عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم March 7, 2013, 10:50 PM
 
رد: مدونة الأحداث الكبرى في التاريخ .. أهلا بكم ..


المرابطين
-----------
من أعجب الدول الإسلامية نشأة وتاريخا

دولة أنشأها رجل واحد ، لتغدو أقوى دولة في منطقة المغرب العربي والأندلس في وقتها ..

---------------------------
بداية دعونا نعرف ما هو أصل التسمية (المرابطين)؟
المرابطون تعني الذين اتخذو خياما لهم على حدود الدولة الإسلامية للحفاظ على تلك الحدود والدفاع عنها ..

----------------------------
كيف نشأت تلك الدولة؟
لنرجع بالتاريخ ونتعمق فيه لنصل لعام 478 هـ ، ولنغوص في أعماق صحراء موريتانيا، وبالتحديد في الجنوب القاحل، حيث الصحراء الممتدة، والجدب المقفر، والحرّ الشديد، وحيث أناس لا يتقنون الزراعة ويعيشون على البداوة.

في هذه المناطق كانت تعيش قبائل البربر، ومن قبائل البربر الكبيرة كانت قبيلة "صنهاجة"، وكانت قبيلتي "جُدَالَة ولَمْتُونة" أكبر فرعين في "صنهاجة"...

كان قائد تلك القبائل رجل يسمى "يحيى بن إبراهيم" ، وكان أهل تلك القبائل مسلمون لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ..

كان يحيى بن ابراهيم ذا فطرة نقية ، وقد نظر إلى حال قومه ، وساءه ما وصل إليه المسلمون ، فقد شرب الناس الخمر ، وانتشر الزنى والربى ، وتركت الصلاة والعبادات تماما ، ولم يعد من أهل القبيلة كلها من يعرف فقها أو شيئا عن الإسلام ..

ضاق الأمر بيحيى بن ابراهيم ، وقرر السفر للحج ، وفي أثناء عودته مر على القيروان في تونس (حيث كانت مدينة للعلم والعلماء) وهناك قابل أحد فقهاء المالكية ، وطلب منه أن يرسل معه من يعلم قومه الإسلام والفقه ، فأرسل معه أحد الشيوخ الفقهاء ، ذلك الرجل الذي سيكون حجر الأساس في إنشاء واحدة من أهم الدول في التاريخ الإسلامي

------------------------------
كان ذلك الشخص هو الشيخ "عبد الله بن ياسين" ..
لم يكن عبد الله بن ياسين عالما وفقيها فحسب ، بل كان شخصية قيادية قوية ، كان مخلصا محبا لدينه حريصا عليه ، ذا ذكاء وحكمة ...

بالفعل ذهب عبد الله بن ياسين إلى قبيلة جدالة مع زعيمها ابراهيم بن يحيى ، ليفزعه ما رآه من جهل الناس هناك وبعدهم التام عن الدين ..
بدأ عبد الله بن ياسين في محاولة تعليمهم الدين ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر

لكن كالعادة ثار عليه بعض أصحاب المصالح ممن لا يريدون إصلاح البلاد حتى لا تبور مصالحهم التي يكتسبونها من وراء الفساد والبعد عن الدين ، فحرضو عليه أبناء القبيلة حتى قامو بضربه بل وطرده من القبيلة تماما (ولم يستطع زعيم القبيلة أن يدافع عنه)

خرج عبد الله بن ياسين بعدما طردته القبيلة واتجه نحو أعماق الصحراء ناحية الجنوب حتى وصل لشمال السنغال ، في جزيرة صغيرة يحيط بها النهر ، حيث استقر هناك وحيدا في خيمة له بالقرب من الماء ، ليستقر هناك فترة من الزمن حتى يجد في الأمر جديد ..

-------------------------------
بداية نشأة المرابطين:
كان بعض الشباب في قبيلة جدالة قد تأثر بدعوة الشيخ ياسين ، لكن الغالبية الفاسدة وأصحاب المصالح حالت بينهم وبين الشيخ ، ولما طرد الشيخ ، قرر بعض هؤلاء الشباب أن يتبعوه وينضمو له ، فتبعه بعض الشباب ، ونزلو حيث نزل عبدالله بن ياسين مقيمين معه وكان عددهم لم يتجاوز خمسة نفر ..

أخذ الشيخ عبد الله بن ياسين يعلّمهم الإسلام الصحيح وكيف أن الإسلام نظام شامل متكامل ينظم كل أمور الحياة، وبدأ يعلمهم العقيدة الصحيحة، والجهاد في سبيل الله، وكيف يركبون الخيل ويحملون السيوف، وكيف يعتمدون على أنفسهم في مطعمهم ومشربهم، وكيف ينزلون إلى الغابات فيصطادون الصيد ويأتون به إلى الخيمة يطبخونه ويأكلونه ولا يستجدون طعامهم ممن حولهم من الناس.

شعروا أن من واجبهم أن يأتوا بمعارفهم وأقربائهم وذويهم، لينهلوا من هذا المعين، ويتذوقوا حلاوة ما تذوقوه، فذهبوا إلى جُدالة - وكانوا خمسة رجال - وقد رجع كل منهم برجل فأصبحوا عشرة، ثم زادوا إلى عشرين، وحين ضاقت عليهم الخيمة أقاموا خيمة ثانية فثالثة فرابعة، وبدأ العدد في ازدياد مستمر.

ومع الوقت تخرج من تحت يدي الشيخ مجموعة من الشباب ، المتفقه في دينه ، المدرب على القتال ، المحب للجهاد ، الزاهد عن الترف ، المتربي على الحياة الخشنة والتحمل والصبر ، حتى وصل عددهم إلى ألف من خيرة الشباب يسكنون الخيام ، وأطلق عليهم الناس اسم "المرابطين"

بدأ أولئك الشباب في الانتشار في القبائل التي حولهم ، وفي قبيلتهم جدالة ، وبدأو ينشرون العلم وينهون عن المنكر ، واستمر العدد في ازدياد وإن كان بطيئا ..

لكن يحدث أمر يقلب الموازين ، ويسرع من الوتيرة ، فقد انضم لجماعة المرابطين زعيم قبيلة "لمتونة" ثاني أكبر قبائل صنهاجة ، ويتبعه جميع أفراد قبيلته ليكونو من المرابطين ، واتسعت دولة المرابطين حتى شملت شمال السنغال وجنوب موريتانيا ...

بعد فترة تم اغتيال الشيخ عبد الله بن ياسين أثناء دعوته في إحدى القبائل البعيدة ، ليخلفه في قيادة الدولة رجل آخر عظيم يسمى "أبو بكر اللمتوني"

كانت دويلة المرابطين لازالت صغيرة لا ترى على الخريطة ، وكان تعدادهم لا يتجاوز الأربعة عشر ألفا من المرابطين

بعد فترة حدث انقسام بين المسلمين في جنوب السنغال بعيدا عن دويلة المرابطين ، ورغم أن الأمر لن يؤثر على المرابطين ، إلا أن زعيمهم "ابو بكر اللمتوني" قرر أن يذهب هناك في محاولة للم شمل المسلمين هناك مرة أخرى ، فخرج مع 7 آلاف من المرابطين ، وترك الـ 7 آلاف الاخرى تحت قيادة شخصية أخرى عظيمة ، سيكتب اسمها في التاريخ بماء الذهب ، هو "يوسف بن تاشفين" ..
__________________

رد مع اقتباس