عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم September 8, 2009, 09:07 PM
 
عتاب الصديق ..............ورثاء النفس

أرثي لحالي
لما جرى لي

أرثي متغير يتغير بتغير أهل ذاك الزمن

يوم لي ويوم علي

يا صديقي
أنت لين
لا لا لا
أنت عصبي
مليء بالأعصاب

كيف أجاريك في أشياء صغيره

تعبت أنا تعبت
أنكسرت الأحرف

وتغيرت الكلمات

وأنساقت الجمل والعبارات

في جو مليء بالخيالات

خيالات مكسوة بشيء من الغموض

مكسوة بشيء من سحب سوداء
حجبت كل ما هو ظاهر للعيان

تعبت

أنا لم أعد أستطع أخط بالقلم كل ما هو مكنون بالصدور والسطور

أنا لم أحمل فأس ولا قدوم

بل حملت قلما
ولكن

قلمي أنكسر

ضاعت المفردات

كل هذا بسبب

ثورتك وأنفعالاتك وعصبيتك
لأتفه الأمور



غيوم وضباب كست الكلمات
حتى أصبحت كلمات غير مفهومة المعنى

فلا أدري لماذا

هل لعصبيتك

أم لأحساس زائد بي

أم لتعقلك الجنوني

أم لجنون نفسي؟؟؟؟

لك ثوره
كثورة هتلر على اليهود

ثورتك هذه

جعلتني إنسان بلا وجدان

أصابتني بالهذيان

ثورتك كالبركان

بل كالغليان في القدور على النار

وأنا أرثي لحالي
ومن يرثي لحالي

تاهت أقوالي

وذابت سنن أقلامي

وتشوهت كل أحلامي

وتلاطمت أمواج أفكاري فغرقت ولا منقذ لي

لا تناسق

ولا فكر

ولا تعقل

ولا بصيرة

ولا وقفة مع النفس

ولا حديث مع الروح

بل حديث كحديث المجانين في الطرقات

كل هذا من ثورتك يا صديقي


على مرور سوالف الدهر

على ما قد مر على كهل من تجارب الزمان

لا أذكر سوى أن كل شيء متغير
أو في تغير

النفس لها أوجه

والصديق له تناقضات في الأقوال

وحتى الشجرة متغيرة الأحوال
في كساء وفي عراء

هكذا الزمان
لا شيء يبقى على ما هو عليه

مودة صديق تنتهي

وقرابة قريب تصاب بالعدوى

ورفقة الطريق تنتهي بمجرد أنتهاء السفر

فهل يليق بك هجران الصديق

نعم

قد يليق بك ذلك

أما أنا فلا

وألف لا

صديقي يبقى صديقي

ولو كل أجراحي منه

فأني ألوذ بالصمت

دون أن ألوذ بالهجران

لماذا تتعالى بالهجر والزجر والهجاء

لماذا تنطق بما لا يليق بمقام الأصدقاء ؟

لماذا تطعن صديقك في الخفاء
بسكين مليء بالأصداء ؟

لماذا تجعل صديقك من زمرة الأعداء ؟

أهكذا تكون صداقة الأصدقاء

لا تجعلني من الأعداء

أنت خليلي من الأخلاء الأوفياء

أنت كما أنت

فلا تنسى

أن الزمان له أنقضاء

وأن الصداقة لها قضاء

يحكمها قاض من النبلاء

وأن الصداقة لها حراس أشداء

حراس الصداقة هم الأصدقاء

آآه

أصبت بالبلاء

ونلت كل أنواع الكواء

فلم أعد أستطع البقاء

جسدي له ثواء

وحسرات نفسي أعياها الأبتلاء

رد مع اقتباس