ضمها جيشه من مشاة و فرسان و رماة فتمكن من إحراز انتصارات باهرة على الرومان .
و إلى جانب مهاراته العسكرية، كان حنبعل يتمتع بخصال سياسية مكنته من كسب العديد من الأنصار .
في سنواته القليلة الأولى في إيطاليا، حقق ثلاثة انتصارات مثيرة في معارك تريبيا وبحيرة تراسمانيا وكاناي.
كان حنبعل أسطورة حيث جمع جيشا جرارا لمواجهة الإمبراطورية الرومانية، فقطع جبال الألب في الشتاء القارس مما أدى إلى موت عدد كبير من جيشه بكثرة الثلوج والإنزلاقات والجوع، وقد استعمل الفيلة في نقل المؤونة .
وخلال 15 عام، إحتل معظم إيطاليا و حاصر عاصمة الإمبراطورية دون أن يستطيع اختراق تحصيناتها، بعد أن رفض حلفاؤه مدّه بالتعزيزات اللازمة.
مرت الحرب بين روما و قرطاج بثلاث مراحل أطلق عليها اسم الحروب البونية و التي دامت من سنة 264 ق. م الى سنة 146 ق. م .
انتهت الحرب الثانية بهزيمة حنبعل بعد خوضة لمعركة زامة في افريقية ضد القائد الروماني سكيبيو، و تم فرض شروط قاسية على قرطاج من قبل الرومان .
كان القضاء عليه حلما سعت روما لتحقيقه طيلة سنوات، و في البدأ فرضت نفيه خارج قرطاج ثم أخذت تلاحقه و سنة 190 ق . م عثر عليه الرومان في الأناضول، فقرر الانتحار على الخضوع لروما .
يعتبر حنبعل أحد أعظم القادة في التاريخ، و قد حاول الكثير تقليد استراتيجياته الحربية التي يتم تدريسها للآن في بعض الكليات العسكرية .
كتب حوله الكثير، من بينهم المؤرخ الروماني تيتوس ليفيوس الذي وصفه في كتابه : التاريخ الروماني قائلا :"وقد توفر لحنبعل أكبر قدر من الاقدام لمجابهة الأخطار وأكبر قدر من الحكمة أثناء الأخطار نفسها، ولم يكن أي جهد قادرا على ارهاق جسمه أو احباط عزيمته. وأما في ما يتعلق بالأكل والشرب فقد كان يقف عند حد الكفاية ولا يبحث عن المتعة ولم يكن يميز بين الليل والنهار في ما يتعلق بالسهر والنوم، فلقد كان يخصص للراحة ما توفر له من الوقت بعد انجاز اعماله ولم يكن يشترط للنوم فراشا وثيرا ولا هدوءا فلقد شاهده الكثير عديد المرات متدثرا بمعطف جندي ومستلقيا بين العسس ومراكز الحراسة. و كانت ثيابه عادية ولم يكن يتميز عن بقية الجنود الا بأسلحته وخيله. و قد كان أحسن الفرسان وأحسن المشاة وكان أول المتقدمين إلى المعركة وآخر المنسحبين منها."
__________________

رد مع اقتباس