عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم June 10, 2010, 07:58 PM
 
مداخل الشيطان السبعة للإمام إبن القيم ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد


مداخل الشيطان السبعة للإمام إبن القيم ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ... سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين , والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ... ثم أما بعد .....


المدخل الأول : الكفر بالله : في هذا المدخل يأتي الشيطان للإنسان الجاهل الذي لا يعلم من دينه إلا قليلا , لو كان يعلم القليل أصلا , ويقول له : لماذا لا يكون اليهود على الحق ؟ ! لماذا لا يكون النصارى على حق ؟ ! ليصرفه عن القراءة في دينه إلى الشك , ولا عجب في أن تكون هذه هي أول مدخل من مداخل الشيطان , كيف لا , وأمنية حياته أن نكون مخلدين معه في النار .
ولا يوجد حل لهذا المدخل إلا العلم الجيد بالعقيدة الإسلامية


المدخل الثاني : أن يوقعك في البدعة : إذا فشل الشيطان في تكفيرك , فإنه يدخل عليك من الباب الثاني , وهو أن يحاول أن يوقعك في البدعة , وهي أن تعبد الله بأسلوب لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية , فتظن أنك تتقرب من الله , في حين أنك تعصيه وتحصد السيئات , بل وقد يتجاوز بك الأمر من وقوعك في البدعة إلى الوقوع في الكفر أو بعض مظاهره والعياذ بالله كما حدث مع بعض الصوفية في العصر الحديث .
فها نحن نشاهد بعض مشايخ الطرق الصوفية كالمدعو صالح أبو خليل شيخ الطريقة الخليلية الذي يدعي علم الغيب , ويدعي أنه يصلي في الحرم , ويدعي أنه ولي وفي يده مدد , وأتباعه موهومون به ويعتقدون فيه كل ذلك والعياذ بالله حتى إنتشر صيته وأصبح من أغنى الأغنياء بسبب ما يتم إنفاقه عليه من الفنانين والوزراء والمستشارين وغيرهم ... ونجد أن الإعلام صور أهل البدع في أحلى حلة , لنجد صالح أبو خليل هذا في حفل على التلفاز يقدمه كل من الفنان توفيق رشوان & عمر الحريري & أحمد ماهر & أشرف عبدالغفور ويقبلون يده ويصفونه بالعارف بالله , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
ولا حل لهذا المدخل إلا بالعلم بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم , فالسنة ضد البدعة .


المدخل الثالث : أنه يحاول أن يوقعك في الكبيرة : إذا فشل الشيطان في إيقاعك في البدعة فإنه يسعى إلى إيقاعك في الكبائر حتى تنكسر حدة إيمانك , فإذا إنكسرت حدة إيمانك أصبح سهلا عليه أن يوقعك فيما شاء من الضلالات .
وعندما سقط سيدنا عبدالله بن حذافة السهمي في أسر قيصر الروم وعرضوا عليه الرغائب والرهائب حتى يجندوه لهم وهو رافض وثابت على الحق , قال كبير القساوسة لقيصر : أدخل عليه إمرأة جميلة في سجنه واجعلهما بمفردهما , فإنه إن زنى بها إنكسرت حدة إيمانه فيسهل علينا أخذ ما نريد , فلما فعل قيصر بوصية القسيس , ما كان من سيدنا عبدالله إلا أن أغمض عينيه وأعرض عنها حتى الصباح , فلما فتحوا عليهما الزنزانة , وجدوا المرأة تقول شعرا من عجابة ما رأت , فقالت :

أأدخلتموني على بشر ؟ أم أدخلتموني على حجر ؟ والله منذ دخلت عليه ما رفع في البصر ... وما أظنه يدري أنثى أنا أم ذكر .

فلا حل لهذا الباب إلا بالتمسك بالإيمانيات المرتفعة والتقرب من أهل الصلاح والتقوى , حتى يزيد إيمان العبد , فالإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .


المدخل الرابع : أنه يحاول أن يوقعك في الصغيرة : إذا فشل الشيطان في إيقاعك في الكبيرة , فإنه يسعى إلى إيقاعك في الصغائر ... حتى إذا تعود قلبك على الصغائر , فإنك تتعامل معها وكأنها ليست معصية من الأساس ... ومثال ذلك : الذي تعود على شرب السجائر يتعامل معها وكأنها حلال , الذي تعود على عدم غض البصر لا يرى غضاضة في مشاهدة الأفلام ... وهكذا يتعامل مع بعض المحرمات وكأنها مباحات ... فتصبح الصغيرة في حقه كبيرة والعياذ بالله , فيسهل على الشيطان أن يستدرجه إلى الكبائر .
فلا حل لهذا الباب إلا بالتمسك بالإيمانيات المرتفعة والتقرب من أهل الصلاح والتقوى , حتى يزيد إيمان العبد , فالإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .


المدخل الخامس : التوسع في المباحات : وهذه من أخطر النقاط , لأن الإنسان يتعامل مع المباح على أنه مباح , في حين أن الشيطان قد يجعلك تضيع الفرائض بفعل المباحات , ومثال ذلك : ما روي على لسان يحيى عليه السلام حين سأل الشيطان فقال له : يا لعين ! ماذا أعددت لي لتضلني ؟ فقال الشيطان : لا يوجد ما أضلك به إلا أن أجعلك تكثر من الأكل ( والأكل مباح ) فتكثر من النوم ( والنوم مباح ) فتنام عن الصلاة المكتوبة ( وترك الفرائض كبائر ) فقال يحيى عليه السلام : لله علي عهد ألا أشبع من طعام أبدا . فقال الشيطان : ولله علي عهد ألا أنصح موحدا أبدا .

ومثال ذلك أيضا : كثرة إهتمام الشباب بالحب حتى يصبح شغلهم الشاغل وكأن الحب ليس إلا الدائرة الضيقة بين شاب وفتاه مهملين أو متساهلين في المعنى الأعلى للحب وهو حب الله وحب الرسول وحب الدين وحب الوالدين , متناسين الحب الحقيقي الذي يؤجر عليه الإنسان بالحسنات ويكفر الله به عنه من السيئات , ويضيعون فيه الوقت العظيم ( لقد ضحك عليهم الشيطان فجعلهم يتوسوعون في المباحات حتى نسوا ما هو أهم منه والعياذ بالله ) .
ولا حل لهذا المدخل إلا بالإتزان , فلا إفراط ولا تفريط .


المدخل السادس : أنه يشغلك بالأقل أفضلية عن الأعلى أفضلية : إذا فشل الشيطان في إيقاعك في التوسع في المباحات فإنه يسعى إلى تقليل أجرك ما إستطاع إلى ذلك سبيلا , فيسمح لك بفعل الطاعات , ولكن يجعلك تهتم بالأقل أفضلية عن الأعلى أفضلية , فتقوم الليل دون أن تصلي الوتر , ومن المعلوم أن الوتر سنة مؤكدة بينما القيام سنة , والسنة المؤكدة أجرها أعلى من السنة , أو يجعلك تقوم الليل وتوتر ثم تنام عن صلاة الفجر ... وهكذا فهو يرضى بأقل القليل , المهم أن يقل أجرك .
ولا حل لهذا الباب إلا بالعلم والمجاهدة والمثابرة .


المدخل السابع والأخير : هو تسليط الناس : إذا فشل الشيطان في أن يجعلك تهتم بالأقل أفضلية عن الأعلى أفضلية , فإنه يسعى إلى تسليط الناس عليك , فتسمع هذا يقول عنك غريب الفكر , وذاك يقول عنك متشدد , وذلك يقول عنك إرهابي , وآخرون يستهزئون , فمنهم من يقول : خدنا على اجناحك يا عم الشيخ , ومنهم من يدخل السجون ويعذب من أجل دعوته .
ولا حل لهذا الباب إلا بالتمسك بالحق والصبر واستشعار الأجر من الله .

فإذا أغلق هذا الباب على الشيطان فإن الشيطان يرفع يده عنه ولا يقترب منه , لأنك بهذا تصبح من عباد الله المخلصين الذين استخلصهم الله لنفسه سبحانه ... نسأل الله أن نكون منهم .


أكتفي بهذا القدر ... سائلا الله لي ولكم التوفيق والسداد



أخوكم : م / لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد
رد مع اقتباس